بعد انتشاره فى أفريقيا ووصوله للدول الأوروبية...
الصحة العالمية تُطلق جرس الإنذار
الصحة والسكان: مصر فى حالة تأهب
حذر فى الأيام الأخيرة الماضية خبراء الفيروسات العالمية من تفشى سلالة جدرى القرود القاتلة فى بريطانيا، حيث أثارت الحالة الأولى فى المملكة المتحدة مخاوف من تفشى المرض، حيث يسعى المسئولون لاحتواء أزمة محتملة، وقد أصيب بريطانى بسلالة لم يسبق لها مثيل فى هذا البلد من قبل، والتى تقتل واحداً من كل 10 أشخاص مصابين، وتم اكتشاف الطفرة، التى يطلق عليها اسم clade 1b، بعد أن سافر مريض مجهول الهوية إلى المملكة المتحدة بعد قضاء عطلة فى أفريقيا فى 21 أكتوبر، وقبل ظهور الأعراض فى اليوم التالى، تم نقل المريض إلى وحدة عزل فى المستشفى الملكى فى شمال لندن، لكن كبار المتخصصين فى الفيروسات قالوا لصحيفة ديلى ميل إنه من المرجح أن يكون المريض الأول واحدًا من بين العديد من المرضى.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، كشف مسؤولو وكالة الأمن الصحى فى المملكة المتحدة أنهم لا يعرفون كيف أصيب الشخص المصاب بالمرض بالسلالة، لكن التحقيقات كانت «مستمرة»، وحثوا البريطانيين على عدم الذعر، إلا أنه تم اكتشاف حالات فى ألمانيا والسويد، لذا فمن المؤكد أن أى شخص سافر إلى أفريقيا ربما أصيب بالعدوى أيضًا، ولفتت الصحيفة إلى أن سلالة Clade 2 من جدرى القرود انتشرت عالميًا فى عام 2022، وقد تأثرت بلدان مثل جمهورية الكونغو، كما تم الإبلاغ عن حالات أيضًا فى بوروندى ورواندا وأوغندا وكينيا، ومع ذلك، يقول الخبراء إن معدلات الوفيات الناجمة عن سلالة 1B من وسط أفريقيا من غير المرجح أن تتكرر فى البلدان المتقدمة مثل المملكة المتحدة بسبب سهولة الوصول إلى الرعاية الصحية.
ولكن بعد مرور أيام من الحالة الأولى، قالت وكالة الأمن الصحى البريطانية، إن بريطانيا اكتشفت حالتين أخريين من سلالة جدرى القرود الجديدة بين مخالطى الحالة الأولى فى المنزل، ما يرفع العدد الإجمالى للحالات المؤكدة إلى 3 حالات، ووصفت الوكالة الحكومية، الوضع على السكان بأنه منخفض وإن المتغير Ib هو شكل جديد من فيروس جدرى القرود مرتبط بحالة طوارئ صحية عالمية أعلنتها منظمة الصحة العالمية فى أغسطس.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية فى أغسطس الماضى، أن جدرى القرود يمثل حالة طوارئ صحية عالمية، بعد انتشار سلالة جديدة من الفيروس بدأت فى جمهورية الكونغو وامتدت إلى الدول المجاورة، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه المنظمة، يأتى ذلك بعد أن أودى الوباء بحياة 548 شخصاً فى جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن فى كل مقاطعاتها.
إلا أنه منذ أقل من شهر، سجلت حالات جدرى القردة فى أفريقيا زيادة بنسبة 500% مقارنة بالعام الماضي، بحسب بيانات المراكز الأفريقية لمكافحة الأمراض، خاصة مع انتشار سلالة جديدة بدأت من الكونغو ووصلت إلى أوروبا، بل وتتزايد المخاوف من تحولها إلى جائحة إذا لم تتخذ تدابير عاجلة للسيطرة على الوضع، ولفت المركز إلى أن الوضع لا يزال خارج السيطرة، وما زلنا نشهد ارتفاعاً فى عدد الحالات بشكل عام»، ووفقا لبيانات المراكز، سجلت أكثر من 48 ألف حالة إصابة مشتبه بها، بما فى ذلك 1048 حالة وفاة منذ بداية العام، فى 19 دولة أفريقية، محذر من أن السلالة الجديدة قد تتحول إلى جائحة أخطر من كوفيد-19 إذا لم يتم احتواؤها.
وبرغم تلك التحذيرات، فإن مصر أعلنت عدم خلوها نهائيًا من هذا الفيروس اللعين، ففى أغسطس الماضي، أكدت وزارة الصحة والسكان أن مصر خالية من فيروس جدرى القرود، ولا يوجد حالات مصابة بالمرض حتى الآن، كما أنه تم توفير البروتوكول العلاجى الخاص بعلاج مرض جدرى القرود بمستشفيات الحميات بالجمهورية، مشيرة إلى أنه تم توزيع الدليل الإرشادى الخاص بالتشخيص والعلاج على جميع المستشفيات.
وأكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أن فيروس جدرى القرود معروف، ويمكن التعامل معه داخل مستشفيات الحميات الحكومية، مضيفاً أنه يمكن الوقاية منه عن طريق عدم مخالطة المرضى والبعد عن الأماكن المزدحمة، مؤكدًا أنه لا ينتشر بسهولة ولا ينتقل عبر الهواء لمسافات طويلة، ولكن عن طريق مخالطة المصابين بالفيروس لفترات طويلة وبشكل وثيق، وهو ما يجعل أنه من غير المرجح التحول لجائحة عالمية مثل كورونا، لافتاً إلى أن مرض جدرى القرود يمكن الوقاية منه، ومعظم الحالات المصابة تتعافى تمامًا، ولكن قد تكون الإصابات شديدة فى بعض الحالات، ويمكن أن تطول فترة النقاهة.
كما أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية حالة التأهب لمكافحة انتشار مرض جدرى القرود، من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية والاحترازية الخاصة بإدارات الحجر الصحى فى كافة المطارات والموانئ والمعابر البرية، وتنشيط الإجراءات الصحية الوقائية المقررة عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية.
بدايته
قال الدكتور شريف حتة، استشارى الطب الوقائى والصحة العامة، إن مرض «الجدرى» كان موجوداً فى السبعينات، وكان له تطعيماً، واختفى فى أوائل الثمانينات مثل شلل الأطفال، مشيراً إلى أن مرض «جدرى القرود» مشابه له فى الأعراض وطرق الانتقال، لكن الوسيط مختلف، وينتقل عن طريق القردة والقوارض مع الملامسات، موضحًا أنه يأتى من ملامسة الحيوانات المصابة، أو من لدغ أو لمس القوارض، أو ملامسة شخص آخر مصاب بشكل مباشر، ولمس الطفح الجدرى ولمس السوائل التى تخرج من جلد الشخص المصاب.
وأضاف «حتة» أن العدوى تنتقل من إنسان مصاب لآخر صحيح، عن طريق الرذاذ واللمس المباشر، لافتاً إلى أن مرض جدرى القرود ينتشر فى القارة الأفريقية أكثر، نظراً لوجود بيئة الحيوانات من القردة والقوارض والزواحف، لافتاً إلى أن أعراض جدرى القرود مشابهة لأعراض الفيروسات التنفسية؛ إذ يحدث رشح وصداع وارتفاع فى درجة الحرارة، ويكون علاجه عن طريق علاج للعرض.
وأضاف أنه بعد «كورونا» أصبح هناك ذعر عند المنظمات العالمية، فأصبح أى مرض ينتقل من إنسان لإنسان سيسبب وباء من خلال الجهاز التنفسي، إلا أن مصر أصبح لديها وعى أكثر نتيجة تجربة كورونا، كما أنه توجد لدينا إجراءات احترازية فى الحجر الصحي، بالإضافة إلى اللقاحات الطبية.
أعراضه
ويقول الدكتور محمد حمدى، أن جدرى القرود هو مرض فيروسى نادر، ويمكن الإصابة به من خلال الاتصال الجسدى الوثيق مع شخص تظهر عليه الأعراض، كالطفح الجلدى وسوائل الجسم (مثل السوائل أو القيح أو الدم من الآفات الجلدية)، كما يمكن للفيروس أيضا أن ينتشر من امرأة حامل إلى الجنين عبر المشيمة، أو من والد مصاب إلى طفل أثناء الولادة أو بعدها عن طريق ملامسة الجلد للجلد.
وتابع «حمدى»: ويظهر المرض على هيئة طفح جلدى يبدأ فى الرأس وينتشر فى باقى أجزاء الجسم ومظهر الحباية لها «نقره» فى النص ممتلئة بالصديد، مع أعراض مثل الحمى والتعب العام، وأحيانًا يصل لتورم الغدد الليمفاوية، لافتًا إلى أن الحبوب تظهر بعد الإصابة بالفيروس بحوالى من 10 لـ14 يوماً ومن الممكن أن تصل لـ21 يوماً.
وأشار «حمدى» إلى أن هذا المرض بدأ ظهوره فى أفريقيا، إنما مؤخرًا بات يسجل حالات فى دول أخرى ومنها مصر، وذلك لأن العدوى أصبحت تنتقل من خلال الاتصال المباشر مع سوائل الجسم المصابة أو استخدام أدوات مشتركة مثل المناشف أو الملايات، ومن ضمن الأعراض هي الحمى، والطفح الجلدي، وتورم العُقَد الليمفاوية، والصداع، وآلام العضلات والظهر، والقشعريرة، والشعور بالتعب، وبعد مرور يوم إلى أربعة أيام من بداية الشعور بالحمى، يبدأ ظهور طفح جلدي، كما أنه لا يوجد علاج محدد لجدرى القرود، لكن الأعراض غالبًا تختفى لوحدها بعد فترة، منوهًا على أنه من أهم سلبياته هو أنه يقلل المناعة وحدوث عدوى بكتيرية وفيروسية أخرى مصاحبة له، ومن طرق الوقاية هو تجنب الاتصال بالحيوانات المصابة أو الأشخاص المصابين المرض.
ومن جانبه، أوضح الدكتور الصيدلى أحمد صقر، أنه لا يوجد فى مصر أى حالات مصابة بالفيروس، محذرًا من بعض العلامات التى تدل على الإصابة بهذا الفيروس، منها تورم فى الغدد الليمفاوية، لافتًا إلى أن فيروس جدرى القرود ينتج عن فيروسات الهربس، ويبدأ الطفح الجلدى للفيروس من يوم إلى خمسة أيام من الاصابة ثم يبدأ فى الظهور على الوجه ثم ينتشر فى أجزاء الجسم، كما أنه ينتقل من حيوان إلى انسان ومن إنسان إلى إنسان ومن مواد مصابة بالفيروس مثل الأقمشة وغيرها، ومن الممكن أن تصل فترة حضانة الفيروس لـ3 أسابيع، متمنيًا ألا يصل هذا الفيروس لمستوى الجائحة مثل كورونا.
0 تعليق