علق الدكتور رفعت شميس كاتب وباحث وإعلامي سوري، على الأوضاع الحالية في سوريا، ومستقبل البلاد خلال الفترة المقبلة عقب الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.
وقال شميس في تصريحات خاصة لـ"الدستور": لا شك ستكون هناك الكثير من الانفراجات من النواحي الاجتماعية والسياسية، فعلى الصعيد الاجتماعي سوف تتوفر الكهرباء إذ انها في الوضع الحالي ساعة وصل مقابل 6 ساعات قطع، أيضا سوف يتوفر الماء ولن تكون هناك انقطاعات متكررة، وهذا يرجع إلى توفر المحروقات حيث ستكون آبار النفط تحت سيطرة الدولة السورية، مما سيؤدي إلى انتعاش اقتصادي فتزداد الرواتب والأجور وتنخفض الأسعار لا سيما أجور بيوت السكن.
وتابع شميس: “لن تكون أجور الحصول على جواز السفر باهظة ولا جمركة أجهزة الاتصال الخلوي، وقد صارت الجمركة اليوم مجانية ويسري ذلك حتى شهر يوليو 2025، وهناك الكثير من المكاسب الخدمية التي سوف تتحقق على الصعيد الاجتماعي ومنها ما يتعلق بالغذاء والدواء”.
انفراجات سياسية في سوريا
وحول تطورات الأوضاع على الصعيد السياسي، قال شميس: لم يعد هناك سبب للحصار الاقتصادي المفروض على سوريا فرفع الحصار وإلغاء العقوبات الدولية يعني حرية الاستيراد والتصدير وهذا بطبيعة الحال سؤف يؤدي إلى النمو الاقتصادي وسنعكس ذلك على المجتمع السوري عامة.
وتابع شميس: “أضيف أمرا في غاية الأهمية يتعلق بعودة سفارات دول أوروبا وباقي دول العالم المقاطعة لسوريا، وهذا بحد ذاته من المكاسب السياسية الخارجية التي سوف تتحقق لسوريا في الأيام القليلة القادمة، وستكون صلاحية جواز السوري لدول عديدة، إذ انها حاليا محصورة بدول محددة”.
وحول مستقبل سوريا عقب سيطرة الفصائل، قال شميس: مصطلح الفصائل لم يعد موجودًا من حيث التسمية، هناك ما نسميه اليوم الدولة السورية الجديدة، الحكومة السورية، القيادة العامة، الأمن العام.
وتابع: "صحيح أنه هناك من حّذر من نشوب حرب أهلية ومن مخاوف ترتكز على أساس ديني مذهبي طائفي، إلا أن تلك المخاوف ليست موجودة مع تتالي تصريحات القيادة العامة والأمن العام، التصريحات المحذرة من إثارة النعرات الطائفية، والداعية إلى نبذ التفرقة وتحييد أفكار الثأر والانتقام.
سوريا ستزدهر في النظام الجديد
وأكد شميس أن سوريا ستزدهر في ظل النظام الجديد وستعود للوقوف على قدميها بقوة وشموخ وتحدي.
وأشار شميس إلى أن هناك من يقول أن سوريا تعيش اليوم واقعًا معقدًا فهناك الأطماع الدولية وكذلك الصراعات المحلية، وإن مستقبل البلاد يظل مجهولًا، وسط صراعات السيطرة التي تهدد بتدمير ما تبقى من سوريا، مستدركا:"أقول بالنسبة للأطماع الدولية ربما يقصدون إسرائيل، وبالفعل قامت قواتها بالتوغل في المناطق العازلة بحجة أن اتفاقية فصل القوات باتت معلقة بسقوط نظام الأسد، هذا الواقع لن يستمر طويلا، وهناك مؤشرات في الأفق تفيد أن الدول كافة سوف تعترف بالنظام الجديد في سوريا.
وشدد الكاتب السوري على أن سوريا لن تكون ضعيفة بعد التفاف الجماهير الشعبية حول القيادة الجديدة، وهناك تآلفا شعبيا – إسلاميا ومسيحيا بمختلف الأطياف والمذاهب والمعتقدات، وقد اتضح حتى لمن كانوا من مؤيدي النظام السابق كيف أنهم كانوا مخدوعين بذلك النظام، خاصة بعد أن تم عرض المشاهد المأسوية وبثها من سجون الدم والموت، وعرف العالم مدى ديكتاتورية ووحشية نظام الأسد.
ما مصير الرئيس الأسد؟
وحول مصير الرئيس الأسد، قال شميس: هناك إجماع ومطلب شعبي عند من كان مؤيدا له وعند معارضيه، على ضرورة محاكمته، لافتا إلى أن هذا سوف يتم الطلب إلى روسيا التي تحتضنه وعائلته برفع الوصاية عنه ليصار إلى محاكمته دوليا لما سببه من مآس للشعب السوري على مدى أعوام عديدة.
وعن تعامل الحكومة السورية الجديدة مع المواطنين، قال شميس: سوف تتعامل مع المواطن السوري وفق القوانين والأنظمة وسيكون هناك دستور للبلاد يحدد النهج العام الداخلي والخارجي.
وبسؤاله عن إمكانية عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا عقب سقوط نظام الأسد، قال شميس ربما تفاوتت مواقف الدول التي احتضنت اللاجئين بشأن عودتهم إلى سوريا قسريا أو طوعيا، وكذلك اللاجئون أنفسهم سيكون منهم من يريد العودة، ومنهم من أعجبه البقاء فيبقي وبكل الأحوال فإن الحكومة في سوريا الجديدة ترحب بعودة من شاء العودة، وتأمل أن يعود كل مغترب سوري إلى وطنه ليساهم في إعادة إعماره وبنائه.
0 تعليق