حوارات
يشتاق الانسان أحياناً الى شخص، أو حاجة أو شيء معيّن، لكن لا تطمئن نفسه بعد تحقيق أمله، اذ يوجد في عالم اليوم أشخاص بالغون عمرياً، ومن المفترض أن يكونوا نضجوا فكرياً ونفسياً، لكن تميل أنفسهم المتحيّرة الى طلب التوكيد العاطفيّ المستمر من الآخرين، كي يقبلوا ذواتهم، وتطمئن قلوبهم.
ومن بعض أسباب الإصابة بحالة الاشتياق الوهميّ بهدف إعادة تأكيد الذّات، نذكر ما يلي:
-التربية الأسريّة السلبيّة والحرمان العاطفيّ: يشير الحرمان العاطفيّ في مرحلة الطفولة الى عدم حصول الطفل على الرعاية الأسرية المناسبة، بسبب عدم منح الوالدين الطفل الحنان الذي يحتاجه في هذه المرحلة الحسّاسة من عمره، وعجزهم الاختياري عن إبداء التعاطف معه، وعدم السعي الى تفهّم مشاعره.
-ضعف تقدير واحترام الذّات: يشتاق الانسان البالغ، بشكل مفرط، الى التوكيد العاطفيّ من الأشخاص الآخرين عندما ينخفض عنده مستوى تقدير ذاته، او يقلّ احترامه لنفسه، وعندما يجهل قيمتها، ويختار بإرادته الحرّة البقاء في بيئة محيطة تكاد تفيض بعدم تقدير مشاعر الآخرين، او يختار البقاء على ما هو عليه من مقت للنفس، وعدم تقدير للذّات.
-عدم التعلّم من تجارب الحياة: لا يشتاق بشكل وهميّ مفرط الفرد الذي لديه وعي مناسب، ويُظهر رغبة صادقة في التعلّم من تجارب الحياة، ومن يستمر يتعلّم من تجاربه، وتجارب الآخرين، ويدرك بوضوح أنّ طريقة تفكيره هي التي تخلق ظروفه، وأوضاعه، ومواقفه النفسيّة، وهي كذلك التي تجعله مُكْتَفياً عاطفياً، ولديه روح معنويّة عالية تجعله يُنزّه نفسه عن إظهار جوعه العاطفيّ المفرط للآخر.
-الباحث عن الاهتمام: مهما حاول الباحث عن الاهتمام، والساعي الى لفت انتباه الآخرين إليه إنكار اشتياقه المفرط للتوكيد العاطفيّ، لكنه يبقى من الداخل إنساناً مضطرباً روحياً يعاني من مجاعة عاطفية تصنعها أوهامه الشخصية.
-غياب الاستقلال الفكريّ والنفسيّ: يستقل الفرد فكرياً ونفسياً عندما يمتلك مهارات الاكتفاء الذاتيّ، ويستطيع التعامل مع عواطفه ومشاعره بشكل بنّاء، وعندما يستطيع أن يشعر بالسعادة بلا احتياجه الى التوكيد العاطفيّ من الآخرين، وعندما يكون مرناً وقوياً فكرياً ونفسياً.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق