'غسل الأموال'... تنظيم إجرامي استهدف تقويض الاقتصاد الوطني

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

"الجنايات" قضت بحبس 19 متهماً في القضية وتغريمهم مع الشركات المتورطة 945 مليون دينار

المتهمون عرّضوا البلاد لمخاطر العقوبات وعمدوا إلى النيل من الثقة في النظام المصرفي

ما أقدم عليه المتهمون ليس مجرد أفعال فردية معزولة لكنها جزء من مخطط إجرامي متكامل

خلقوا بؤراً خفية لتداول الأموال مجهولة المصدر بقنوات غير مشروعة للتهرب من الرقابة

جابر الحمود

قضت محكمة الجنايات،أمس برئاسة المستشار الضويحي الضويحي، بحبس 19 متهماً "مواطنين ومقيمين" لمدد متفاوتة "بين 3 و10 سنوات"، وتغريمهم مع الشركات المتورطة نحو 945 مليون دينار، وهو ضعف المبالغ المتحصل عليها من جريمة غسل أموال المقيدة ضد 29 شخصاً و9 شركات، تتنوع أنشطتهم بين الاستيراد والتصدير والتجارة العامة والصرافة وتوصيل الطلبات والغذاء.

جماعة إجرامية

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها إن المتهمين، كونوا جماعة إجرامية منظمة، ارتكبوا من خلالها جريمة غسل أموال، والمتحصل عليها من جرائم أضرت بالمصالح القومية للبلاد، وتزوير في محررات بنكية وعرفية، ونصب وتهرب جمركي، وتجاوز أحكام منع دخول البضائع إلى البلاد، وتعمد مخالفة تدابير العناية الواجبة، وحيازة وبيع مضوغ ممنوع استيراده.

الغرامات

وقضت المحكمة بتغريم 7 متهمين بالتضامن فيما بينهم مبلغ 510 ملايين دينار، كما قضت بتغريم 3 متهمين بالتضامن فيما بينهم بمبلغ 80 ألف دينار، وتغريم متهم واحد بمبلغ 100 ألف دينار.

وغرمت المحكمة الشركات المتورطة، بالتضامن فيما بينها، بمبلغ 255 مليون دينار، بما يعادل إجمالي قيمة الأموال محل الجريمة.

إبعاد المقيمين

وقررت "الجنايات" إبعاد المقيمين من المحكومين عن البلاد بعد تنفيذ العقوبة المقضي بها عليهم، ومصادرة المحررات المزورة، ومتحصلات الجريمة، والدخل والمنافع الأخرى الناتجة عن عوائد الجرائم والأموال محل الجريمة.

تفاصيل الجرائم

وبحسب أوراق القضية، تولى المتهمان الأول والعشرون جمع الأموال النقدية بالدينار بصورة غير مشروعة من آخرين عبر شركة الصرافة التي يضطلع المتهم الأول بجميع شؤونها الإدارية والمالية، ويتولى المتهم الخامس بعد ذلك، تسليم هذه الأموال إلى المتهمين الثاني والثالث والرابع والثامن في مقر شركتين من الشركات المتورطة، ليتسلمها منهم المتهمون الأول والخامس ومن السابع حتى الـ19 والـ21 لإيداعها في حسابات شركات أخرى من الشركات المتورطة وحسابات المتهمين الأول والـ16.

تحويل الأموال

بعد ذلك يتم تحويل هذه الأموال إما عبر بنوك التعامل إلى شركات خارج دولة الكويت بمعرفة المتهمين من الأول حتى الرابع أو عبر شركات الصرافة بمعرفة المتهمين الخامس والـ16.

اعتماد الحوالات

وتولى المتهمان الـ28 والـ29 التوقيع على نماذج الحوالات المستخدمة في إنجاز جميع الحوالات المالية الخاصة بشركتين من الشركات المتورطة بصفتهما مديري الشركتين، كما تولى المتهمون الخامس والـ16 والـ17 مساعدة بقية المتهمين الضالعين في ارتكاب الجرم الذي تحصلت منه الأموال موضوع الجريمة في نقل الأجهزة المستخدمة في الواقعة إلى المقرات المبينة بالأوراق بغرض إخفاء أدلة الجريمة ومساعدة المتهمين على الإفلات من العقاب.

وتمكن المتهمون، كل بدوره، من حيازة واكتساب هذه الأموال واستخدامها في إجراء التحويلات الخارجية بغرض إخفاء وتمويه وطبيعة وحقيقة مصدر هذه الأموال غير المشروع وملكيتها والحقوق المتعلقة بها وذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

منطوق الحكم

وقالت المحكمة في ختام حكمها إن "الجرائم التي استقر في يقينها واطمأن إليها وجدانها قد تعدت في جسامتها وخطورتها النطاق الفردي وألحقت ضررا بليغا بالمصالح العليا للبلاد، حيث لم يكن ما أقدم عليه المتهمون مجرد أفعال معزولة بل شكل جزءا من مخطط إجرامي متكامل ومنظم، استهدف تقويض دعائم الاقتصاد الوطني، وزعزعة الاستقرار المالي والنيل من الثقة في النظام المصرفي والمؤسسات المالية الرسمية وهو ما يلقي بتبعات ثقيلة على كاهل الدولة ويمس بمكانتها الاقتصادية الدولية والإقليمية".

وأضافت :"لا ريب أن الأفعال المجرمة التي قام بها المتهمون والمتمثلة في إنشاء وإدارة تنظيم إجرامي يهدف إلى غسل الأموال وتهريب السلع المحظورة وتزوير المستندات الرسمية والبنكية قد خلقت بؤرا خفية لتداول الأموال مجهولة المصدر وأدت إلى فتح قنوات غير مشروعة للتهرب من الرقابة الحكومية والمصرفية مما قوض جهود الدولة في مكافحة الفساد المالي والإداري وأضر بشكل مباشر بالاقتصاد الوطني من خلال منافسة غير مشروعة مع المؤسسات والشركات التي تمارس أنشطتها وفقا لأحكام القانون.

تشويه سمعة البلاد

وذكرت المحكمة أنه إذ تبين خطورة هذه الجرائم فإنها تؤكد على الأثر الهدام الذي تخلفه مثل هذه التنظيمات الإجرامية على جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تسعى الدولة جاهدة إلى تحقيقها من خلال إدخالها الاقتصاد في حالة من الاضطراب وعدم الاستقرار وتشويه السمعة الدولية للكويت ووضع البلاد أمام مخاطر العقوبات والتداعيات الاقتصادية الدولية المترتبة على مثل هذه الأنشطة غير المشروعة.

 

المصلحة الوطنية العليا فوق الجميع... وصون الأمن المالي

ذكرت المحكمة في منطوق الحكم "أنها وهي تقضي في هذه الدعوى فإنها تستشعر ما يقع على عاتقها من مسؤولية وطنية واجتماعية جسيمة توجب عليها أن تكون حازمة في التصدي لتلك الممارسات بهدف حماية المجتمع والاقتصاد الوطني وصون الأمن المالي للبلاد وتجفيف منابع الجريمة المنظمة ووقف تدفق الأموال غير المشروعة وتوجيه رسالة واضحة وحاسمة مفادها أن القانون فوق الجميع وأن المصلحة الوطنية العليا هي الغاية التي يجب أن تنصاع لها كافة الأنشطة الاقتصادية والتجارية تأكيدا لمبدأ سيادة القانون وتكريسا للعدالة، ولردع كل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الوطن وأمنه الاقتصادي والقومي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق