تعلموا العربية لغة اللَّآلِئُ وَالدُّرَرُ

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بين السطور

الخميس 12/ديسمبر/2024 - 09:50 م 12/12/2024 9:50:59 PM

يحتفل العالم العربى منتصف هذ الاسبوع باليوم العالمى للغة العربية والذى تم تحديده بقرارٍ صادرٍ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة فى 18 ديسمبر 1973و بناءً على ذلك القرار. فقد اعتمدت اليونسكو ذلك اليوم العالمى للغة العربية ضمن مجموعة اللغات الرسمية المعمول بها فى الأمم المتحدة، ان اللغة العربية لغة الضاد هى لغة القرآن وقد قال عنها الفاروق عمر رضى الله عنه إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ؛ فَأَعَزَّنَا اللَّهُ بِالْإِسْلَامِ ، فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّةَ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللَّهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللَّهُ ،إنّ تمسُّكَنَا بلغتِنَا وهويتِنَا العربيةِ يجعلُنَا كبارًا فى أعينِ الآخرين ، فقد قرأت عن عبد الله بن شُبْرُمَة والملقب بقاضى الكوفة قال إذا سرَّكَ أنْ تعظمَ فى عينِ مَن كنتَ فى عينه صغيرًا، أو يصغرَ فى عينِكَ مَن كان فيها كبيرًا، فتعلمْ العربيةَ ، ومن حسن حظى اننى استمعت الى خطبة الجمعة الماضية من خلال الاذاعة المصرية .وكانت عن اللغة العربية لغة الضاد وهى من أوسع اللغات الإنسانية بشهادة أعداء الأمة، حيث شعرت بالفخر والفخاربأن الله خلقنى أنطق بها وأقرأ القرآن الكريم بلسانا عربيا وان رسول الامة كان عربيا، وشدنى خطيب الجمعة بكلامه عنها بفصاحته وتفسيره عن مدى الاعجاز الذى خلقه الله سبحانه وتعالى فى هذه اللغة الرائعة، ونزول القرآن بها فقد ذكران عبد الرحمان الثعالبى مفسر وفقيه قال من أحبّ الله أحبّ رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحبّ النبى العربى أحبّ العرب، ومن أحبّ العرب أحبّ العربية التى بها نزل أفضل الكتب كتاب الله.وقال الخطيب فى معرض حديثه الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله، سيد الخلق والبشر، فقد اكد الخطيب عبر المذياع ان القرآن الكريم فى آيات عديدة نوّه بشأن اللغة العربية، فقال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف(وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا) (طه: 113)، (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنْ الْمُنذِرِين * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء: 193-195)، (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (فصلت: 3)، (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف). وقال الخطيب متسائلا أَلَيْسَتِ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ هِيَ الَّتِى تَفتَحُ خَزَائِنَ فَهْمِ بَيَانِ القُرْآنِ وَتَبُوحُ لَنَا بِأَسْرَارِهِ، وَتَكْشِفُ لَنَا دُرَرَهُ، وَتُرْشِدُنَا إِلَى مَرَامِيهِ؟! إِنَّ مَن يَمْلِكُ نَاصِيَةَ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ وَرِيثٌ مُحَمَّدِيٌّ شَرِيفٌ، عُرِجَ بِهِ فِى مَعَارِجِ الوُصُولِ، اسْأَلُوا الرَّازِيَّ كَيْفَ انْفَتَحَتْ أَمَامَ عَيْنَيْهِ مِئَاتُ المَسَائِلِ وَالأَسْرَارِ وَالأَنْوَارِ وَهُوَ يَعِيشُ مَعَ سُورَةِ الفَاتِحَةِ؟! وَاسْأَلُوا عَبْدَ القَاهِرِ الجُرْجَانِيَّ كَيْفَ ابْتَكَرَ نَظَرِيَّةَ النَّظْمِ الَّتِى حَيَّرَتِ العُقُولَ وَالأَفْهَامَ، وَجَعَلَتِ الدُّنْيَا تَنْحَنِى إِجْلَالًا أَمَامَ لُغَةِ القُرْآنِ؟! بَلْ غُصْ فِى عَقْلِ الطَّاهِرِ ابْنِ عَاشُور وَهُوَ يَتَنَقَّلُ بِكَ بَيْنَ بَسَاتِينِ اللُّغَةِ لِيُحَرِّرَ مَقَاصِدَ الشَّرِيعَةِ وَمَرامِيَهَا فِى مَزِيجٍ عَبْقَرِيٍّ فَرِيدٍ، وَقَبْلَهَا كَانَ السُّيُوطِيُّ المُزْهِرُ وَقَدْ جُمِعَتْ لَهُ عُلُومُ اللُّغَةِ لِيُخْرِجَ دُرَّتَهُ المَصُونَةَ «الإِتْقَان فِى عُلُومِ القُرْآن»، وَقَدِ امْتَلَأَتْ بِأَسْرَارِ اللُّغَةِ وَغَيْرِهَا. 
يَا أَيُّهَا المُحَمَّدِيُّ! أَلَمْ تُدْرِكْ أَنَّ اللِّسَانَ النَّبَوِيَّ قَدْ أُوتِيَ جَوَامِعَ الكَلِمِ، أَلَم تَرَ مَا نَحْنُ فِيهِ مِنَ النَّعِيمِ المُعَجَّلِ وَنَحْنُ نَتَتَبَّعُ كُلَّ حَرْفٍ بَلِيغٍ، بَلْ كُلَّ نَفَسٍ شَرِيفٍ مِنْ أَنْفَاسِ حَضْرَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ إِنَّ حَدِيثًا نَبَوِيًّا وَاحِدًا كَفيلٌ بِأَنْ يَرْسُمَ لَوْحَةً لُغَوِيَّةً بَيَانِيَّةً فَرِيدَةً لَا مَثِيلَ لَهَا، حَرِيٌّ بِأَنْ تُسْتَخْرَجَ مِنْهُ اللَّآلِئُ وَالدُّرَرُ، وَتَقُومَ عَلَيْه العُلُومُ وَالمَعَارِففَإِنَّ اللُّغَةَ العَرَبِيَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ أَدَاةٍ لِلتَّوَاصِلِ، بَلْ هِيَ حَامِلَةُ التُّرَاثِ الإِسْلَامِيِّ وَالفِكْرِ العَرَبِيِّ، اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ هِيَ هُوِيَّتُنَا، هِيَ العِصْمَةُ لِهُوِيَّتِنَا، هِيَ الحِصنُ لِهُوِيَّتِنَا، هِيَ تُرَاثُنَا، هِيَ تَارِيخُ أَجْدَادِنَا، وحَاضِرُنَا،و مُسْتَقْبَلُنَا المَنْشُودُ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق