وأوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان أن هذه الإطلاقات جزء من سلسلة من البرامج الوطنية المتكاملة التي تسعى لحماية الكائنات المهددة بالانقراض، وإعادة إطلاقها وتوطينها في بيئاتها الطبيعية، مشيرًا إلى أن المركز يعمل وفق أعلى المعايير العلمية، وبشراكات فعالة مع الجهات المختصة، للإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، والإستراتيجية الوطنية للبيئة، وأهداف مبادرة السعودية الخضراء، في ظل التزامه بتعزيز تعاونه مع الشركاء في القطاع البيئي بما يحقق الأهداف المشتركة.
وبين أن المركز يضم مرافق بحثية متخصصة تعمل وفق معايير عالمية لضمان جاهزية الأنواع للإطلاق في المحميات والمتنزهات الوطنية، وتعتمد برامج الإكثار على قاعدة بيانات خاصة بالحيوانات تُسجل فيها المعلومات وتدون إجراءات الرعاية البيطرية، ونتائج الاختبارات الوراثية التي تمت لها.وأكد أن إطلاق الكائنات الفطرية في موائلها الطبيعية يأتي ضمن مبادرات المركز الرئيسة التي تثري جهود العمل البيئي، انطلاقًا من مبادرة السعودية الخضراء، حيث أطلق المركز بالتعاون مع شركائه أكثر من 7800 كائن فطري في المحميات والمتنزهات الوطنية، تم متابعتها ورصد قدرتها على التكيف والتكاثر بشكل طبيعي في البرية من خلال برامج مراقبة، يستخدم خلالها أحدث أجهزة التعقب ضمن جهود المركز البارزة للتصدي للأخطار المحدقة بالحياة الفطرية وحماية النظم البيئية والحفاظ على توازنها.
من جانبه أكد الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الإمام عبدالعزيز بن محمد الملكية الدكتور طلال بن عبدالله الحريقي أنَّ إطلاق هذه الكائنات الفطرية في محمية الملك خالد الملكية يأتي امتدادًا للتوجه الإستراتيجي المتعلق بخطط الإدارة الشاملة المعتمدة من مجلس المحميات الملكية، والرامية إلى تعزيز التنوّع الأحيائي واستعادة الموائل الطبيعية في المحمية؛ بما يسهم في توفير بيئة طبيعية آمنة تدعم استقرار الكائنات الفطرية وتسهّل تكيفها في موائلها الطبيعية، كما تنسجم مع الإستراتيجية الوطنية للحفاظ على البيئة، وتُحقق أحد مستهدفات رؤية المملكة 2030 الهادفة إلى بناء بيئة جاذبة تُسهم في تحسين جودة الحياة وتعزز الاستدامة.
ولفت إلى أنَّ الهيئة أطلقت خلال الأعوام المنصرمة ما يزيد على 300 كائن فطري من 6 أنواع تختلف ما بين الزواحف والثدييات والطيور المحلية، وجميعها مصنفة ضمن القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) المعرضة أو المهددة بالانقراض، وقال: "منذ بداية الإطلاقات في محمية الملك خالد الملكية تم متابعة حالة الحيوانات التي جرى إطلاقها بشكل دوري ومستمر، عن طريق الدراسات الميدانية وتقنيات الرصد مثل كاميرات الرصد وأطواق التتبع، ولله الحمد تم تسجيل العديد من الولادات الطبيعية للحيوانات المطلقة ونمو القطعان".
وتواكب هذه الجهود الوطنية في إثراء التنوع الأحيائي، والحفاظ على النظم البيئية مزدهرة ومستدامة، بما يعكس جهود المملكة الريادية في الحفاظ على مواردها الطبيعية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال بناء نموذج بيئي مستدام، وبما يجسد مساعيها المستمرة وحرصها على تطوير وتوحيد الجهود العالمية لحماية البيئة وتعزيز استدامتها.
0 تعليق