نائب إيراني: المحادثات الفنية "الأصعب"... وجروسي يؤيد جهود مبعوث ترامب
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن على إيران أن تتخلى عن كل عمليات تخصيب اليورانيوم، إذا كانت ترغب في التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات الجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب وتجنب خطر اندلاع صراع مسلح، قائلا في مقابلة "بودكاست" إنه إذا كانت إيران تريد برنامجا نوويا مدنيا، فيمكنها أن تمتلك واحدا مثل الدول الأخرى، من خلال استيراد المواد المخصبة، مضيفا "أقول للجميع إننا ما زلنا بعيدين جدا عن أي نوع من الاتفاق مع إيران... قد لا يكون ذلك ممكنا، لا نعلم... لكننا نرغب في التوصل إلى حل سلمي دون اللجوء إلى خيارات أخرى".
من جانبه، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي أنه على تواصل مع مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمفاوضات النووية مع إيران ستيف ويتكوف ويؤيد جهوده، قائلا "أرى أن هناك مجموعة من المحترفين المتفانين يعملون معه."، مضيفا أن إيران وافقت على السماح لفريق فني من الوكالة بدخول البلاد خلال الأيام المقبلة لمناقشة إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في المواقع النووية، واصفا الخطوة بأنها إشارة مشجعة على موقف طهران بشأن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
بدورهم، التقى ممثلو إيران وروسيا والصين لدى الأمم المتحدة مع غروسي لبحث التطورات الديبلوماسية حول البرنامج النووي الإيراني، ونقلت وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية أن الممثل الدائم لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا رضا نجفي، اجتمع مع غروسي إلى جانب نظرائه من روسيا والصين، موضحة أن الاجتماع ركز على تعزيز التعاون والحوار لدعم المساعي الديبلوماسية الجارية، كما شدد على ضرورة منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الفرصة لأداء دورها المهني والبنّاء في هذا الملف.
من جهتها، كشفت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن وزير خارجية إيران عباس عراقجي كان سيقدم أمام وسائل الإعلام "إغراءً" إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب، بعقودٍ تصل قيمتها إلى عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في إنعاش الصناعة النووية الأميركية، قائلة إن عراقجي كان سيلقي خطابه افتراضياً في مؤتمر السياسة النووية الذي تنظمه مؤسسة "كارنيغي" للسلام الدولي الاثنين الماضي، مضيفة أن البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة اطلعتها لاحقاً على نصّ التصريحات المُخطط لها، والتي جاء في أحد أجزائها البارزة تركيز طهران على القيمة الاستثمارية المُحتملة لاتفاق نووي جديد مع واشنطن في ظلّ انخراط الجانبين بالمحادثات، ووفقاً للنص، كان من المقرر أن يقول عراقجي: "لم تُعق إيران قطّ التعاون الاقتصادي والعلمي مع الولايات المتحدة. كانت الإدارات الأمريكية السابقة هي العائق، إذ كانت تعمل غالباً تحت تأثير جماعات المصالح الخاصة نفسها. وكما أوضحتُ مؤخراً في صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الفرصة التي تبلغ قيمتها تريليون دولار والتي يقدمها اقتصادنا قد تكون متاحة للشركات الأمريكية".
في المقابل، اعتبر عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي أن الجولة الثالثة من المحادثات الأميركية الإيرانية على صعيد الخبراء الفنيين المتوقعة غد السبت هي"الأصعب"، ورأى أن الجولتين الأولى والثانية كانتا الأسهل، قائلا إن المحادثات الفنية مرحلة المساومات، وتمثل الجزء الصعب من عملية التفاوض، مؤكدا أن إرادة الطرفين تركزت على إنجاح المفاوضات، إذ لا يوجد خيار آخر، مشددا على أن طهران لن تتنازل عن حقها المشروع في المجال النووي، حاضا الأميركيين على تقديم تنازلات، معتبرا انه إذا كان الأميركيون يسعون إلى تبديد المخاوف والحصول على ضمانات، فعليهم أن يقدموا تنازلات تتمثل في رفع العقوبات، متهما إسرائيل بالسعي لافشال المفاوضات.
من جانبه، اقترح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على كل من بريطانيا وألمانيا وفرنسا استئناف الحوار، قائلا إن العلاقات مع الدول الثلاث متراجعة حالياً، مؤكدا أن تراجع العلاقات بين بلاده والثلاثي الأوروبي، غير مفيد لأي طرف، قائلا إنه عرض الحوار عندما التقى بوزراء خارجية الدول الثلاث في سبتمبر الماضي بنيويورك، واقترح بدلًا من المواجهة، التعاون ليس فقط في القضية النووية، بل في جميع المجالات الأخرى.
0 تعليق