مختصر مفيد
ﻛﺎﻥ هناك رجل كبير السن، ﻳﻤﻠﻚ حصانا ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻣﺤﺒﺒﺎً ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻔﺮالحصان، ﻭﺟﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﻳﻮﺍﺳﻮﻧﻪ، على ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﻌﺎﺛﺮ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻼ ﺣﺰﻥ: "ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻛﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻆٌ ﻋﺎﺛﺮ"؟
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺠﻮﺍﺩ ﻣﺼﻄﺤﺒﺎً ﻣﻌﻪ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ، ﻓﺠﺎﺀ ﺇﻟﻴﻪ ﺟﻴﺮﺍﻧﻪ ﻳﻬﻨﺌﻮﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﺴﻌﻴﺪ، ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻼ ﺗﻬﻠﻞ: "ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻛﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻆٌ ﺳﻌﻴﺪ"؟
ﻭﻟﻢ ﺗﻤض ﺃﻳﺎﻡ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﻥ اﺑﻨﻪ ﺍﻟﺸﺎﺏ ﻳﺪﺭﺏ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﻳﺔ ﻓﺴﻘﻂ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻪ، ﻭﻛﺴﺮﺕ ﺳﺎﻗﻪ، ﻭﺟﺎؤﻭﺍ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻳﻮﺍﺳﻮﻧﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻆ ﺍﻟﺴيئ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﺑﻼ ﻫﻠﻊ: "ﻭﻣﻦ ﺃﺩﺭﺍﻛﻢ ﺃﻧﻪ ﺣﻆ ﺳيئ"؟
ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ، ﻭﺟﻨﺪﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻘﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻋﻔﺖ اﺑﻦ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺘﺎﻝ ﻟﻜﺴﺮ ﺳﺎﻗﻪ، ﻓﻤﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺷﺒﺎﺏٌ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ.
* * *
طردت شركة اميركية موظفا يعمل لديها، فخرج الرجل إلى الشارع بلا أمل، وأصابه الإحباط واليأس العميق، لقد أغلق في وجهه باب الرزق الوحيد، ولم يكن لديه ولدى زوجته مصدر رزق آخر، فما يفعل؟
رأى أن يرهن المنزل، ويعمل بمهنة البناء، وأصبح متخصصاً في بناء المشاريع الصغيرة، إنه والاس جونسون، الرجل الذي أنشأ وبنى سلسلة فنادق "هوليدي إن".
يقول هذا الرجل في مذكراته الشخصية: "لوعلمت الآن أين يقيم رئيس العمل الذي طردني، لتقدمت إليه بالشكر العميق لأجل ما صنعه لي، فعندما حدث ذلك الموقف الصعب تألمت كثيراً، ولم أفهم لماذا، أما الآن فقد فهمت ان الله شاء أن يُغلق في وجهي باباً ليفتح أمامي طريقاً أفضل لي ولأسرتي".
* * *
ورب ضارة نافعة، فقد هاجمت سمكة قرش شخصا يسبح على ساحل في اميركا عام 2015، ما جعل الطبيب يستأصل ورما على كليته، ويزيل السرطان المبكر، فقال: "هجوم القرش أنقذ حياتي".
* * *
أذكر قصة، ففي بلد عربي،إذ طارت طائرة صغيرة فيها ركاب، من منطقة الى منطقة أخرى في البلد نفسه، وتأخر عن الصعود إليها أحد المسافرين، فاحتج في المطار بشدة وصاح، فالطائرة أهملته ولم تقله معها، فثارت عاصفة وسقطت الطائرة بمن فيها، فأصابت هذا المسافر الدهشة فقد كُتب له عمر ثان.
* * *
ما تجده ضارا قد يكون نافعا، والعكس، حتى على المستوى السياسي، فعندما هزمت أميركا اليابان في الحرب العالمية الثانية سنة 1945 فُرضت على اليابان إجراءات قاسية، عسكرية وغيرها، لكن القادة اليابانيين أظهروا بصيرة وحكمة عظيمة بالقبول بهذه الصعوبات، والمحن، فمع انه يغلق جميع الأبواب أمام اليابان، ويمنعها من التسلح، واتخاذ القرار السياسي، إلا انه يفتح أمامها الصناعة والتقدم العلمي، وهكذا فالأزمة التي أصابت اليابان، بهزيمتها سنة 1945 ، جعلتها تخرج من بين أنقاض الحرب كإحدى القوى الاقتصادية العظمى في العالم.
وعندما تم تحطيم جدار برلين في 1989 انفتحت الأسواق أمام المستثمرين في أوروبا، وفي حرب أكتوبر 1973 رفع العرب سعر برميل النفط بشكل كبير، وهذا أيضاً سبب ضرراً على الاقتصاد العالمي من دون شك، لكن الدول الغربية أخذت تفكر ببدائل للنفط، فاكتشفت وصنعت ألواح الطاقة الشمسية، وأخذت بفكرة الاستفادة من غاز الهيدروجين في حقن محرك السيارة.
الدول جميعها تمر بمراحل، مثل مراحل الدورة التجارية الأربع في الاقتصاد: ركود، ثم انتعاش، فرواج، ثم ركود، أي ان الضرر لن يستمر ضررا مدة طويلة، وتحسن الأوضاع قد يعقبه أزمات.
قياسا على ذلك، فإن مستقبل البلدان العربية يبشر بخير، بإذن الله، إن كانت حاليا في حالة الركود.
0 تعليق