قاطرة التهدئة.. هل تعبر منعطف غزة؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

13 ديسمبر 2024 , 07:00ص
alsharq

❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

بعد 14 شهراً من الحرب الهستيرية على قطاع غزة، تترنح معطيات قديمة جديدة على مجريات الأحداث، عنوانها «مفاوضات التهدئة» التي عادت إلى الأجواء بعد لجم الحرب على جبهة لبنان، وعلى وقع تغييرات دراماتيكة في الإقليم، لكن غزة بدت وانها تقاد إلى المفاوضات، فيما النار تلتهم أبناءها على مدار الساعة.

هكذا تترقب غزة مفاوضات وقف النار، فالأهالي ينامون على هدير الطائرات، ويستيقظون على أزيز الرصاص الذي لا يرحم، فلا يسلم حي أو مركز نزوح من الهجمات الدامية، التي تقتحم خيام النازحين، لتغتال أحلامهم باليوم الذي ينجلي فيه غبار الحرب.

ومع توالي التصريحات التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون بأن الظروف قد نضجت للتوصل إلى تهدئة وصفقة تبادل للأسرى، تتقاطع سيناريوهات عدة، حول الاتفاق الذي ينتظر أن يكون «جزئياً» في المرحلة الأولى، مع تحديد الملامح التي سينجلي عليها المشهد بشأن قطاع غزة مستقبلاً، من أجل تعبيد الطريق أمام اتفاق الوقف الكامل للحرب.

وفق مراقبين، فالمرحلة الراهنة تتطلب أعلى درجات الحنكة الدبلوماسية، بحيث يتم اعطاء الفرصة لأهالي غزة لالتقاط الأنفاس، ومنح الفرصة ذاتها لعدد من الأسرى الفلسطينيين كي يتنسموا الحرية، لا سيما في ظل الظروف المزرية التي تشهدها سجون الاحتلال، ضمن اتفاقيات تكفلها وتتفق عليها الأطراف الراعية للجهود السياسية.

فاستناداً إلى الباحث والمحلل السياسي رائد عبد الله، تقتضي المرحلة القبول بوقف جزئي لاطلاق النار وتسوية سياسية، لأن البديل هو اتساع رقعة الدم والنار، في قطاع غزة المأزوم، وخصوصاً بعد تغيير الكثير من القواعد في المنطقة، في إشارة منه إلى لبنان وسوريا، مضيفاً: «طالما أن الحرب ما زالت تفتك بقطاع غزة، فالمصلحة الفلسطينية في عدم زجه في أتون مواجهة مفتوحة ولا سقف لها، خصوصاً مع التغييرات التي فرضت نفسها على ما يعرف بمحور الممانعة» مرجحاً أن تكون اللمسات الأخيرة قد وضعت على اتفاق التهدئة.

في المقابل، حذر المحلل السياسي هاني المصري من أن يكون الحديث عن مساع لوقف النار في غزة، محاولة لكسب الوقت، وإفشال الجهود الدبلوماسية كما جرت العادة في كل المحطات السابقة، منبها إلى أن الأهداف الإسرائيلية من وراء مفاوضات التهدئة، لا تخرج عن الظفر بإطلاق سراح أكبر عدد ممكن من الرهائن الإسرائيليين.

ولعل في جولة المبعوث الأمريكي جيك سوليفان إلى المنطقة، ما يعزز محاولة الدفع الثلاثي الذي تقوده الدوحة بالتعاون مع القاهرة واشنطن، نحو التهدئة في غزة، والتوصل إلى اتفاق يخمد لهيب النار قبل 20 يناير المقبل، موعد تنصيب الرئيس ترامب، لكن يبقى الرهان إزاء ذلك، على جدية إسرائيل، ومرونة حركة حماس.

وإذ تعكس قراءات المراقبين، قرب التوصل إلى تهدئة، يبقى عبور منعطف غزة هو المهمة الأصعب، فلا يعقل أن يقطع جميع «لاعبي الحرب» جسر العودة المنصوب على وعاء النار، بينما وحدها غزة تقفز من شجرة إلى أخرى أعلى، خشية أن تجهز عليها نار الحرب، أو أن يكون نزولها على أرض محروقة.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق