ودعت محافظة الإسماعيلية اليوم السبت، الدكتور أحمد عبده سالمان، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب جامعة الأزهر، وأحد أبرز الأطباء الذين كرسوا حياتهم لخدمة الفقراء والمحتاجين، حيث كشفه كان 20 جنيها ومجاني للفقراء.
فارق الحياة بعد صراع مع المرض دام أربعة أعوام، ليترك بصمة خالدة في قلوب أهالي الإسماعيلية وضواحيها.
طبيب بمعنى الإنسانية
واشتهر الدكتور أحمد عبده سالمان بتقديم خدماته الطبية بأسعار رمزية، إذ كان سعر الكشف 20 جنيهًا فقط لغير القادرين، بينما كان يقدم الكشف مجانًا لحفظة القرآن الكريم، وهو ما جعله قدوة في العطاء والإخلاص.
لم يكن مجرد طبيب يعالج الأمراض، بل كان رمزًا للإنسانية التي تجاوزت الحدود الطبية لتصل إلى دعم المرضى نفسيًا واجتماعيًا.
مسيرة مكللة بالعطاء
ولم يكن الدكتور سالمان الوحيد في هذا النهج، فقد انضم إلى كوكبة من أطباء الرحمة بمدينة القصاصين الجديدة بالإسماعيلية، مثل الدكتور محمد إسماعيل والدكتور عصام فريد، الذين عملوا على تخفيف آلام الفقراء.
وبرغم سنوات عمله الطويلة في المجال الطبي، ظل متمسكًا بمبادئه في تقديم الخدمة للجميع دون تمييز، مؤمنًا بأن الطب رسالة قبل أن يكون مهنة.
كلمات من القلب
طارق أحمد عبده سالمان، نجل الفقيد، تحدث عن والده قائلًا: "والدي كان يرى أن الإنسانية تأتي قبل المال، وأن الخير ليس شرطًا أن يكون في المال فقط، بل في الصحة والستر ودعوات المرضى. كان يشعر بسعادة لا تضاهيها سعادة حينما يدعو له أحد المرضى بالخير والشفاء".
وأضاف طارق: "منذ شهرين اشتد عليه المرض، حتى وافته المنية بمستشفى جامعة الأزهر بالقاهرة، واليوم، نودعه بجسدٍ فارق الحياة، لكنه سيظل حاضرًا بأثره الطيب ودعوات الناس".
إرث لا يُنسى
لقد ترك الدكتور أحمد عبده سالمان إرثًا من القيم والمبادئ التي ستظل خالدة في نفوس كل من عرفه.
قصة حياته ليست مجرد سرد لرحلة طبيب، بل شهادة حية على ما يمكن للإنسان أن يقدمه عندما يتخذ من العطاء هدفًا ومن الإنسانية سبيلًا.
0 تعليق