معتز الجريتلى العضو المنتدب لشركة السهم الذهبى لتداول الأوراق المالية:
3 مستهدفات لحماية المستثمر لتحقيق مطالب السماسرة
لو سألتك هل تستطيع أن تذكر لى الشىء الذى تركز عليه مسيرتك.. ستجيب قائلا «أخلص لنفسك ولأحلامك، كن أفضل نسخة من نفسك، فلا توجد خطوة تصل بك إلى ما تريد، إنما يتطلب الأمر إلى الكثير من الخطوات الصغيرة لتبلغ هدفك.. كل من يرغب أن يصل إلى هدف بعيد، عليه أن يتسلح بالعزيمة والإرادة».. اعلم أن ما يميز الناجحين عن غيرهم هو بذل المزيد من الجهد، والتفكير فيما يريدون تحقيقه، واجه الصعوبات بشجاعة، واجعل من كل عقبة شعلة تضىء طريقك.. وكذلك محدثى إيمانه أن كثيراً من المحن تمنح الفرص للإبداع.
الذين تغلبوا على تحديات غير عادية يقدمون دروسا عظيمة، إنهم يذكرون بأن المشوار ليس دائماً سهلا، ولكن بالتصميم والإرادة، يمكن التغلب على أى مطبات. وعلى هذا الأساس كانت مسيرة الرجل عزيمة وإصراراً.
معتز الجريتلى، العضو المنتدب لشركة السهم الذهبى لتداول الأوراق المالية، وعضو مجلس إدارة صندوق حماية المستثمر.. يقدر قيمة عمله، لا يتوقف عن الحلم، يبحث دائما عن المستقبل الأفضل، مغامر، ولكن مغامرته بحساب، يجعل من الصعوبات سلالم يرتقى عليها إلى القمة، يحمل كل التقدير والشكر لكل من ساهم فى صناعته وأولهم والداه وزوجته.
صخور، وحصى تزين أطراف الحديقة، مساحة كبيرة من الأرض العشبية، عبارة عن أحواض مزروعة بالنباتات العطرية والزهور، أشجار زينة، تحيط المكان وسط مجموعة المبانى المصممة بتصميم حديث، بالدور الثالث تبدو واجهة المكان عبارة عن معدن برسومات أكثر جمالا.. عند المدخل الرئيسى اللون السكرى يعكس الديكور الكلاسيكى للحوائط، بساطة فى التصميمات، والأثاث.. مجموعة رسومات متكاملة عن التراث الشعبى القديم، أنتيكات، ومجسمات مختلفة، الأثاث اتسم بالكلاسيكة لتكتمل معه اللوحة الفنية.. تبدو البساطة على غرفة مكتبه، الأرفف تضم مجموعة كبيرة من الكتب الخاصة بمجال عمله، سطح مكتبه أكثر تنظيما، قصاصات ورقية يقيم فى سطورها أداء عمل يوم كامل، والأخطاء المرتكبة.. أجندة ذكريات تلخص سطورها رحلته منذ الصبا، ومحطات عديدة مر بها، منها التى شكلت شخصيته، وأخرى قاسية تجاوزها بالعزيمة.. بدأ مذكراته بقوله «المعرفة فن ولكن التعليم فن آخر قائم بذاته».
التخطيط، والإخلاص فيما يعمل، رؤية واضحة، تحليل دقيق لمشهد الاقتصاد، يستند إلى التفاصيل فى التفسير، بساطة فى الحديث، مسئولية فى كل كلمة، يتحفظ، وينتقد إذا استدعى الأمر.. يقول إن «المشهد الاقتصادى مع المرونة التى تحققت فى أسعار الصرف، وتحركاته وفقا للعرض والطلب، بات يشهد تعافيا ملموسا، وهو مؤشر للتحسن خلال الفترة القادمة، لكن ما يحدث فى المشهد الجيوسياسى بالمنطقة، له تأثيره السلبى على اقتصاديات المنطقة، وسيعمل على بطء وتيرة انطلاقة الاقتصاد الوطنى، ومعدلات نموه، خاصة بسبب الوضع غير المستقر فى سلاسل الإمداد بين الدول، بالإضافة إلى التحديات الداخلية، والتى تتمثل فى سعر الصرف الذى يحتاج إلى استقرار كامل، وهذا لا يقلل من نجاح الحكومة فى التعامل بحالة من المرونة، وساعد فى الاستيراد مرة أخرى للسلع الرئيسية، بالإضافة إلى التحدى الأكبر فى ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة، الذى له التأثير الأكبر على مستوى المعيشة».
كل لحظة فرصة جديدة للتعلم والنمو، وكذلك الرجل عندما يتحدث عن مستقبل الاقتصاد الوطنى، يحمل حالة تفاؤل كبيرة، أن الدولة راحت تهتم بالتصنيع والزراعة لتقليل الفجوة، والحد من فاتورة الاستيراد، وهو ما تسعى إليه دائما، بعد نجاحها الكبير خاصة الاهتمام بالبنية التحتية، والتوسع فى شبكات الطرق، مما عزز الاهتمام بالقطاع الصناعى، مستشهدا بصناعة السيارات والصناعات المكملة التى تحمل تفاؤلا كبيرا للقطاع، وتركيز الدولة على الارتقاء بها، بما يحقق تعزيزا للصناعة الوطنية فى هذا المجال.
بسيط فى تعبيراته، وهو ما يميزه، خاصة عندما يتحدث عن ارتفاع الأسعار والتضخم، المتوقع استمراره فى الارتفاع لكن بمعدلات طفيفة، وهو الأمر الذى يتطلب الإنتاج المحلى، لتخفيف فاتورة الاستيراد.
< لكن هل استمرار المتغيرات الخارجية سيكون لها تأثير سلبى على خطة الحكومة لدفع عجلة الاقتصاد الوطنى؟
- بثقة وتفاؤل يجيبنى قائلا: «إن الحكومة لديها القدرة على التعامل مع الأزمات، وتوظيفها بصورة تعمل على خدمة الاقتصاد، ونموه، خاصة أن الحكومة قامت بالمزيد من الإجراءات التحفيزية، والضريبية، لمعالجة أى تشوهات تعرقل استقطاب المزيد من الاستثمارات، والتوسع فى المشروعات الاستثمارية».
التوازن له دور فى تميزه، حيث يتحدث ببساطة ووضوح فى ملف السياسة النقدية، يعتبر أن التصنيفات الائتمانية لصالح الاقتصاد الوطنى، بسبب مرونة أسعار الصرف، وما اتخذ طوال الفترات الماضية من رفع أسعار الفائدة، والإبقاء عليها فى العديد من الاجتماعات، نتيجة الحفاظ على الأموال الساخنة ومواجهة معدلات التضخم، على غرار ما اتخذ من إجراءات لبنوك اقتصاديات العالم، إلا أن الاقتصاد الوطنى، يتوقع خلال الفترة القادمة خفض معدلات أسعار الفائدة.
الإنصات الجيد، والتعلم المستمر من سمات الرجل، تجده فى حديثه عن الاقتراض الخارجى، أكثر تركيزا، يعتبر أن خدمة الدين تمثل صداعا بالرأس، ونجحت الدولة فى الحد منه عبر عمليات بيع الأصول، والطرح بالبورصة، والدخول فى شراكات ثنائية، بما يسهم فى ترشيد الاقتراض الخارجى، والاستفادة من الشراكات مع القطاع الخاص الأجنبى والمحلى، بالإضافة إلى حق الانتفاع، مع التخارج الجزئى من الحكومة.
القدرة على صنع الذات، والاعتماد على النفس، والرؤية وتحديد الأهداف من الصفات المهمة للرجل، يتبين ذلك عندما يتحدث عن ملف السياسة المالية، والإجراءات التى اتخذت لإعادة صياغة هذا الملف، وقد تحقق ذلك، من خلال بعض الإصلاحات فى الملف، عبر التسهيلات الضريبية، والذى من شأنه استقطاب الاستثمارات، والأموال الأجنبية، بقوة، بالإضافة إلى العمل المستمر مع دخول الاقتصاد غير الرسمى إلى المنظومة الرسمية، من خلال محفزات ضريبية، ومنحه فترة سماح، ودعما فى التمويل، والتسويق، والترويج من أجل الوصول إلى السواد الأعظم من العاملين فى هذه المنظومة، وهو ما يسهم فى زيادة إيرادات الدولة.
< أقاطعه قائلا: رغم التسهيلات والحزم التحفيزية للحكومة لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة لا تزال حجم هذه التسهيلات ضعيفة ولا تتناسب مع مكانة السوق المصرى؟
- لحظات صمت تسود المكان قبل أن يجيبنى قائلا: «إن ملف الاستثمار الأجنبى يتطلب المزيد من الإجراءات والمحفزات الجاذبة، التى تعزز من قدرة التنافسية، وتمنح الأفضلية لاستقطاب الأموال الأجنبية بالسوق، خاصة فى ظل المنافسة الشديدة فى دول المنطقة، بالإضافة إلى قوانين الاستثمار التى تشمل محفزات استثمارية، مع العمل على توفير الأموال للمتخارجين من السوق المحلى، وفقا لقوانين وقواعد».
الاجتهاد وحب العمل من السمات التى اكتسبها من والده، تجده بنفس الحماس عندما يتحدث عن قدرة السوق المحلى للوصول إلى حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة المحققة قبل ثورة يناير 2011، حيث إن الحكومة نجحت فى تهيئة السوق للاستثمارات من خلال بنية تحتية قوية، ستعمل هذه البنية على استقطاب المزيد من الأموال الأجنبية، مع العمل أيضاً على إعادة تقييم قوانين الاستثمار باتت ضرورية، خاصة فى ظل المنافسة الشرسة باقتصاديات المنطقة.
رحلة طويلة من التجارب، ومحطات متعددة اصقلت خبراته، يتبين ذلك فى حديثه عن برنامج الطروحات الحكومية، واتجاه الحكومة إلى مستثمر استراتيجى أجنبى، أو محلى، من أجل توفير الدولار، وبمجرد استقرار سعر الصرف، وتوافر الدولار فى السوق اتجهت الحكومة من جديد إلى الطرح بالبورصة، فى ظل الاهتمام الكبير من جانب مسئولى الحكومة، لسوق المال.. مستشهدا فى ذلك ببنك المصرف المتحد الذى تم طرحه مؤخرا بالبورصة.
< إذن ماذا يتطلب سوق المال حتى يعود لريادته بين أسواق المنطقة؟
- علامات ارتياح ارتسمت على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا: «إن السوق فى حاجة إلى مزيد من التوعية للبورصة، والترويج، لاستقطاب شركات جديدة بديلة للشركات التى تخارجت، بتكاتف المشاركين فى السوق، مع التركيز على أن البورصة متاحة للجميع، وأنها ليست للأغنياء فقط كما يتردد، وكذلك تفعيل المنتجات والأدوات المالية المعلن عنها».
صفحات عديدة تتضمن الكثير من المواقف الصعبة، لكن إيجابية الرجل تجعله يتجاوز كل المطبات، ويتبين ذلك فى خوضه لانتخابات مجلس إدارة صندوق حماية المستثمر، وفوزه بمقعد السمسرة، يمتلك خطة طموحة لتنفيذها خلال دورته فى المجلس تُبنى على 3 مستهدفات لتحقيق مطالب شركات السمسرة، والعمل على تمويل الصندوق للدورات التدريبية للشركات العاملة فى السوق، وكذلك العمل على زيادة تمويل برامج الحماية من مخاطر التكنولوجيا، وأيضاً العمل على زيادة نسبة الاستثمارات فى الأدوات المالية الجديدة، ومنها تمويل الشراء بالهامش للشركات.
تحديات لا تكسر، بل تصنع منك إنسانا قوياً، ونفس الحال بالنسبة لمحدثى الذى نجح فى أن يسطر تاريخه بحروف مضيئة، بكل الشركات التى عمل بها، إلى أن نجح فى الوصول إلى القمة، ويسعى للحفاظ عليها من خلال استراتيجية طموحة تقوم على تطوير البنية التكنولوجيا، وحصول الشركة على رخصة السندات، وشهادات الكربون، مع انتهاج سياسة تسويقية أكثر احترافية للوصول إلى أكبر قاعدة جماهيرية.
للرجل طموح ليس له سقف، وذلك يتكشف فى مستهدفاته للشركة التى تقوم على 4 مستهدفات منها إطلاق خدمة «موبايل أبلكيشن» للتسهيل على المستثمرين، وعملاء الشركة، وزيادة الاستراتيجية التسويقية، وزيادة معرفة السواد الأعظم من المواطنين بالشركة، وزيادة التوعية وثقافة سوق المال فى الجامعات، والعمل على استهداف 15% إلى 20% من العملاء الجدد، واستهداف قاعدة عملاء من المؤسسات.
يؤمن بألا شىء يعيقه عن بلوغ هدفه، وهو سر تميزه، يحث أولاده على الصراحة، الأمانة، والاجتهاد، لكن يظل شغله الشاغل خدمة سوق المال من خلال دوره فى صندوق حماية المستثمر.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟
0 تعليق