قالت الدكتورة مريم علي عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، إن اليوم الوطني يشكل مناسبة لتجديد الولاء لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والتقدير والثناء لحكومته الرشيدة على كل ما تقوم به من جهد واضح ومميز حتى تكون قطر في القمة والطليعة باستمرار.
وأضافت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن دولة قطر تمضي على طريق التنمية والبناء وتسير بخطى واسعة وواثقة نحو المستقبل، مستندة على وعي الشعب القطري الوفي وقدرته على الخلق والإبداع والابتكار ومواجهة التحديات بالعزم والثبات والإصرار والثقة في النفس والالتفاف حول قائد مسيرته والوقوف خلفه صفا واحدا وإرادة موحدة، مشيرة إلى أن الاحتفال باليوم الوطني يمثل احتفالا بأمجاد ماضينا وإنجازات حاضرنا وبشائر مستقبلنا الواعد بالمزيد من الخير والرخاء والنماء في ظل تواصل إنجازات البلاد وما يحققه أبناؤنا من نجاحات في مختلف المجالات محليا وخارجيا وذلك بعون من الله.
ونوهت بأن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية مقدم خدمات رعاية صحية أولية، تم إنشاؤها بالقرار الأميري رقم (15) لعام 2012 كمؤسسة مستقلة تتولى مسؤولية إدارة وتشغيل جميع المراكز الصحية والمرافق العلاجية التابعة لها بهدف تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية بشكل فعال وتشخيص وعلاج المرضى وتوفير الدعم لهم وفقا للسياسات المعتمدة في دولة قطر، ومطبقة أعلى المعايير العالمية وأفضلها، مضيفة أن المؤسسة التي تنضوي تحت مظلة وزارة الصحة العامة، هي شريك فاعل في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للصحة للأعوام ( 2011 - 2016 ) و (2018 - 2022 ) ، وفي تحقيق رؤية دولة قطر الوطنية 2030 كما تقود مؤسسة الرعاية الصحية الأولية عملية تحويل صحة ومعافاة سكان دولة قطر، من خلال تحويل ميزان الرعاية من النمط العلاجي الذي يعتمد على المستشفى إلى النمط المحسن الذي يقدم خدمات وقائية وصحية في المجتمع.
ولفتت إلى أن العام 2023 مثل خير بداية لعقد جديد من عمر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية تطمح فيه لمزيد من التقدم والإنجاز، حيث كانت المؤسسة قد احتفلت في العام المنصرم بمرور 10 سنوات على إنشائها والتي تعتبر شاهدا على سعي المؤسسة الدؤوب نحو المساهمة بالنهوض بالقطاع الصحي في قطر، فقد نجحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خلال العقد الأخير في تحقيق رؤيتها القائمة على الارتقاء بصحة سكان قطر، كما أنها بقيت دوما وفية نحو مهمتها المتمثلة بتقديم خدمات رعاية صحية أولية شاملة، متكاملة ومتمركزة حول الفرد وذلك عبر التركيز على الصحة وأنماط الحياة الصحية والوقاية من الأمراض بالشراكة مع أصحاب المصلحة من أجل تحسين صحة السكان ورفاههم.
وذكرت الدكتورة مريم علي عبدالملك، في تصريحها لـ/قنا/ أن خطة المؤسسة الاستراتيجية الجديدة ( 2024 - 2030 ) سينصب فيها الاهتمام على تغيير الطريقة التي يتم بها تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، حسب ما تدعو إليه استراتيجية قطر الوطنية الجديدة للصحة ( 2024 - 2030 ) وكذلك استراتيجية التنمية الوطنية الجديدة لدولة قطر ( 2023 - 2030 ) وهو التركيز على صحة السكان، وتم وضع أهداف طموحة لتحسين النتائج الصحية، وتحسين الجودة والوصول إلى الخدمات، فضلا عن التركيز على الاستدامة والمرونة من خلال التركيز على الرعاية الصحية الوقائية.
وأبرزت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن المؤسسة ستحدد بشكل استباقي عوامل الخطر الشائعة وستعمل على التقليل منها مثل التدخين وارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع مستويات السكر في الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول في المراحل المبكرة، مما سيؤدي بدوره إلى انخفاض كبير في الحاجة إلى تلقي العلاجات المكلفة والرعاية طويلة الأمد في المستشفيات المرتبطة بالحالات المزمنة مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. وهذا بدوره سيساعد القطاع الصحي بشكل عام على إعادة توجيه الموارد لتلبية احتياجات الرعاية الصحية الأخرى، وتعزيز نظام رعاية صحية أكثر شمولية واستدامة وكفاءة.
وأضافت الدكتورة مريم علي عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، في تصريحاتها لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أنه من خلال الترويج النشط لأنماط الحياة الصحية وتنفيذ الأنشطة المتخصصة مثل عيادات الإقلاع عن التدخين، وخدمات المعافاة، والصحة النفسية، والكشف المبكر لسرطان الثدي والأمعاء والقولون، واللقاحات، ستلعب مؤسسة الرعاية الصحية الأولية دورا فاعلا في الحد من معدلات حدوث الحالات المزمنة، ومنع تطور الأمراض الخطيرة، وتعزيز صحة ورفاهية السكان بشكل عام، كما تركز المؤسسة أيضا على تمكين الأفراد من المشاركة في الرعاية الصحية الخاصة بهم بشكل فعال من خلال مبادرات التوعية والتثقيف الصحي، وذلك بتشجيع المرضى على المشاركة باتخاذ القرارات المتعلقة بخيارات العلاج المتاحة لهم، مما يساهم في تحسين النتائج الصحية لجميع السكان على المدى القصير والطويل.
وأوضحت أن كل التحديات الصحية التي مرت بها الدولة في السنوات الأخيرة وأبرزها جائحة كوفيد - 19، وكذلك الاستعدادات الحثيثة للتغطية الطبية المتميزة خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، تم تحويلها إلى إنجازات مشرقة، حيث تم التعامل مع أزمة وباء كورونا كوفيد - 19 بأعلى مستويات الاحترافية المهنية إلى أن أعلن مؤخرا من قبل منظمة الصحة العالمية عن انتهاء وباء كوفيد 19 كحالة طوارئ عالمية، كما نجحت قطر في تقديم نسخة مونديالية استثنائية غير مسبوقة على جميع المستويات التنظيمية والتغطية الصحية المتميزة.
واستعرضت الدكتورة مريم عبدالملك الإمكانيات الصحية التي تتمتع بها مؤسسة الرعاية الأولية حيث يقوم ما يزيد عن 7500 من موظفي المؤسسة بتشغيل 31 مركزا صحيا موزعة في جميع أنحاء البلاد بما فيها 7 مراكز للمعافاة تخدم ما يقرب من 1.8 مليون مريض، وتشكل مراكز الخور الجديد وأم السنيم والمشاف التي تم تشغيلها على التوالي في سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر من 2022 وكذلك مركز السد الصحي الجديد في مارس 2023 أحدث إضافة لها والتي توفر لعدد السكان المتزايد في قطر إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى خدماتها التي تشمل العيادات التخصصية، وطب الأسرة، وصحة الأم والطفل، وطب الأسنان، وخدمات الصحة المدرسية والرعاية المنزلية، والاهتمام بالصحة النفسية، بالإضافة إلى خدمات المعافاة والصحة الوقائية، وخدمات الكشف المبكر لسرطان الثدي والأمعاء والفحص الذكي السنوي.. وبالإضافة إلى العدد الكبير من خدمات الرعاية الصحية الأولية المقدمة في المراكز الصحية فإن مراكز المعافاة تقدم أيضا خدمات المعافاة المتكاملة التي تركز على تعزيز الصحة وتغيير أنماط الحياة غير الصحية إلى الأفضل وتشمل هذه الخدمات الصالات الرياضية والمسابح والمساج وغرف البخار والساونا إلى جانب عيادات الطب العام والعيادات المتخصصة المجهزة تجهيزا جيدا بأحدث المعدات الطبية وغير الطبية.
كما سلطت الضوء على بعض الحقائق المتعلقة بالمؤسسة ومنها حصولها على الاعتماد الدولي من كندا وفق معايير اعتماد المستوى الماسي خلال الدورة الثالثة حتى عام 2024 ، وارتفاع عدد المسجلين في مراكز المؤسسة بنسبة 3.4% عن عام 2022 ليبلغ حوالي 1.8 شخص حتى نوفمبر 2023 حيث يمثل القطريون نسبة 19% من إجمالي عدد المسجلين في المراكز الصحية في الدولة.
وأكدت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن المؤسسة تستكمل سعيها لأن تكون الاختيار الأول ونقطة الاتصال الأولى والمستمرة لمتلقي الرعاية الصحية الأولية في دولة قطر، عبر رؤية تتضمن تحسين خدمات الرعاية الصحية الأولية وخدمات المعافاة والتي تتميز بشموليتها وتكاملها وتكلفتها المعقولة. حيث قامت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية بتوسيع شبكتها من المراكز الصحية إلى 31 مركزا منذ إنشائها مقسمة على ثلاث مناطق هي المنطقة الوسطى، والمنطقة الغربية، والمنطقة الشمالية وموزعة بين مدينة الدوحة وباقي المناطق المأهولة بالسكان في جميع أنحاء البلاد، لتقدم باقة متنوعة من الخدمات الصحية والوقائية وخدمات المعافاة.
وقالت "إن نهج الرعاية المتمحورة حول الأفراد في مؤسسة الرعاية الصحية الأولية سيمكن من خدمة المجتمع بشكل أفضل، من خلال ضمان أن الرعاية المقدمة للمرضى تراعي وتستجيب لاحتياجاتهم وأولوياتهم الفردية حيث يدعم هذا النهج أيضا جهود المؤسسة لتحديد مجالات التحسين ومعالجة الأمور المتعلقة بالمرضى وتعزيز تجربة المريض الشاملة مما يؤدي إلى تحسين مستويات رضى المرضى عن الخدمات الصحية المقدمة ويعزز تحقيق نتائج صحية أفضل لهم".
وبينت مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، في ختام تصريحاتها لـ /قنا/، أن المؤسسة تركز على الرعاية الشمولية والمتكاملة لتحسين وصول المرضى للخدمات في الوقت المناسب وعبر كافة مستويات مقدمي الرعاية الصحية من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين مؤسسة الرعاية الصحية الأولية ومؤسسة حمد الطبية لدعم الاحتياجات الصحية للمرضى بشكل أفضل، كما يعد نموذج طب الأسرة المطبق في جميع المراكز الصحية عنصرا رئيسيا في تقديم الرعاية المتكاملة والشاملة للأفراد والأسر، حيث يتم تقديم الخدمة بناء على التاريخ المرضي لمتلقي الخدمة وضمن سياق الأسرة والمجتمع، ويضمن تقديم خدمات الرعاية المنسقة بشكل أفضل من خلال فرق متعددة التخصصات في المراكز الصحية القريبة من أماكن إقامة المرضى.
0 تعليق