وُلد حمدان شلبي في جدة 1948، لكنه لم يولد وحده، بل ولدت معه روح المسرح، ووهج الكاميرا، وعشق الحكاية. كان من أوائل الممثلين السعوديين الذين اختبروا صعوبة الطريق، وشرف التأسيس. لم يكن الفن آنذاك مهنة ولا شهرة، بل رسالة يشوبها الغبار والعرق، وبريقٌ من حلمٍ بعيد.
أدى أدواراً في التلفزيون والإذاعة والمسرح، لكن حضوره كان دائماً أوسع من الدور ذاته. لم يكن نجماً صاخباً، بل ظلاً ناعماً يملأ المشهد حضوراً. في صوته دفء العائلة، وفي ملامحه سكينة المدن القديمة، وفي أدائه بساطة الإنسان الذي يأتي من قلب الناس ويعود إليهم.
عمل في الإعلام، ورافق التمثيل بالوعي والمسؤولية، حتى أصبح من الذين يُشار إليهم بالبنان في جيل التأسيس. لم يكن حمدان شلبي ممثلاً عابراً، بل أحد أولئك الذين زرعوا البذور الأولى للفن السعودي، في زمنٍ لم تكن فيه الكاميرات مغرية، ولا الأضواء دافئة كما هي اليوم.
في أبريل 2018، غاب جسده، لكن بقي اسمه مكتوباً على أبواب الذاكرة، محفوراً في جدران الزمن الجميل. في ذكراه، لا نرثيه، بل نحتفي به. نستدعي طيفه من الشاشة القديمة، ونقول له كما قال لنا الفن ذات مساء: «أنت البداية التي لا تنتهي».
أخبار ذات صلة
0 تعليق