مواطنون: خدعة كبيرة.. الأسعار مبالغ فيها والبضاعة رديئة
ينتظرها التجار للخروج من الركود والكساد
مع حلول شهور نهاية العام تبدأ عروض التخفيضات، الجميع من التجار وأصحاب المحلات والشركات الكبرى تعلن عبر سلسلة متاجرها عن عروض ضخمة وتخفيضات كبرى، خاصة فى شهر نوفمبر وديسمبر من كل عام بخصومات تصل إلى 70% وهى ما تعرف عالميا بتخفيضات «البلاك فرايداى» أما فى وطننا فيطلق عليها تخفيضات «الجمعة البيضاء» ومهما اختلفت المسميات فهناك الكثير من المشترين والزبائن يقومون بانتظارها كل عام لشراء ما يريدون من أجل الحصول على أكبر قدر من الخصومات، فى تلك الفترة، ولكن هل تكون هذه الخصومات حقيقية أم تقوم الشركات والتجار برفع أسعار السلع قبلها بفترة قصيرة ثم فى فترة الخصم يتم إعادة المنتج لسعره الأصلى وهو ما نلاحظه مع خصومات نهاية العام؟
وفى هذا السياق حذر مصطفى عبد الرحمن خبير التسويق والمبيعات، من أن هناك عروضا كبيرة فى نهاية العام تكون وهمية ويكون هو نفس سعرها قبل الزيادة ويتم خصم الزيادة، وهو فخ كبير يقع به كثير من المواطنين خاصة الشباب صغار السن وفئة السيدات حيث أغلب العروض تكون فى هذه الفئة، من أجل جذبهم بشكل كبير للشراء، ويتم تمويل حملات إعلانية ضخمة من كبرى الشركات على تلك العروض من أجل إقناع العميل بأنها عروض حقيقية ولكنها فى حقيقة الأمر لا تكون عروضا، ولكن هو نفس سعر المنتج الأصلى، وفى السنوات الأخيرة نجحت شركات التجارة الإلكترونية مثل «أمازون ونون وجوميا» وهى كبرى الشركات فى ذلك المجال فى تحقيق مبيعات قياسية خلال الجمعة البيضاء فى مصر وتصل إلى مبالغ ضخمة خاصة أن مصر تضم أكبر سوق فى الشرق الأوسط من الناحية الاستهلاكية، وتضم عدد سكان كبيرا بجانب الوافدين، ويتم تنظيم حملات إعلانية ضخمة لسوق الجمعة البيضاء كل عام تتخطى ميزانيته الملايين من الجنيهات من الشركات إلى جانب عروض جانبية أخرى تستغلها شركات التجارة الإلكترونية من أجل جذب الزبائن مثل أكواد خصم هدية والشحن مجاناً.
مضيفاً أنه فى تلك الفترة فى نهاية العام يتم الإعلان عن أكبر عدد من العروض للشركات وهناك بعض الخصومات تكون حقيقية ولكن عددها قليل جداً، مقارنة بالآخرين، ويجب على المشترين محاولة مقارنة الأسعار بين الشركات وبعضها وأيضاً مقارنة نسبة الخصم لأنه تكون أحياناً ضعيفة ويكون حساب الشحن مرتفع وبالتالى لا يكون الخصم مجزياً لصاحبه وأيضاً شراء ما يحتاجه فقط وخاصة النساء لأن بعضهم يشترى أشياء كثيرة لا يحتاجها، وهو ما يشكل مكاسب وأرباحا ضخمة للشركات ولكن على حساب العملاء وخاصة فى الفترة الحالية يجب شراء ما تحتاجه فقط.
وقال يوسف مصطفى صاحب معرض أجهزة منزلية بالمهندسين بالجيزة، إن عروض نهاية السنة تبدأ مع «الجمعة البيضاء» فى نوفمبر تكون معظمها بالنسبة لسوق الأجهزة المنزلية تكون حقيقية ولكن الخصومات تتراوح ما بين 2000-3000 جنيه فقط لا أكثر لأن هامش الربح لا يتخطى 30% بالنسبة للتاجر قائلاً «شاشة التليفزيون اللى بـ20 ألف جنيه ممكن تلاقيها فى عروض الجمعة البيضاء بـ18 ألف جنيه، ومثلا الغسالة إلى بـ15 ألف تكون بـ12 ألفا وهكذا ولكن أكثر من ذلك يكون هناك مغالاة فى السعر الأصلى من الأساس مثال أن شاشة ثمنها 20 ألف البائع يكتبها بـ23 ألف جنيه ويحصل تخفيض على ثمنها إلى 18 ألف جنيه وهنا تعرف أن العرض وهمى انه فى خصم ولكن هو نزل كتير فيها لأنه مش سعرها الأصلى للبيع وهنا المشكلة اللى دايماً بعض المحلات والمتاجر بتعملها، ولذلك السعر الحقيقى للسلعة والخصم عليها لا يتخطى 3 آلاف جنيه أكثر من ذلك هى مغالاة من البائع لا أكثر ويجب على الزبائن الحذر من الخصومات الكبيرة، لأنها تكون وهمية وهناك سبب آخر للخصومات فى نهاية العام هو أن معظم التجار والموردين يحتاجون إلى سيولة نقدية لتسديد الديون الأجلة للشركات وغيره وبذلك يحتاج إلى مبيعات أكثر فيستغل عروض الجمعة البيضاء ويقوم أحياناً بخصومات حقيقية لتوفير سيولة نقدية لسداد ما عليه من التزامات وأحياناً تجد عروض ضخمة وخصم كبير لذلك السبب».
