اصدار جنسية جديدة، او سحب جنسية قديمة، او اصدار جواز سفر، او شهادات ميلاد، او اثبات وضع قانوني لمواطن او مقيم، كان ينبغي تأكيده منذ البداية، بمعنى منذ اليوم الاول على اثبات وجود هذا العنصر البشري المولود على ارض الكويت ومن ام واب رسميين، او من وافد قادم تواً من الخارج، ويريد الاقامة او العمل في البلاد.
البصمة الوراثية والبيومترية ليستا وثائق صدرتا امس، ولا هناك ما يمنع الاجهزة الرسمية من ممارسة واجباتها القانونية التي لا تخالف القوانين والدستور وحقوق الانسان.
الكويت تقوم على مبادئ دستورية، كل المسؤولين في الدولة يفترض انهم ملتزمون بالدستور والقوانين، ايا كانت انواعها، فهناك موانع شعبية حالت دون التطبيق الفوري للبصمة الوراثية والبصمة البيومترية، وهناك ايضاً ثمة اصوات عالية كانت تحول دون اداء الاجهزة الامنية واجباتها، التي تمكن الامن والاستقرار الاجتماعي لكل الساكنين على هذه الارض الطيبة.
منذ ان شرعت لجنة التحقيق في الجناسي، والتي شرعت بسحب الجناسي (مزورة ومزدوجة، ثم امتدت إلى الاعمال الجليلة، وابناء الكويتيات وزوجات الكويتيين).
كل ذلك كان يمكن تنفيذها بهدوء وعلى "مية باردة" لو الحكومة بدأت بالخطوة الاولى، وهي تنفيذ البصمة الوراثية او البيومترية على ارض الواقع، ولما كان ثمة قلق، او خوف، او حسابات الاصالة والحداثة، وبعث الخوف، ووضع الناس في "حيص بيص"، والقلق على ما سيظهره على الناس نهار الغد؟
سحب الجناسي لم يصبح قضية كويتية داخلية، او حديث "سوشيال ميديا" داخلي، فالاعلام العالمي، الاجنبي والعربي، وكان "سحب الجناسي" العنوان الابرز على القنوات الاخبارية الرئيسة.
فالحدث غير مسبوق، بل غريب، خصوصا من دول تمنح جنسيتها بمجرد نزول الوافد على ارض المطار، من تلك الديار، بل ان هناك دولا تمنح جنسيتها عبر الاعلان في الصحف والقنوات التلفزيونية، وليس الجنسية، بل الاقامة الدائمة، والزواج وضمان العمل الفوري، والمعاش المجزي، بينما نحن ضاعت بوصلتنا ما بين حاجة البلاد لليد العاملة وضيق البلد من الوافدين!
بصراحة نحن نعيش تناقضات عجيبة غريبة، لا تدري ماذا نريد ولا ندير، ماذا نعمل ومن اين نبدأ، وليس هناك قرار مركزي، إنما كل جهة حكومية تعمل خارج نفوذ الدولة، كأنها دولة مستقلة او دولة في بطن دولة!
من هنا ينبغي القول وباللهجة الشعبية "احنا وين رايحين... نبي ناس ونبي مواطنين، ام نرجع إلى كم بيت اللي كانوا داخل السور وهويا مال وكفى"؟
اعود و اسأل: احنا وين رايحين، واين مقولة رؤية "الكويت 2035"، مع ما نرسم من امال واحلام، فيما هناك حالة التقزيم والعبث التي نعيشها؟
البصمة الوراثية والبيومترية لا تحيي شعباً، ولا تموت امة، ولكن هناك افكار جهنمية يختلقونها على هذا البلد الجميل.
المقولة السخيفة" احنا غير، ليش احنا بخلاف كل البشر غير، لا يكون الله خلق لنا جنة او جهنم غير جنة، وجهنم بقية خلق الله"؟
ننام بفكرة ونصحى بفكرة تنسف الاولى، فيما العالم ماشي بطريق يضحك على وقوفنا على محطة الانتظار.
صحافي كويتي
0 تعليق