في الحومة
الخميس 12/ديسمبر/2024 - 09:57 م 12/12/2024 9:57:19 PM
8 ديسمبر يوم بزغ فيه فجر جديد يطل على سوريا الحرة الابية يوم الفخر والفخار والعزة والكرامة فدمشق خلعت ثوب العار والكابوس الجاسم على قلبها فبعد ثورة دامت ١٣ عام انتصر الشعب وحقق إرادته ضد الدكتاتورية فهى ليست فتنه أو مؤامرة غربية بل ثورة بيضاء ضد من قتل الاف الشهداء وآلاف المفقودين وأكثر من ١٣ مليون لاجئ بين نازح فى الداخل وفى الخارج ومئات الآلاف من المعتقلين والمعتقلات ومنهم من مات تحت التعذيب وأطفال كبروا فى السجون ولم يروا النور والتعذيب أصبح لغة النظام ومبتغاه وبالرغم من القتل والاعتقال والتعذيب والتشريد فى بقاع الأرض الاان هذا الشعب ظل صامدا مقاوما لكل هذا البطش والتنكيل فياسمين سوريا لا تموت فهناك فرحة عربية لشروق شمس الحرية ومشاركة لابناء الشام الكرام الذين تحملوا مالا يطيقه شعب أخر وفى وسط تلك المشاعر الجياشة والسعادة الغامرة نأمل أن يكون قد سقط بشار لا سوريا الا ان هناك إرهاصات وتحديات صعبة تواجه مستقبل سوريا تتمثل فى أولا قيام دولة الكيان.
الغاصب بمئات الغارات الجوية على عشرات المواقع ومخازن الأسلحة الثقيلة حتى تجعلها دولة منزوعة السلاح بالإضافة إلى التوسع داخل سوريا فى المنطقة المعزولة بعد الجولان بما يزيد عن ١٤ كم وهذا يمثل انتهاك واحتلالًا مخالفا لاتفاق فض الاشتباك لعام ١٩٧٤ ويسانده وعد ترامب الانتخابى أن ارض الكيان الغاصب صغيرة وانه يريد توسعتها لدى وصوله للحكم وعلى الجانب الاخر تركيا ترغب فى الامتداد داخل سوريا وضم حلب لها فحلم عودة الخلافة العثمانية يراود أردوغان فأصبحت سوريا بين المطرقة والسندان وثانيا خطر التقسيم فى حالة استمرار الفوضى حيث أن هناك مناطق تسيطر عليها الفصائل والدول الإقليمية وثالثا الاختلاف بين فصائل المعارضة قد يفتح الباب أمام تدخلات خارجية رابعا مستقبل سوريا يعتمد على مدى تدخل امريكا وروسيا وتركيا فى الشأن الداخلى السورى وهذه الدول لها أجندات ومصالح تتعارض مع استقرار سوريا الموحدة خامسا احتياج سوريا إلى دعم دولى هائل لإعادة الأعمار حيث أن البنية التحتية مدمرة فى أغلب انحاء البلاد وكل هذه التحديات الصعبة ليس من السهولة بمكان تجاوزها لتضارب مصالح اطراف عدة ولرسم خريطة شرق اوسط جديد يخضع للهيمنة الامريكية ويخدم المشروع الصهيوأمريكى ولانشغال روسيا بحرب أوكرانيا وهذا المخطط معلوم للكافة وهو قيد التنفيذ على اية حال فى اولويات تلك المرحلة يجب أن تكون هناك عدالة انتقالية وليست انتقامية والعفو العام الشامل فوحدة السوريين واصطفافهم هو حائط منيع لكل دعاوى الفرقة والاختلاف فلا لتصفية الحسابات ولا للابعاد ولا للتنكيل والاقصاء ويجب تيسير عودة المهجرين والنازحين إلى منازلهم والحقيقة وأن كان هناك ضبابية فى المشهد السورى وتخوفات عديدة تلقى بظلالها على مستقبل البلاد وقراءات مخيفة لشام الغد لكن يحدونا دائما التفاؤل والامل فى حكمة وحضارة هذا الشعب الذى ظل صامدا طويلا ليحقق ثورته فلن يفرط فيها ولكى تنهض سوريا بسرعة يجب طمأنت الجميع ووحدة الصفوف وارساء دولة العدالة وفرض سيادة القانون والعفو العام بحكومة إنتقالية أمنه ومحايدة وتمثل الجميع مع تفعيل دور
جامعة الدول العربية فى الدعوة لمؤتمر دولى لإعادة الأعمار و مساندة الحكومة الجديدة فى إرساء دعائم الديمقراطية ودعم وحدة سوريا واستقرار البلاد والوصول بها إلى بر الأمان.
0 تعليق