تناولت الحلقة الأولي من بودكاست "أول الخيط"، الذي يقدمه الإعلامي سامح سند، موضوعًا حيويًا في علم الطب الشرعي، وهو كيفية تحديد سبب الوفاة وفهم دور التشريح في حل الألغاز المتعلقة بالجرائم. 

بدأ الحديث بتوضيح أهمية تقرير الطب الشرعي في فك طلاسم القضايا، حيث يعد تحديد سبب الوفاة خطوة أساسية في التحقيقات، سواء كانت الوفاة نتيجة لعمل انتحاري أو جريمة قتل.

في هذا الصدد، أوضحت الدكتورة دينا شكري، أستاذ الطب الشرعي بكلية الطب جامعة القاهرة، خلال اللقاء، أن تقرير الطب الشرعي لا يقتصر على تحديد سبب الوفاة، بل يشمل أيضًا تحديد الأضرار التي تعرضت لها الجثة من خلال التشريح، مضيفة أن تحديد سبب الوفاة يسهم بشكل كبير في حل القضايا، حيث يوجه التحقيقات نحو السيناريو الأكثر منطقية.

وأشارت إلى أن النيابة تركز على سؤالين رئيسيين: أولًا، "ما هو سبب الوفاة"؟، وهو السؤال الأساسي الذي يتم تحديده بناءً على التحليل الطبي والتشريح، وثانيًا، "كيف تمت الوفاة"؟، أي ما إذا كانت بسبب إصابة عرضية أو طبيعية أم نتيجة لقتل متعمد.

كما تحدثت عن الحالات التي لا يمكن فيها تحديد سبب الوفاة بدقة، حيث قد يتم تصنيف الحادثة تحت ما يُعرف بـ"غير محددة"، وهو مصطلح يستخدم عندما لا يمكن استبعاد أي فرضية أخرى، مثل أن الوفاة قد تكون ناتجة عن مرض أو إصابة غير مباشرة، وفي هذه الحالات، يتم تطبيق أسلوب الاستبعاد، حيث يتم إقصاء الأسباب المحتملة واحدًا تلو الآخر حتى الوصول إلى السبب الأكثر احتمالًا.

وقدمت أستاذ الطب الشرعي مثالًا توضيحيًا لحالة يمكن أن تحدث فيها وفاة مفاجئة نتيجة لتحفيز الجهاز العصبي، حيث إذا تعرض شخص لإصابة في منطقة حساسة في الرقبة أو الرأس، قد يؤدي ذلك إلى توقف القلب فجأة، وفي بعض الحالات، قد يستعيد الشخص وعيه بعد فترة قصيرة، بينما قد يتعرض آخرون للوفاة الفورية نتيجة نفس التحفيز العصبي، وهو ما يتطلب دقة عالية من الطب الشرعي لفهم السبب وراء الوفاة.