وعلى الجانب الآخر اشتكى عدد من المواطنين من العروض الوهمية لنهاية الموسم على جروبات السوشيال ميديا للتحذير من تلك العروض، وقال عبد الرحمن محمد إن هناك عروضا وهمية من إحدى شركات التجارة الإلكترونية لخداع الناس ونشر صورة قبل وبعد التخفيضات حيث كانت لأحد الأحذية وكان السعر قبل الخصم أقل من السعر بعد الخصم فى تخفيضات الجمعة البيضاء، وهو ما يوضح أن هناك تلاعبا كبيرا فى الأسعار خلال تلك الفترة، وقال حسن سامى عبر «السوشيال ميديا» إنه لاحظ أن العروض الوهمية انتشرت بشكل كبير لبعض المنتجات مثل الموبايلات وكان هناك موبايل ثمنه 5 آلاف جنيه قبل الجمعة البيضاء ولكن بعد التخفيض وصل إلى 5200 جنيه بدلاً من 6000 جنيه وهو ما يوضح أن الأسعار أكثر فى فترة التخفيض ولكن يتم استخدام حيلة الجمعة البيضاء لتخفيضات وهمية.
وذكر موسى نصر عبر أحد «الجروبات» لـ«السوشيال ميديا» عن تعرضه لعرض وهمى من كبرى شركات الأحذية الرياضية، حيث إنه حصل على عرض على حذاء رياضى بسعر 2500 جنيه بدلاً من 5000 جنيه وبعد حصوله على العرض فوجئ أن أحد المحلات يبيعه بسعر 1500 جنيه، وعندما طلب إرجاع المنتج رفض المحل المشهور لعدم وجود عيب فى المنتج مما دعاه بالتقدم إلى جهاز حماية المستهلك لتحرير مخالفة لأنه على حد قوله تعرض لعملية نصب من قبل الشركة خاصة أن الفارق كبير حوالى ألف جنيه.
وقالت ندى على إنها اشترت فستانا من إحدى الصفحات المشهورة عبر «فيس بوك» فى عروض الجمعة البيضاء وتم إرسال الصور والفيديو لفستان بشكل جيد إليها وقامت بالدفع عبر خدمة «الكاش فون»، وبعد إيصال المنتج إليها فوجئت أنه من خامات رديئة جدا وطلبت إرجاعه ولكن قامت إدارة الصفحة بعمل حظر لها ولم يتم الرد وقامت بتقديم شكوى ضد الصفحة فى حماية المستهلك وحذرت الآخرين من التعامل معهم مرة أخرى حتى لا يقعوا فى نفس الفخ.
وقالت سلوى على عبر أحد «الجروبات» لـ«فيس بوك» أيضاً إنها تعرضت لنصب من إحدى الصفحات الكبرى لبيع منتجات التجميل عبر «السوشيال ميديا» وهى صفحة كان يروج لها أحد «البلوجر» المشهورين لمنتجاتهم وطلبت منهم أوردر بمبلغ 2000 جنيه كعرض للجمعة البيضاء بدلاً من 3500 جنيه إجمالى سعر المنتجات، ولكن بمجرد أن وصلتها المنتجات اكتشف أن جودتها سيئة وغير أصلية وعندما طلبت إرجاعهم أبلغوها أن منتجات التجميل لا تسترد نهائياً وأعلنت أنها مصدومة من سوء المنتجات وطريقة تعاملهم معها ونصحت الآخرين بعدم التعامل لأن هناك غشا كبيرا فى مسألة بيع منتجات التجميل لأنها لا تستبدل ولا تسترجع نهائياً وبالتالى ستذهب أموالك هباء.
