سوريا الجديدة تواجه تحديات ما بعد الإطاحة بالأسد

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عربي ودولي

0

جدل حول الانتقال ومخاوف من هيمنة تيار واحد على السلطة..
13 ديسمبر 2024 , 07:00ص
alsharq

❖ دمشق- بيروت - رويترز

بدأت سوريا الجديدة تواجه تحديات ما بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث بدأ جدل كبير في أوساط فصائل المعارضة وسط مخاوف من هيمنة تيار واحد على السلطة.

وفرضت إدارة العمليات العسكرية في سوريا بقيادة أحمد الشرع سلطتها على الدولة السورية بنفس السرعة الخاطفة التي سيطرت بها على البلاد، ففي غضون أيام قليلة نشرت شرطة وسلمت السلطة لحكومة مؤقتة وعقدت اجتماعات مع مبعوثين أجانب، مما يثير مخاوف بشأن ما إذا كان حكام دمشق الجدد سيلتزمون بعدم إقصاء أحد.

وكان تعيين محمد البشير رئيس حكومة هيئة تحرير الشام في إدلب رئيسا للحكومة السورية المؤقتة يوم الإثنين بمثابة تأكيد على مكانة الهيئة باعتبارها الأقوى بين الفصائل المسلحة.

ونجحت الهيئة في طمأنة زعماء العشائر والمسؤولين المحليين والسوريين عموما خلال زحفها إلى دمشق بأنها ستحمي الأقليات، وقد حظيت بدعم واسع النطاق. وساعدت هذه الرسالة في تسهيل تقدم مقاتلي المعارضة. ويكرر الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، الرسالة نفسها منذ الإطاحة بالأسد.

وفي مكتب محافظ دمشق، حيث الجدران المزينة بالخشب المطعم والزجاج الملون، قلل مسؤول تم جلبه من إدلب لتولي المسؤولية من شأن المخاوف من أن سوريا تتجه نحو حكم إسلامي.

وقال محمد غزال وهو مهندس مدني يبلغ من العمر 36 عاما ويرتدي نظارة طبية ولديه لحية كثيفة ونشأ في الإمارات ويتحدث الإنجليزية بطلاقة «لا يوجد شيء اسمه الحكم الإسلامي. في النهاية، نحن مسلمون ومؤسساتنا أو وزاراتنا مدنية». وأضاف «ليس لدينا أي مشكلة مع أي عرق أو دين. ومن صَنع المشكلة هو النظام السابق».

ورغم ذلك، فقد ساور البعض القلق من الطريقة التي اتبعتها هيئة تحرير الشام في تشكيل الحكومة المؤقتة الجديدة، من خلال استقدام كبار الإداريين من إدلب. وقالت أربعة مصادر من المعارضة وثلاثة دبلوماسيين لرويترز إن لديهم مخاوف إزاء شمول العملية حتى الآن.

وقال البشير إن حكومته ستبقى في السلطة حتى مارس فقط. إلا أن هيئة تحرير الشام لم تفصح بعد عن التفاصيل الرئيسية للعملية الانتقالية بما في ذلك تفكيرها في دستور جديد. مخاوف بشأن المستقبل

وبينما يحتفل السوريون بسقوط دولة الأسد البوليسية الوحشية، أعرب البعض عن مخاوفهم بشأن المستقبل.

وأعرب وسام بشير (28 عاما)، متحدثا في مقهى بدمشق، عن قلقه «بسبب الأشياء التي أراها... مثل الحكومة الجديدة، وانتشار أعلام إسلامية».

وقال زكريا ملاحفجي أمين عام الحركة الوطنية السورية والذي عمل في الماضي مستشارا سياسيا للمعارضة في حلب «أنت عم بتجيب من لون واحد، مفروض يكون في تشارك مع الآخرين... هذه الطريقة ليست صحيحة، يعني المفروض القوى السياسية العسكرية والسياسية أن تأتي كلها إلى الطاولة وترتب وتوضع حكومة انتقالية بالتشاور مع الآخرين، هذا يعطي دعم للحكومة». وأضاف «المجتمع السوري مجتمع متعدد الثقافات، فبصراحة هيك مقلق».

وقال يزيد صايغ، وهو زميل أول بمركز كارنيجي للشرق الأوسط، إن تقديراته تشير إلى أن تنوع المعارضة والمجتمع في سوريا من شأنه أن يجعل من الصعب على مجموعة واحدة احتكار النفوذ. وقال إن تركيا، الداعم المؤثر للمعارضة، حريصة أيضا على أن تكون هناك حكومة قادرة على الفوز بالدعم الدولي.

قال مصدر من المعارضة مطلع على مشاورات هيئة تحرير الشام إن جميع الطوائف السورية سيكون لها تمثيل في حكومة تصريف أعمال. وأوضح المصدر أن من الأمور التي سيتم تحديدها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ما إذا كان ينبغي أن يكون نظام الحكم في سوريا رئاسيا أم برلمانيا. وقال محمد علاء غانم وهو ناشط سوري بارز مقيم في واشنطن وعلى اتصال بشخصيات بارزة من المعارضة، إن هيئة تحرير الشام مطالَبة بأن «تتحلى بالذكاء وأن تنفذ الانتقال بشكل صحيح، لا أن يتملكها الغرور وتهيمن بشكل كامل على الحكومة الجديدة».

وقال دبلوماسي في دمشق إن هيئة تحرير الشام هي الفصيل الوحيد الذي يجتمع مع البعثات الأجنبية. وأضاف «نحن قلقون، أين كل قادة المعارضة السياسية؟ سيكون وجودهم هنا بمثابة إشارة رئيسية، لكنهم ليسوا هنا».

وذكر دبلوماسي ثان أن هيئة تحرير الشام نقلت رسائل جيدة إلى الجمهور، لكن النطاق الذي كشفته الأيام الماضية لمدى تضمين الجميع في هذه المرحلة جاء مثيرا للانزعاج. ويجب أن يكون تعديل الدستور، على وجه الخصوص، عملية شاملة وسيكون اختبارا كبيرا حقا. ولفت الدبلوماسي إلى أن وجود العديد من الفصائل الأخرى التي لم تتخل عن سلاحها أو تسرح عناصرها يمثل عاملا مزعزعا للاستقرار إذا لم تكن العملية شاملة.

أخبار ذات صلة

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق