ثقافة وفنون

16

مهرجان كتارا للمحامل التقليدية

الدوحة - قنا

يتابع مهرجان كتارا الرابع عشر للمحامل التقليدية فعالياته وأنشطته التي تتيح للزوار فرصة للانغماس في تجربة أصيلة تجسد حياة البحارة في الماضي، وذلك في الجهة الجنوبية من شاطئ كتارا إلى السابع من الشهر الجاري.

وشهد المهرجان اليوم، منافسة قوية بين المشاركين في مسابقة الحداق التي جرت على سيف كتارا.

وتهدف هذه المسابقة إلى إحياء تراث الأجداد باستخدام أدوات الصيد التقليدية مثل الخيط والسنارة دون الاستعانة بأدوات عصرية.

إلى ذلك، يتميز المهرجان بتجسيده للتراث البحري القطري والخليجي بمختلف تفاصيله من خلال مجموعة من الأجنحة المتنوعة التي تبرز ثراءه، وتقدم للزوار تجربة متكاملة تجمع بين التثقيف والترفيه.

ومن الأجنحة المشاركة متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني. وفي هذا الصدد، قال السيد وليد الدليمي أمين عام المتحف في تصريح له، إن المتحف يشارك في المهرجان منذ نسخته الأولى، وذلك التزاما بالمساهمة في تعزيز التراث والثقافة القطرية، وإبراز التاريخ البحري العريق للمنطقة.

وأضاف: نقدم لزوار المهرجان مجموعة مميزة من مقتنيات المتحف التاريخية التي تبرز تطور الملاحة البحرية في قطر والخليج العربي. حيث تشمل هذه المقتنيات أدوات بحرية تقليدية، وخرائط قديمة، وأسماء المحامل التقليدية والطواويش، ونماذج من المحامل التي كانت تستخدم في التجارة وصيد اللؤلؤ، مما يوفر للزوار فرصة للتعرف على الدور المحوري للبحر في تشكيل الهوية الثقافية للمنطقة.

من جانب آخر، يقدم جناح بيت النوخذة مجموعة من الصور التي توثق لمعلومات ومشاهد تاريخية مرتبطة بالتراث البحري القطري والخليجي حيث تقدم مختلف الوثائق المعروضة قصصا واقعية تسرد يوميات البحارة ومسؤولياتهم في قيادة المحامل ورحلات الغوص. كما يعرض أدوات بحرية قديمة استخدمها النواخذة في الملاحة.

ويتيح بيت النوخذة للزوار فرصة استثنائية للانغماس في تجربة أصيلة تجسد حياة البحارة في الماضي، من خلال التفاعل المباشر مع خبراء التراث البحري، والاطلاع على حكايات ملهمة عن الشجاعة والمهارات التي تميز بها النواخذة.

وضمن الفعاليات المصاحبة، يقدم المهرجان باقة من الندوات حيث كان الجمهور اليوم على موعد مع ندوة عن الهيرات في قطر قدمها كل من السيد إبراهيم الجابر ومحمد السادة وأدارها الباحث في التراث فيصل التميمي.

والهيرات هي مناطق صيد اللؤلؤ الشهيرة في قطر والخليج العربي، وتعد أحد أهم رموز التراث البحري.

ودعا المشاركون في الندوة إلى تعزيز الوعي بتراث الهيرات، وتشجيع المبادرات الوطنية التي تهدف إلى الحفاظ على الإرث البحري وتعريف الأجيال الجديدة بأهميتها البيئية والجيولوجية كمصدر للثروة البحرية وضرورة الحفاظ عليها.

كما قدم الدكتور إدريس بستان (في جامعة إسطنبول قسم الآداب) محاضرة عن الملاحة العثمانية في الخليج العربي وقطر. قائلا إنها تشكل إرثا بحريا ممتدا عبر القرون، حيث لفتت اهتمام العديد من المهتمين بالتاريخ والتراث البحري.

وتناولت المحاضرة الدور المحوري الذي لعبته الامبراطورية العثمانية في تنظيم وتطوير الملاحة البحرية في الخليج العربي خلال القرون الماضية.

واستعرض الدكتور بستان أبرز الموانئ والمراكز البحرية التي أسهمت في ازدهار التجارة الإقليمية، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته قطر كجزء من هذا النظام البحري، خاصة في تجارة اللؤلؤ والطرق البحرية.

كما سبق للباحث الكويتي نواف العصفور تقديم ندوة بعنوان (حديث شيق عن البحر وأسراره) استقطبت اهتماما كبيرا من عشاق البحر ومحبي التراث.

واستعرض الباحث محطات من اهتمام بلاده بالتراث البحري، مبينا كيف شكل البحر حياة المجتمعات القديمة في الخليج، ومسلطا الضوء على قصص ترتبط بصنع المحامل التقليدية والتي تكشف المغامرات والتحديات التي واجهها البحارة في الماضي.