وحذرت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعى لجمعية حماية المستهلك، المواطنين من الانسياق وراء العروض الوهمية والخصومات الكبرى من الشركات فى نهاية العام فى ظل الأزمة الاقتصادية حالياً وأنه ليست هناك رفاهية خسارة الأموال فى تلك الظروف خاصة أن معظم المشترين عبر الإنترنت من الفئات العمرية الصغيرة، ويجب مقارنة الأسعار قبل فترة بسيطة من الجمعة البيضاء وبعدها لبيان نسبة الخصومات، وشراء ما تحتاجه فقط، والإبلاغ عن أى مخالفات فى حالة التعرض للنصب أو عروض وهمية حتى يكون هناك ردع للمخالفين بالقانون، ويكون هناك توعية ورقابة صارمة من جهاز حماية المستهلك وعقوبات مغلظة ضد المخالفين، ودائماً ما تكون فترة الجمعة البيضاء مليئة بالمخالفات والإعلانات المبهرة للعروض والخصومات لخداع عدد كبير من المواطنين بالشراء، وللأسف يقع الكثير فى ذلك الفخ.
ووفقًا للموقع الرسمى لجهاز حماية المستهلك، شملت التحذيرات ما يلى فى عروض وتخفيضات نهاية العام وعلى رأسها الجمعة البيضاء، ضرورة الحذر من الإعلانات الكاذبة والعروض المضللة، وعدم المشاركة فى المسابقات قبل التأكد من إخطار الجهاز، وتحذيرات جهاز حماية المستهلك للتجار والموردين، ووجّه الجهاز تحذيراته للتجار والموردين، مؤكدًا ضرورة التزامهم بقانون حماية المستهلك خلال فترة التخفيضات، وحذر من التلاعب بالعروض أو الأسعار، تحت طائلة المساءلة القانونية.
وألزم القانون المخالفين لقواعد جهاز حماية المستهلك بغرامة مالية تبدأ من 10 آلاف جنيه وتصل إلى 500 ألف جنيه، أو بما يعادل قيمة المنتج المخالف، وأكد الجهاز أهمية الإبلاغ عن المخالفات فى حال التعرض لأى غش تجارى، داعيًا المستهلكين الراغبين فى الاستفادة من التخفيضات إلى التواصل عبر الخط الساخن 19588، أو من خلال التطبيق الرسمى للجهاز المتاح على المتاجر الإلكترونية، أو عبر موقعه الرسمى.
ووجّه جهاز حماية المستهلك عدة نصائح هامة عند الشراء من المواقع الإلكترونية فى الجمعة البيضاء 2024 وكانت قبل إدخال أى معلومات، تأكد من صحة البيانات وتفاصيل البطاقة الائتمانية الخاصة بك، واختر المواقع التى تحظى بسمعة جيدة، واقرأ شروط البيع والاسترجاع بدقة لتفادى أى مشاكل لاحقًا، واطبع نسخة من أمر الشراء واحتفظ بها للرجوع إليها عند الحاجة، تجنب مشاركة بيانات البطاقة عبر البريد الإلكترونى أو الرسائل النصية، ويفضل استخدام بطاقة واحدة مخصصة لعمليات الشراء عبر الإنترنت.
وكشف تقرير للاتصالات والتكنولوجيا، صادر عن وزارة الاتصالات، خلال الربع الأول من العام الجارى 2024، أن 61% من الأفراد الذين يقومون بالشراء عبر الإنترنت فى مصر يستخدمون صفحات موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» فى عمليات الشراء، يليهم الأفراد الذين يقومون بالشراء عبر مجموعات «واتس آب»؛ حيث وصلت نسبتهم 31.8%.
أضاف التقرير أن النسبة الباقية توزعت على مواقع الشركات المختلفة وبقية المنصات وغيرها من مواقع التجارة الإلكترونية.
فى حين بلغت نسبة الأفراد الذين يستخدمون الإنترنت فى شراء ملابس وأحذية ومعدات رياضية 48.8%، ثم منتجات الطعام بنسبة 20.7%، ثم نحو 20.3% يستخدمون خدمات أوبر وكريم و11% يقومون بشراء مستحضرات التجميل.
بحسب بيانات مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، فإن حجم التجارة الإلكترونية فى السوق المصرية تجاوز 93 مليار جنيه فى 2021، ونما بنسبة 30% خلال عام 2022 ليصل إلى نحو 121 مليار جنيه، حيث تعكس هذه الأرقام حركة البيع والشراء المسجلة، أى التى تتم عن طريق المحافظ البنكية وكروت الدفع والائتمان.
إنفوجراف:
طبقاً لبيانات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عن الربع الأول لعام 2024:
61% من المشترين عبر الإنترنت فى مصر على فيسبوك.
48% من المشترين عبر الإنترنت للملابس والأحذية والمعدات الرياضية.
11% من المشترين عبر الإنترنت لمستحضرات التجميل.
20% من المشترين عبر الإنترنت للطعام.
121 مليار جنيه حجم التجارة الإلكترونية فى مصر لعام 2022.
94% من المشترين يفضلون خدمة الدفع عند الاستلام «كاش».
60% من المشترين من الحضر بينما فى الريف 40% عبر الإنترنت.
0 تعليق