أعلن الفنان السوري جمال سليمان عن احتمال ترشحه لمنصب رئيس الجمهورية السورية، في وقت يشهد فيه الوضع السوري سعيًا نحو صياغة دستور جديد للبلاد وإجراء انتخابات ديمقراطية، وهي خطوة تعكس الأمل في التحول نحو دولة أكثر استقرارًا وشفافية.
في تصريحات له عبر قناة العربية، أشار جمال سليمان إلى أن الوضع الراهن في سوريا يستدعي تشكيل حكومة تكون معترفًا بها على المستوى الدولي، ما يسمح لها بالحصول على الدعم الدولي والمساعدات اللازمة لإعادة بناء البلاد.
جمال سليمان يكشف عن احتمال ترشحه للرئاسة ويسعى لإحداث التغيير في سوريا
وأوضح سليمان أنه يرغب في الترشح لمنصب الرئيس، لكنه أكد أن هذا الترشح ليس أمرًا نهائيًا، بل يعتمد على ما إذا كان هناك شخص آخر أكثر كفاءة منه في هذا المنصب، مؤكدًا أنه في حال لم يجد البديل الأنسب، فسيتوجه إلى الترشح إذا كان ذلك رغبة من الشعب السوري.
وقد عبّر عن رغبته في أن يكون جزءًا من التغيير الذي يأمل السوريون في تحقيقه، مشيرًا إلى أهمية أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة حتى يتمكن الشعب السوري من اختيار من يراه الأنسب لقيادة البلاد في المرحلة المقبلة.
في ذات السياق، شدد جمال سليمان على أهمية كسر ما أسماه "التابوه" الذي زرعه النظام السابق في أذهان السوريين، حيث كان يُعتبر من المحرمات في الماضي أن يعبر المواطن السوري عن رغبته في تولي المناصب السياسية العليا مثل منصب الوزير أو رئيس الوزراء أو حتى رئيس الجمهورية.
واعتبر سليمان أن هذا النوع من التفكير يمثل قيدًا على الحرية السياسية، وأكد أن هذا حق طبيعي للسوريين يجب أن يتمتعوا به، وهو الحق في تحديد مصيرهم السياسي بحرية.
كما أشار الفنان جمال سليمان إلى أنه يعمل حاليًا على تنظيم مؤتمر يجمع الفصائل السياسية المختلفة في دمشق تحت مظلة الأمم المتحدة، بهدف إيجاد حل سياسي شامل يعزز من الاستقرار ويعطي السوريين فرصة لإعادة بناء وطنهم.
وأوضح أنه إذا تم تنظيم هذا المؤتمر، فإن هذا سيكون بمثابة خطوة هامة نحو استعادة السلام والأمان في سوريا، مؤكداً أنه سيعود إلى وطنه للمشاركة في هذه العملية، لكن سليمان شدد على أن عودته إلى سوريا ليست مجرد قرار شخصي، بل خطوة تحمل رسالة واضحة تهدف إلى التغيير والمساهمة في إعادة بناء البلاد بشكل ديمقراطي وشفاف.
وعن موقفه الشخصي تجاه التطورات السياسية في سوريا، أضاف جمال سليمان أنه لا يتعامل مع هذه القضايا من منظور فني فقط، بل يعتبرها جزءًا من واجبه كمواطن سوري يشعر بالمسؤولية تجاه وطنه.
وأكد أنه يشعر بالاشتياق لوطنه الذي مر بظروف صعبة، لكن عودته إلى سوريا تتطلب أن تكون محملة برسالة ذات معنى، وأن تكون خطوة في الاتجاه الصحيح نحو التغيير والإصلاح.
وأوضح أن العودة لن تكون خطوة فردية بل ضمن مشروع سياسي جامع يهدف إلى تحقيق تقدم حقيقي في الوضع السوري.
وفيما يتعلق بموقف الفنانين السوريين من الوضع الحالي في البلاد، أكد جمال سليمان أن بعض الفنانين دفعوا ثمناً غاليًا بسبب مواقفهم السياسية وآرائهم المعلنة.
وأوضح أن الكثير من الفنانين السوريين، مثل العديد من الشخصيات العامة، قد عانوا من تبعات مواقفهم السياسية سواء بالتهديدات أو العواقب السلبية على حياتهم المهنية والشخصية.
وأشار إلى أن هذا يمثل جزءًا من المعاناة التي يواجهها الشعب السوري بشكل عام، حيث لا يزال الكثيرون ممن يعبرون عن آرائهم يتعرضون للاضطهاد أو للنبذ في المجتمع.
وفي ختام تصريحاته، أكد جمال سليمان أن التحديات التي تواجه سوريا كبيرة، لكن هناك أمل في إمكانية التغيير إذا تم تكاتف الجميع من أجل تحقيق السلام والإصلاح.
كما أكد أن العمل السياسي لا يمكن أن يتم بمعزل عن الجهد الفني والثقافي، وأن الفن يمكن أن يكون أداة فعالة في إيصال رسائل التغيير والإصلاح إلى العالم.
0 تعليق