جُرجي حبيب زيدان (14 ديسمبر 1861م - 21 يوليو 1914م) الشهير بـ جٌورجي زيدان أديب وروائي ومؤرخ وصحفي لبناني؛ صاحب العديد من التجارب الصحفية أبرزها مجلة "الهلال" التي مازالت تصدر حتي اليوم إلي جانب العديد من الإصدارات الصحفية التابعة لمؤسسة دار الهلال للصحافة.
ظروفه الحياتية الصعبة دفعته لدراسة الطب في القاهرة
ولد جٌورجي زيدان لأسرة فقيرة من قرية عين عنب في جبل لبنان ويعتقد ان اصلها يعود إلى حوران في سوريا، ونظرًا لضيق الحال هاجر زيدان إلى مصر والتحق بكلية الطب؛ إلا أن ظروفه المادية وطول الدراسة جعلته يبحث عن عمل فعمل في تحرير جريدة الزمان التي كان يملكها رجل أرمني الأصل وكانت هذه الجريدة هي الوحيدة في القاهرة بعد أن أوقف الاستعمار الإنجليزي صحافة ذلك العهد.
أحب الهندسة والجبر والكيمياء والفسيولوجيا أثناء دراسته للطب
في إحدى مقتطفات رسائل جٌرجي زيدان لابنه والتي تعود علما 1909؛ يقول:" لا أقدر أن أصف لك سروري من قولك الدال على تلذذلك بالعلم. وأنك لتذكرني أيام دراستي وانا شاب فاني لما تعلمت الجبر والهندسة تصورت أنهما ألذ سائر العلوم فلما تعلمت الطبيعيات حكمت بأنها أفضلها لانها ترشد العقل إلى نواميس الطبيعة ولما أقبلت على الطب ودرست التشريح والفسيولوجيا خيل الي التي بلغت أقصى درجات اللذة ومع ذلك فان لذتي يدرس الكيمياء كانت أشد من سواها ولا أزال اعتقد ان الكيمياء الله العلوم لان الانسان يدخل بها عالمًا جديدًا".
جٌورجي زيدان من الطب للصحافة.. محطات فارقة في حياته
لكن حبه للغة العربية وكُتب الأدب خاصة بعد عودته لبيروت عام 1885 دفعته للانضمام للمجمع العلمي الشرقي الذي أُنشئ عام 1882 وتعلّم اللغة العبرية واللغة السريانية وهو ما مكّنه من تأليف أول كتاب في فلسفة اللغة العربية عام 1886 ثم أصدر منه طبعة جديدة منقحة في عام 1904 بعنوان "تاريخ اللغة العربية" ثم زار إنجلترا وعاد إلى مصر منقطعًا إلى التأليف والصحافة.
استقر في القاهرة وعمل في التأليف والترجمة، وأدار مجلة المقتطف واستقال منها بعد أن عمل بها 18 شهرا واشتغل بتدريس اللغة العربية بالمدرسة العبيدية الكبرى لمدة عامين ثم تركها واشترك مع نجيب متري في إنشاء مطبعة إلا أن الشراكة بينهما انفضّت بعد عام واحتفظ جورجي زيدان بالمطبعة وأسماها مطبعة الهلال بينما نجيب متري أنشأ مطبعة مستقلة أسماها مطبعة المعارف.
مجلة الهلال.. أبرز محاطت جورجي زيدان
أصدر جٌرجي زيدان مجلة الهلال في عام 1892 وكان يقوم بتحريرها بنفسه ثم ساعده إبنه إميل، وقد صدر العدد الأول من مجلة الهلال عام 1892 ثم أصبحت بعد خمس سنوات من أوسع المجلات انتشارا وكان يكتب بها عمالقة الفكر والأدب في مصر والعالم العربي، ورأس تحريرها كبار الأدباء والكتاب مثل أحمد زكي وحسين مؤنس وعلي الراعي والشاعر صالح جودت وغيرهم.
وفاته
توفي جٌرجي زيدان فجأة وهو بين كتبه وأوراقه في 21 يوليو 1914. وقد رثاه كبار الشعراء من أمثال أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران.
0 تعليق