خفض صندوق النقد الدولي اليوم الثلاثاء توقعاته لنمو اقتصاد الصين هذا العام إلى 4%، في نسبة أدنى بكثير من الهدف الرسمي الذي حددته بكين وسط تصاعد الصراع التجاري مع واشنطن.
تخوض القوتان الرئيسيتان في العالم مواجهة تجارية غير مؤكدة النتائج، بدأت عندما تولى الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلطة.
وفرضت واشنطن رسوما جمركية بنسبة 145% على معظم المنتجات الصينية، وتصل إلى 245% في بعض الحالات، كالسيارات الكهربائية على سبيل المثال.
وردت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على المنتجات الأميركية، وقالت إنها ستستمر في المواجهة «حتى النهاية».
وإزاء هذا السياق «الضبابي» بصورة متزايدة، بات صندوق النقد الدولي يتوقع نموا في إجمالي الناتج المحلي للصين بنسبة 4% في عام 2025.
ويعكس هذا التوقع الجديد الذي نُشر ضمن أحدث تقرير لصندوق النقد الدولي حول آفاق الاقتصاد العالمي، انخفاضا حادا بالمقارنة مع التوقعات التي أعلن عنها الصندوق في يناير وبلغت 4,6%.
وقد تأثرت الصين «بشكل غير متناسب» بالتعرفات الجمركية الجديدة، فيما لم تسلك ثقة المستهلك الصيني طريق «التعافي» منذ انخفاضها في أوائل عام 2022، وفق تقرير صندوق النقد الدولي.
ويؤدي هذا التعديل إلى توسيع الفجوة مع هدف النمو الطموح البالغ نحو 5% والذي حددته الحكومة الصينية لعام 2025 وأكده أخيرا القادة السياسيون.
منذ سنوات، تواجه الصين انخفاض الاستهلاك المحلي ومديونية مفرطة لسلطاتها المحلية الذي يرتبط خصوصا بالأزمة المزمنة في قطاع العقارات.
وقد أدت هذه الصعوبات الداخلية إلى إبعاد العملاق الآسيوي بشكل نهائي عن معدلات النمو القوية التي سجلتها البلاد حتى العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
ولكن حتى الآن، كان يتم تعويض هذه الزيادة من خلال حيوية الصادرات الصينية التي وصلت إلى حجم قياسي في العام الماضي.
غير أن هذه الركيزة الأساسية تتعرض للتهديد حاليا بسبب تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن التي تعتزم معالجة عجزها التجاري مع الصين.
ونتيجة لهذه «الضبابية المطولة»، راجع صندوق النقد الدولي أيضا توقعاته للنمو الصيني في عام 2026 الثلاثاء، إذ خفضها إلى 4% مقارنة بـ4,5% في التوقعات السابقة.
وقد تجاوز نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين توقعات المحللين في الربع الأول من العام، إذ ارتفع بنسبة 5,4% على أساس سنوي.
لكن خبراء الاقتصاد عزوا هذا الأداء إلى تسارع عمليات التسليم قبل دخول الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، محذرين من تبدلات كبيرة في الأشهر المقبلة.
0 تعليق