في مثل هذا اليوم وتحديدا 2 ديسمبر لعام 1942 رحل الشاعر الإيطالي فيليبو توماسو مارينيتي، أحد أبرز الشخصيات في الحركة المستقبلية، التي تأسست في أوائل القرن العشرين، فقد عرف بأفكاره الثورية التي تحدت الأنماط التقليدية في الأدب والفن.
نشأة مارينيتي
تكمن إحدى الحكايات المثيرة في سيرة مارينيتي، في ارتباطه بمصر، التي شكلت محطة خاصة في حياته، إذ ولد في 22 ديسمبر 1876 بمدينة الإسكندرية، وأمضى سنوات حياته الأولى بها، فكان والده محاميا من بيدمونت، أما والدته فهي ابنة أستاذ أدب من ميلانو، وقد جاؤوا إلى مصر عام 1865 بدعوة من الخديوي إسماعيل باشا ليعملوا كمستشارين قانونيين للشركات الأجنبية التي شاركت في تطوير حبه للأدب في أثناء سنوات الدراسة، كما كانت والدته قارئة متعطشة للشعر، وساهمت في دارسة ابنها للكلاسيكيات الإيطالية والأوروبية.
بعد أن أنهى تعليمه الأساسي في مصر، انتقل مارينيتي إلى باريس وحصل على الشهادة الثانوية عام 1894 في السوربون، ثم اتجه لإيطاليا، حيث درس القانون لكنه سرعان ما تخلى عن مساره المهني ليكرس نفسه للأدب.
مارينيتي وبيان الحركة المستقبلية
في عام 1909 نشر بيان الحركة المستقبلية في الصفحة الأولى من صحيفة لو فيجارو الفرنسية، ومن هنا جاءت شهرته، إذ عبر فيه عن فلسفة الفنون رافضا في كتاباته الأساليب التقليدية للكتابة ودعا من خلاله لمواكبة السرعة والآلات والشباب والصناعات المتقدمة، كما دعا إلى التحديث والتجديد الثقافي لإيطاليا.
مع انطلاق الحرب الإيطالية التركية في 1911، عمل "مارتيني" كمراسل حربي في ليبيا لإحدى الصحف الفرنسية، وخلال معركة طرابلس جمعت مقالاته ونشرها في طرابلس، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى لندن، وهناك أقام العديد من المعارض والمحاضرات وعروض الموسيقى.
وكان لفلسفته التشكيلية دورا هاما في جذب الاهتمام إليه، إذ قدم عدد من اللوحات بطريقة البوسترات، وأصدر رواية شعرية أيضا مناهضة للروم الكاثوليك، وخلال الكتابة اتبع أسلوب التجديد في الكتابة وظهر ذلك في أعماله سواء السرد أو الشعر.
عاد مارينيتي إلى مصر في ثلاثينيات القرن الماضي، حين كان يدعو لنشر مبادئ الحركة المستقبلية في العالم العربي، وأقام عدة أمسيات أدبية في القاهرة والإسكندرية، وحاول جذب المثقفين المصريين إلى أفكاره الثورية. ومع ذلك، لم تلقَ دعوته قبولا واسعا، إذ بدت رؤيته غير متوافقة مع السياق الثقافي والاجتماعي في مصر آنذاك.
0 تعليق