حوارات
يشير التفكير الفوضويّ في هذه المقالة الى التفكير الشخصي المضطرب، الذي يؤدي غالبية الوقت الى اتخاذ قرارات شخصية فوضوية لا فائدة منها، وربما تعود على الشخص بنتائج كارثية.
ومن بعض علامات وأسباب إصابة البعض بحالة التفكير الفوضويّ الكارثيّ، نذكر ما يلي:
- العلامات: يطغى على شخصية من تعوّد على التفكير الفوضويّ إنقياد سريع وراء نزواته وأهوائه المتقلّبة، وهو يتبعها أكثر من إتباعه للمنطق وللتفكير السليم، وتلاحظه يحوك في مرآة عقله المضطرب سيناريوهات حياتية لا تتناسب مع الواقع، ويبني عليها قراراته الشخصية المتسرّعة، ويمارس التفكير النزوي.
كما تقود حياته انطباعات ومشاعر غير ناضجة، وتذهب به أحياناً كثيرة الى إتخاذ قرارات كارثية النتائج، وستجد هذا النوع من المضطربين فكرياً باختيارهم قليلي الصبر، ومتسرّعين للغاية في تصرّفاتهم، ويستندون في كثير من أفكارهم وتأملاتهم وتطلّعاتهم على ما هو وهميّ، وما لا يتخيّل نجاحه سوى أفراد مرتبكون يتشابهون معهم في طرق تفكيرهم الملخبطة.
ويميل بعضهم الى التصرّف بغشم ملاحظ مع كونهم بالغين عمرياً، ومن المفترض أن يكونوا أيضاً بالغون فكرياً ونفسياً، وبالنسبة لهم، النتيجة تأتي قبل ضرورة وجود السبب، وتطغى عليهم تحيّزاتهم النفسيّة النرجسية، وتفصلهم عن الواقع الحقيقي المحيط بهم، وينحازون الى مصالحهم الذاتيّة على حساب ما يتطلّبه التفكير السليم. كما تكون افتراضاتهم الفكريّة عما يوجد في العالم الخارجي خاطئة غالب الوقت، بسبب جهلهم المعرفيّ والحياتيّ، ولا يتمتّعون بمهارة الانصات، ولا يتعلّمون من تجاربهم وتجارب الآخرين.
- أسباب التفكير الفوضويّ الكارثيّ: يمثّل ضعف النضج النفسيّ أبرز أسباب إدمان البعض إستعمال التفكير الفوضويّ الكارثيّ، وربما بسبب استمرارهم في البقاء في بيئة بشرية يطغى عليه الجهل، وبالطّبع بسبب التعرّض لتربية أسريّة فوضويّة على يدي والدين فوضويّين، وبالتأكيد، بسبب الاعتناق الاختياري للقبليّة، أو الطائفيّة، او الفئوية الفوقيّة.
كذلك بسبب الرفض العنادي الأحمق في التعلّم من تجارب الحياة، ولعدم الرغبة في تغيير طريقة التفكير الهدّامة إلى ما هو أكثر منها عمليّة ومنطقيّة، ولانحطاط قدر الذّات عند الفوضويّ، ولغلبة الطبع الهمجي في نفس الانسان، أو بسبب تطبّعه الإراديّ بأطباع الرَّعاع.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق