زوزو شكيب.. شريرة السينما الطيبة في الذكرى الـ116 لميلادها (تقرير)

جريدة الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

تحل اليوم الذكرى الـ116 لميلاد واحدة من أيقونات السينما والمسرح المصري، الفنانة زوزو شكيب، التي وُلدت في 12 أبريل 1909، واحتفظت بمكانتها الخاصة في وجدان الجماهير، رغم اشتهارها بأدوار الشر والنساء المتسلطات، حيث كانت تؤديها بمهارة وبراعة لا تُضاهى، لكنها في الواقع كانت إنسانة مرهفة ورقيقة، كما وصفت نفسها في لقاء نادر بـ”ست طيبة”.

زوز شكيب
زوز شكيب


أصول أرستقراطية وبدايات واعدة

اسمها الحقيقي زينب شكيب، تنتمي لعائلة أرستقراطية تركية الأصل، وكانت الأخت الكبرى للفنانة الشهيرة ميمي شكيب. تربت في بيت يقدر الفن والثقافة، وتلقت تعليمًا راقيًا مكّنها من إتقان خمس لغات: الإيطالية، الألمانية، الفارسية، الإنجليزية، والفرنسية، ما منحها طابعًا نخبويًا انعكس في أدائها وشخصيتها.

 

أحبت الفن منذ الصغر، وبدأت أولى خطواتها على خشبة المسرح عام 1929 في مسرحية “الدكتور”. ثم التحقت بفرقة نجيب الريحاني، حيث لمعت في عدد من العروض مثل “حكم قراقوش” و”قسمتي” و”الدنيا على كف عفريت”، لتؤكد موهبتها الكبيرة على المسرح قبل أن تنتقل للسينما.

 

سينما قوية بحضور لا يُنسى

رغم تألقها في المسرح، فإن زوزو شكيب نالت شهرتها الواسعة من خلال السينما، حيث جسّدت ببراعة أدوار المرأة القاسية، المتسلطة، أو الشريرة، فكانت الخيار الأمثل للمخرجين حين يتعلق الدور بشخصية تحمل في طياتها مزيجًا من الحزم والدهاء.

 

شاركت في أكثر من 200 عمل فني بين السينما والمسرح والتلفزيون، من أشهر أفلامها:
“دعاء الكروان”، “الزوجة الثانية”، “شباب امرأة”، “الراقصة والسياسي”، “القاهرة 30”، “شيء في صدري”، “زقاق المدق”، “المرأة المجهولة”، إلى جانب آخر أعمالها “رجب فوق صفيح ساخن” مع عادل إمام، الذي عُرض بعد وفاتها.


طيبة خلف ملامح الشر

رغم ارتباط صورتها لدى الجمهور بأدوار الشر، إلا أن زوزو كانت تؤمن بأن طيبتها الحقيقية يجب أن يعرفها الناس، وقالت في لقاء نادر: “بحب الناس تقول عليّ ست طيبة، مش ست شريرة”، مضيفة أنها تبدأ يومها بالدعاء، طالبة من الله الصحة والتوفيق في كل دور تؤديه.

أما عن مواصفات الرجل الذي كانت تنجذب إليه، فقد قالت: “بحب الرجل التقيل، المتزن، اللي يقدر يحافظ على بيته، واللي عنده كرامة”، ما يعكس ذوقًا رفيعًا وواقعيًا في الحياة الشخصية كما في الأدوار التي كانت تختارها.

زوزو شكيب… شريرة السينما الطيبة في الذكرى الـ116 لميلادها
زوزو شكيب… شريرة السينما الطيبة في الذكرى الـ116 لميلادها

رحيل مفاجئ قبل الوداع الأخير

رحلت زوزو شكيب عن عالمنا يوم 14 سبتمبر 1978، قبل أن تتمكن من أداء آخر دور مسرحي اتفقت عليه، حيث كان من المقرر أن تعود للمسرح الذي أحبته، لكنها فارقت الحياة فجأة، لتترك خلفها إرثًا فنيًا لا يُنسى.

 

إرث فني حيّ

زوزو شكيب لم تكن مجرد “شريرة الشاشة”، بل فنانة متعددة الأوجه، قادرة على إثارة الإعجاب في كل مرة تطل فيها على الجمهور. امتلكت كاريزما خاصة، وموهبة فطرية، وشخصية قوية خلف الكواليس، ووجهًا ناعمًا غلف أدوارًا قاسية، فصنعت من التناقض سحرًا لا يُقاوم.

بعد 116 عامًا على ميلادها، لا تزال زوزو شكيب تُذكر كأحد أعمدة الفن العربي الكلاسيكي، وواحدة من القلائل الذين عرفوا كيف يجعلون من “الشر فنًا”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق