العربدة الإسرائيلية، والسلوك العدواني المتواصل، هو بالضبط سلوك الدولة المارقة، المتعجرفة، التي لا تعطي أي قيمة للحياة الإنسانية، ولا للقانون الدولي، ولا حتى للنواميس الدينية والإنسانية.
هذا السلوك لا يحده حد، ولا يقيده قيد، فإسرائيل تفعل ما تريد، وتقتل من تريد، وتدمر ما تشاء أمام صمت معيب من المجتمع الدولي، بل ومنه من تجاوز الصمت الى التأييد.
لم ينته الدمار والقتل الذي تنفذه اسرائيل في غزة، منذ اكثر من عام، ولقد دفع الشعب الفلسطيني الدماء والأرواح، ولا يزال ذلك مستمراً، رغم تحول معظم غزة انقاضاً، ومنطقة يصعب العيش فيها.
بل استدارت الى لبنان بذريعة مواجهة "حزب الله"، والحقت بهذا البلد وشعبه خسائر بشرية ومادية فادحة، فهل اكتفت بذلك، وهل شفي غليل وحقد قادتها؟
الإجابة: لا. فما أن أعلن عن سقوط نظام الأسد حتى وجدت إسرائيل ذريعة أخرى لتدمير سورية، وقتل شعبها، وما تبقى من جيشها، وواصلت قصف دمشق وريفها ومدنها وقراها، وذلك أمام مجتمع دولي يبدو أنه يستمتع بمشاهد الحديد والنار، بعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها بالحديث عن حقوق الإنسان والسلم العالمي.
وفي كل ذلك كانت الذريعة الإسرائيلية أن أمنها في خطر، وهذا ما يردده بسماجة الإعلام الإسرائيلي، وهي ذريعة لا مبرر لها اطلاقا، لكن لطالما تذرعت بها اسرائيل في مواجهة دول اقليمية أخرى.
فهل ذريعة أمن إسرائيل تبرر كل هذا العدوان والقتل و التدمير؟
وما فعلته اسرائيل مع الأسد، فعلته كذلك مع صدام سابقا، والإثنان مستبدان في البطش، لكنهما بقيا عاجزين امام التهديدات والعدوان الإسرائيلي.
إن العدوان الإسرائيلي المتواصل على سورية أصبح ممارسة اعتادت عليها الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، واليوم، وقد انتهى حكم الأسد، وكان ذلك على ما يبدو باتفاق دولي، فإن القادمين الجدد لحكم سورية هم على المحك في مواجهة أمن واستقرار ووحدة أراضي سورية، وعليهم الدفاع عن كل ذلك، وهي لا شك مهمة صعبة، لكنها تتطلب إرادة وقرارا.
0 تعليق