ﺟﺤﻴﻢ ﺻﻴﺪﻧﺎﻳﺎ المسلخ البشرى فى دمشق

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اغتصاب وقتل وإجبار على فعل أمور غير إنسانية، وسحق جثث الشهداء فى آلات وتعليبها، قصص يشيب لها الولدان رُفع عنها الستار بعدما تم اقتحام سجن صيدنايا، المعروف بمقبرة الثوار فى دمشق أو «المسلخ البشرى».
وبعد إسقاط نظام بشار الأسد الهارب إلى روسيا، توجهت الفصائل المسلحة إلى سجن صيدنايا الذى اعتاد بشار أن يجمع داخله معارضيه، وتفنن نظامه فى طرق تعذيب بشعة غير إنسانية، غيرت من ملامح السجناء وكسرت من أرواحهم قبل أن تُزهقها، ومن تبقى منهم بعضهم فقد النطق والذاكرة وآخرون تمكنوا بالبوح بجزء مما مروا به من أهوال.
ميليشيات النظام السورى وثّقوا بعضا من جرائمهم بهواتفهم، منها مداواة المعتقلين بعدما اقتربوا من الموت ليس شفقة بل استخسرا أن يستريحوا بالموت، وآخرون أطعموا حيواناتهم من لحوم الشهداء، وحراس انتهكوا أعراض السجينات واغتصبوهن، وفى الليل لا يسمحون لهن بالنوم بل كان دلو الماء البارد عقابا لمن تنام أو تستريح فى الغرف المظلمة التى كانت يُحتجزن داخلها، وكان الموت أمنية لكل السجناء داخل صيدنايا.
سجن صيدنايا ضم آلاف المعتقلين خلال نظام بشار الأسد، عُثر على بعضهم أحياء والبعض الآخر جثثا متعفنة، وسط اعتقاد بأن آخرين لم يتمكنوا من الخروج ومازالوا متواجدين داخل غرف سرية أسفل السجن.
حسب تصريحات مدير رابطة معتقلى سجن صيدنايا، المعتقل السابق، دياب سرية، السجن كان يشمل غرف ملح لوضع الجثث لحين نقلها إلى مستشفيات مثل تشرين وحرستا، ثم يتم التوجه بها إلى مقابر الجماعية.
«صيدنايا» المسلخ البشرى
بعد اقتحام سجن صيدنايا، فى رحلة البحث عن المختفين والمعتقلين، عثر الأهالى على آلة عبارة عن مكبس آلى فى غرفة مخصصة للإعدام، وعُثر بجوار الآلة على حبل مشنقة ملطخ بالدماء، وتستخدم الآلة للتخلص من جثث المعتقلين وهم أحياء أو بعد موتهم، عن طريق كبس أجسادهم فتسحق عظامهم وأجسادهم وتحولهم لطبقة رقيقة يسهل التخلص منها، ولها مجارى وأنابيب تسيل فيها دماؤهم إلى حجرات تحت الأرض وأكياس يتم التخلص منها لاحقاً.
عاش أسامة البطانية الأردنى المعتقل فى صيدنايا منذ 38 سنة، وتم تحريره، وعندما حاولت السلطات الأردنية التعرف على ما مر به أو معلومات عن من كان معه لم يستطع الحديث أو تذكر ماضيه، بسبب فقدانه للذاكرة بعدما مر به من تعذيب.
وداخل السجن تم العثور على جثة المعتقل السياسى مازن حمادى الذى اعتقل عام 2011 وتعرض للتعذيب، ثم خرج من السجن عام 2014 ليغادر إلى هولندا وهناك تحدث عن نظام بشار الأسد الديكتاتور، ولكنه عاد بعدما تم تهديده بأهله عام 2020 ليتم اعتقاله مباشرة واختفى تماما إلى أن عُثر عليه جثة فى صيدنايا.

«عبد الوهاب دعدوش» كان طالب طب بشرى خرج فى سن العشرين منذ 13 عاما للتقديم للامتحان فى حماة ولكنه لم يعد لمنزله مرة أخرى، إلى أن شوهد فى صيدنايا ضمن المعتقلين، فاقدًا للعقلِ والذاكرة، تعرفت عليه أسرته، وكان الابن الوحيد فقدت أمه بصرها حزنا عليه بعدما ظنت أنه مات.

البحث عن الصحفى الأمريكى المفقود «تايس»
وإلى جانب السوريين تبحث أمريكا عن صحفى أمريكى يدعى أوستن تايس، اختفى أثناء قيامه بالتغطية الإعلامية بالقرب من العاصمة السورية، دمشق، عام 2012، وظهر بعد خمسة أسابيع من اختفائه، على الإنترنت فى مقطع فيديو مدته 43 ثانية فى أسر من تصفهم عائلته بمجموعة غير عادية من الجهاديين، ولم يسمع عنه منذ ذلك الحين.
تايس قبل أن يعمل صحفيا كان من قدامى المحاربين فى مشاة البحرية الأمريكية، تعتقد أمريكا أنه محتجز لدى النظام السورى رغم نفى بشار الأسد خلال تلك الفترة، وبعد إسقاط بشار أعلنت مجموعة أمريكية عن توجهها إلى سوريا هذا الأسبوع، بحثًا عن الصحفى المفقود.

944.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق