على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ماشاء
أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء
بحبها وهى مالكة الأرض شرق وغرب
وبحبها وهى مرمية جريحة حرب
بحبها بعنف وبرقة وعلى استحياء
فى قصيدة «على اسم مصر» للمبدع صلاح جاهين تجسيد حقيقى لـ«أدق مشاعر المصريين» تجاه مصر، التى تمتلك مكانة فريدة فى تاريخ الحضارة الإنسانية، وقوة ثقافية مؤثرة فى الشرق الأوسط والعالم بالفن والسينما والإبداع والأدب والموسيقى والثقافة، فالقوى الناعمة كانت سببا قويا فى المكانة التى تتمتع بها مصر، ويمكن اعتبارها هى الميزة التى منحت مصر تلك المكانة والصدارة، رغم الأحداث المريرة والأزمات المتعاقبة خلال السنوات.
أسماء عظيمة عززت تلك المكانة على أصعدة عالمية وعربية، نجيب محفوظ الذى جعل الأدب المصرى الأصيل جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافى العالمى، وغيره من الأدباء عبر أجيال متعاقبة، يوسف السباعى، أنيس منصور، إحسان عبد القدوس، يوسف إدريس، خيرى شلبى، إبراهيم أصلان، وشعراء مثل أمل دنقل وصلاح جاهين أسهموا فى تعزيز صورة مصر كمصدر إبداع أدبى وفكرى لا ينضب.
أما السينما المصرية فتعد واحدة من أبرز أدوات القوى الناعمة، جعلت مصر تُعرف بـ«هوليوود الشرق»، منذ تأسيسها فى أوائل القرن العشرين، قدمت مصر أفلامًا أثرت فى المشهد الثقافى العربى. وأسماء ملهمة ومؤثرة مثل يوسف شاهين، صلاح أبو سيف، وفاتن حمامة، سعاد حسنى، شادية وعادل إمام، جسدت الحلم والواقع العربيين، مما جعل السينما المصرية مركزًا للإلهام والتأثير، ونفس الحال فى الدراما التليفزيونية التى صنعتها أسماء كبيرة -على سبيل المثال- أسامة أنور عكاشة، يحيى العلمى، محمد صفاء عامر، إسماعيل عبد الحافظ ومحمد فاضل وآخرون عبر أجيال وأجيال حققت لمصر الريادة فى الفن والإبداع.
بينما تخطت الموسيقى والأصوات المصرية لغة الحدود، وضعت مصر على الخريطة الموسيقية فى العالم بأسماء أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم ومحمد فوزى.
حتى اليوم، تواصل الأجيال الجديدة مثل عمرو دياب وشيرين عبد الوهاب تمثيل الموسيقى المصرية، وهى مجرد نماذج من مئات النماذج الأخرى من القوى الناعمة المؤثرة فى عالم الإبداع والفنون.
نجحت أياد مبدعة فى الرسم والتخطيط وغيرها من الحرف الإبداعية أيضا أن تشكل نسيجا يكمل الصورة الإبداعية التى تتمتع بها مصر.
الآلاف بل ملايين المبدعين فى المجالات المختلفة، فالأسماء فى هذا المقال ما هى إلا نماذج فقط لأسماء أخرى لا تقل فى التأثير الإبداعى والموهبة.
على الرغم من هذا الإرث الإبداعى المتواصل عبر السنوات، تواجه القوى الناعمة المصرية تحديات فى الحفاظ على مكانتها وسط المنافسة الإقليمية والدولية، مثل ضعف الإنتاج مقارنة بالعقود الذهبية، وتراجع دور الأدب فى الحياة اليومية وغيرها من التحديات التى لا تزال تلك القوى تعمل على الحفاظ على دورها، فالأمر ليس مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق التقدم والاستقرار.
0 تعليق