أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن التحولات التقنية المتسارعة التي يشهدها العالم تبرز التكنولوجيا كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة، موضحا أن تقنيات الجيل الخامس تمثل نقلة نوعية ليست فقط في الاتصالات، بل أيضًا في تمكين المدن الذكية، التي تعتمد على الاستدامة البيئية، والكفاءة في إدارة الموارد، وتحقيق الشمولية الرقمية.
جاءت التصريحات ضمن كلمة له ألقاها نيابة عنه المهندسة غادة لبيب، نائب الوزير للتطوير المؤسسي، خلال افتتاح فعاليات "منتدى تقنية الجيل الخامس وما بعدها"، الذي نظمه الاتحاد الدولي للاتصالات بالتعاون مع المعهد القومي للاتصالات تحت عنوان "تمكين المدن والمجتمعات الذكية والمستدامة". انعقد المنتدى على مدار يومين في مقر المعهد القومي للاتصالات بالقرية الذكية، تحت رعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
تعزيز البنية التحتية للاتصالات
وقال وزير الاتصالات إن الدولة تسعى بشكل حثيث لتعزيز البنية الأساسية للاتصالات ومواكبة أحدث التقنيات العالمية، حيث تم منح تراخيص تشغيل خدمات الجيل الخامس لشركات المحمول الأربع في مصر، تمهيدًا لإطلاق الخدمة قريبًا.
وأضاف أن هذه التقنيات ستسهم في تقديم خدمات متطورة تدعم التحول الرقمي، وتحسن خدمات الصحة والتعليم عن بُعد، وتعزز أنظمة الأمن السيبراني، فضلًا عن تطوير المدن الصناعية.
وأكد أن مصر قطعت شوطًا كبيرًا في بناء منظومة متكاملة للمدن الذكية والمستدامة، مستشهدًا بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تمثل نموذجًا رائدًا لمدن الجيل الرابع، مدعومة ببنية تحتية رقمية متقدمة وشبكات ألياف ضوئية، مع استثمارات ضخمة بلغت 150 مليار جنيه منذ عام 2018 لتطوير البنية الرقمية في جميع أنحاء البلاد.
إعداد كوادر بشرية متخصصة
من جانبه، أوضح الدكتور أحمد خطاب، مدير المعهد القومي للاتصالات، أن المعهد يعد مؤسسة رائدة في مجالات التعليم والبحث العلمي المتعلقة بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرًا إلى أنه يواصل دوره كأحد أبرز أذرع الوزارة التنفيذية، حيث يعمل على إعداد كوادر بشرية متخصصة من خلال برامج تدريبية مبتكرة تهدف إلى سد الفجوة التكنولوجية وتلبية احتياجات السوق المحلي والدولي. وأضاف أن تنظيم المنتدى يعكس التزام المعهد بالتميز ومواكبة أحدث المستجدات التقنية على المستوى الدولي. واعتبر المنتدى فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين الاتحاد الدولي للاتصالات والمعهد، بما يسهم في فتح آفاق جديدة لتطوير المدن الذكية وتحقيق استدامتها.
شهد المنتدى مشاركة خبراء ومتخصصين محليًا ودوليًا، بالإضافة إلى ممثلين عن كبرى شركات الاتصالات، كما حضر المهندس محمد شمروخ، الرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، أحمد بدوي، رئيس لجنة الاتصالات بمجلس النواب، الدكتورة ماريان عازر، الأستاذة بالمعهد القومي للاتصالات.
يأتي انعقاد المنتدى في وقت يتزايد فيه اعتماد العالم على تقنيات الجيل الخامس، التي توفر سرعات اتصال فائقة وقدرات تكنولوجية متقدمة تسهم في تطوير خدمات ذكية. وبهذا السياق، يُتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا محوريًا في تحويل المدن إلى بيئات حضرية أكثر ذكاءً واستدامة، معززة كفاءة الخدمات اليومية وسهولة الحياة للمواطنين.
0 تعليق