أكثر المشاهد المؤلمة: كانت اللَّحظة التي اقتحمت فيها المعارضة سجن صيديانا المعروف بلقب (المسلخ البشري)، كانت اللحظة التي عبَّر فيها عدَّة معتقلين عن دهشتهم من تحريرهم باليوم المحدَّد لإعدامهم بالمشنقة، كانت اللَّحظة التي زار فيها معتقل مسن قبور أبنائه ليخرَّ باكيًا، وقدماه لا تحملانه، كانت اللَّحظة التي ذكرت فيها سجينة أنَّها اُعْتُقلت بكرًا بعمر 19، والآن 32، ولديها عدَّة أطفال لا تعرف آباءهم، كانت اللَّحظة التي ظهر فيها معتقل فاقدًا للذاكرة، ومعتقل يهرول ويضحك بطريقة هستيريَّة، كانت اللَّحظة التي ظلوا يبحثُون فيها عن المدخل المؤدِّي للسراديب والأقبية السفليَّة!!
أكثر المشاهد المُخزية: كانت اللَّحظة التي صرَّح فيها المنافق دريد لحام «غوار الطوشي» الموالي للحكومة الفانية، مضللًا: «عندما قلت للهارب بشار الأسد أحبُّك وأعشقك، كنت أقصد أكرهك وأبغضك»، كانت اللَّحظة التي خرج فيها المتفذلك أيمن زيدان مراوغًا: «أقولها بالفم المليان كمْ كنتُ واهمًا.. ربَّما كنَّا أسرى لثقافة الخوف.. أو ربما خشينا من الدم والفوضى..»، ومثل هؤلاء «الممثِّلين» لا يُؤمَن جانبهم ولو عادت الحكومة لشتمُوا المعارضة!!أكثر المشاهد العظيمة: كانت اللَّحظة التي أطلق فيها قائد المعارضة أحمد الشرع (الجولاني) خطابه المعتدل بالجامع الأموي بدمشق، كانت اللَّحظة التي عمَّت فيها الأفراح عموم الشَّوارع العربيَّة، كانت اللَّحظة التي أصدرت فيها الخارجيَّة السعوديَّة بيانًا شدَّدت فيه على وقوفها إلى جانب الشعب السوري الشقيق وخياراته بهذه المرحلة المفصليَّة، كانت اللَّحظة التي حزم فيها المهاجرون والنازحون شنطهم استعدادًا للعودة للأراضي الوطنيَّة.
أمَّا أكثر المشاهد العادلة: فكانت تلك اللَّحظة التي أعلن فيها احتماليَّة تحطُّم طائرة الرئيس المعزول ومصرعه وحاشيته، ومع أنَّ فرضيَّة التَّمويه قائمة لتجنُّب الملاحقة، إلَّا أنَّ قناعتنا الأكيدة: «بشِّر القاتلَ بالقتلِ ولوْ بعدَ حينٍ»، و»ويلٌ للظالمِ مِن يومِ المظالمِ»، وحتَّى لو عاش سنواتٍ طويلةً، سيعيش ذليلًا بلا قيمة، تلاحقه الهزيمة، والقضايا الإنسانيَّة، والكوابيس المخيفة، وسخرية الأجيال القادمة، وهي تقرأ سيرته المُخزية تحت هذا العنوان الصادم: (هروب الأسد)!!
0 تعليق