في موقف يعكس التزامه المبدئي والمستمر بالقضايا الإنسانية والوطنية، أعلن المخرج والكاتب المصري محمد سراج الدين عن رفضه القاطع التحكيم في الأفلام الإسرائيلية المشاركة في الدورة الحالية لمهرجان ليما السينمائي الدولي، الذي يقام في أمريكا الجنوبية.
تفاصيل مهرجان ليما السينمائي
يُعد مهرجان ليما واحدًا من أبرز المهرجانات السينمائية العالمية، حيث يشارك فيه أكثر من 3000 فيلم من 100 دولة حول العالم، ويُعتبر منصة هامة لعرض الأعمال السينمائية من مختلف الثقافات.
يشغل محمد سراج الدين عضوية لجنة التحكيم الدولية للمهرجان للسنة الثانية على التوالي، ففي الدورة السابقة، ترأس سراج الدين لجنة تحكيم أفلام الرعب، بينما يتولى في الدورة الحالية عضوية لجنة التحكيم العامة التي تتضمن جميع الأفلام المشاركة في المهرجان.
وعلى الرغم من مكانته كعضو بارز في لجنة التحكيم، فقد جاء قراره القوي بعد إدراج ستة أفلام إسرائيلية ضمن قائمة الأفلام المشاركة في الدورة الحالية للمهرجان.
وقد أصر سراج الدين على إعلان موقفه بوضوح عبر حساباته الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أعلن أنه لن يشارك في تحكيم الأفلام الإسرائيلية، وذلك في تعبير عن رفضه القاطع للتعامل مع الأعمال القادمة من دولة الكيان الصهيوني.
هذه الخطوة لاقت دعمًا واسعًا من متابعيه وجمهوره، وأثنى العديد منهم على موقفه الثابت في دعم القضية الفلسطينية والحقوق الإنسانية.
يُشار إلى أن مهرجان ليما السينمائي الدولي يشهد مشاركة متميزة هذا العام من دول مختلفة، إذ يشارك فيه فيلم فلسطيني واحد، إلى جانب ثلاثة أفلام إيرانية، وأربعة أفلام مصرية، وعدد من الأفلام القادمة من دول عربية مثل تونس والمغرب وسوريا ولبنان، بالإضافة إلى أفلام من دول متنوعة حول العالم.
وتُظهر هذه المشاركة الدولية الواسعة التزام المهرجان بتقديم منصة متنوعة ثقافيًا وفنيًا، حيث يسلط الضوء على الأعمال السينمائية التي تعكس التنوع الثقافي والتاريخي للمجتمعات.
موقف محمد سراج الدين في رفض التحكيم في الأفلام الإسرائيلية يُعد جزءًا من سلسلة من المواقف الراسخة التي اتخذها سابقًا في دعم القضية الفلسطينية.
فالمخرج المصري دائمًا ما يعبر عن مواقفه السياسية والفنية، ويؤكد على ضرورة الالتزام بالمبادئ الإنسانية في المجالات الثقافية والفنية، موقفه يوضح أن الفن يجب أن يكون وسيلة للتعبير عن قيم العدالة والمساواة، ويجب أن يرتبط بمواقف ثابتة تدعم الحقوق الإنسانية والحرية.
من خلال رفضه التحكيم في الأفلام الإسرائيلية، يساهم سراج الدين في تسليط الضوء على أهمية مواقف الفنانين في التأثير على الرأي العام والمجتمع الدولي، وخاصة في ما يتعلق بالقضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية، وهذا القرار يعكس عدم الرغبة في قبول أو الترويج لأعمال قد تساهم في تعزيز صورة دولة الاحتلال الإسرائيلي، في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من انتهاكات مستمرة لحقوقهم الأساسية.
في الختام، فإن موقف محمد سراج الدين يُعتبر رسالة قوية لكل المهتمين بالفن والثقافة، بأنه لا يمكن الفصل بين المبادئ الإنسانية والفن، بل يجب أن يكون الفن دائمًا محكومًا بالمواقف الأخلاقية التي تدعم القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
0 تعليق