أمرت النيابة العامة بحبس ثلاثة متهمين، بينهم شاب وراعيا أغنام، لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، في واحدة من أغرب قضايا القتل التي شهدتها محافظة الجيزة مؤخرًا، والتي بدأت ببلاغ غامض وانتهت بكشف جريمة مأساوية راحت ضحيتها فتاة شابة دون أن يفتقدها أحد.

بلاغ غامض وجثة مجهولة

بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقّت غرفة عمليات الشرطة بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة متفحمة بالكامل داخل سجادة ملقاة في منطقة نائية بأوسيم. انتقلت على الفور قوة من المباحث الجنائية إلى موقع البلاغ، وفرضت طوقًا أمنيًا حول المكان، بينما بدأت فرق الأدلة الجنائية في جمع ما أمكن من آثار وبصمات من مسرح الجريمة.

المعاينة الأولية كشفت أن الجثة تعود لفتاة في العقد الثالث من العمر، وقد تعرضت للحرق الكامل وبُترت ساقاها بطريقة غامضة، ولم يُعثر بجانبها على أي أوراق ثبوتية أو متعلقات شخصية يمكن أن تساعد في تحديد هويتها.

لغز بلا بلاغ اختفاء

بفحص بلاغات التغيب في نطاق محافظة الجيزة، لم يتم العثور على أي بلاغ يتطابق مع أوصاف الجثة، ما زاد من غموض القضية. وبعد تحريات موسعة استمرت قرابة 25 يومًا، توصلت فرق البحث إلى معلومات تفيد بأن الفتاة كانت تقيم لدى أحد الأشخاص داخل شقة سكنية، وأنها توفيت بعد تعاطي جرعة زائدة من المواد المخدرة.

قرار مروّع وصدفة كارثية

وكشفت التحريات أن المتهم، وعقب وفاة الفتاة، قرر التخلص من جثمانها خوفًا من الملاحقة القانونية، فقام بلفها داخل سجادة ونقلها إلى منطقة خالية، حيث ألقاها وسط القمامة. وبعد فترة، عثر راعيا أغنام على السجادة، وأثناء محاولة فتحها فوجئا بجثة الفتاة بداخلها، فدبّ الرعب في قلبيهما، وقررا إشعال النيران فيها للتخلص منها، ظنًا أن ذلك سيُبعد الشبهة عنهما.

القبض على المتهمين وكشف الحقيقة

ورغم محاولات الطمس، نجحت مباحث الجيزة في تتبّع خيوط القضية، وضبط المتهمين الثلاثة، حيث جرى عرضهم على النيابة العامة التي قررت حبسهم على ذمة التحقيقات، بينما تواصل النيابة مناقشتهم تمهيدًا لإحالتهم إلى المحاكمة الجنائية.