كيف تأثرت العراق بالأزمة السورية؟.. باحث سياسي يكشف التفاصيل (خاص)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الباحث السياسي العراقي عائد الهلالي، إن المنطقة تشهد تداعيات كبيرة نتيجة للأزمة السورية التي اندلعت عام 2011، وقد كان  العراق واحدا من الدول التي تأثرت بشكل مباشر بهذه الأزمة نظرًا للتشابك الجغرافي والسياسي بين البلدين، ففي البداية، كان للتفشي المتسارع للجماعات الإرهابية في سوريا تأثيرات مباشرة على أمن العراق.

تنظيم داعش استغل الفوضى في سوريا لتوسيع نفوذه 

 

وأضاف الهلالي في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، أن تنظيم "داعش" استغل الفوضى التي عمت الأراضي السورية لتوسيع نفوذه، وفي عام 2014 اجتاح التنظيم أجزاء كبيرة من العراق، مما تسبب في نزاع طويل الأمد بين القوات العراقية والتنظيم. 

ولفت “الهلالي” إلى أن هذه الفوضى كانت بمثابة عامل مشترك بين سوريا والعراق، حيث زاد انتقال مسلحي داعش عبر الحدود وكذلك التنسيق بين الجماعات المتطرفة، مما ساهم في تفاقم الوضع الأمني بالعراق.

وأوضح الباحث العراقي، أنه إلى جانب ذلك، شهد العراق تدفقًا كبيرًا للاجئين السوريين بسبب النزاع المستمر في سوريا، ورغم أن العراق استضاف العديد من هؤلاء اللاجئين، إلا أن هذا التدفق شكل تحديًا كبيرًا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، فقد فرضت زيادة عدد السكان ضغوطًا كبيرة على البنية التحتية والخدمات العامة في العديد من المناطق الحدودية، ما أدى إلى تفاقم الوضع الاجتماعي والاقتصادي في العراق، حيث تأثرت القطاعات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم بشكل واضح.

من جهة أخرى، أشار “الهلالي” إلى أن النزاع السوري فتح الباب لتدخلات إقليمية ودولية في الشأن العراقي، حيث دعمت إيران الفصائل العراقية مما أثر على التوازن السياسي والأمني الداخلي، بينما كانت تركيا قلقة من تصاعد النفوذ الكردي في سوريا، وهو ما دفعها إلى تنفيذ عمليات عسكرية على الحدود العراقية السورية، وهو ما انعكس سلبًا على الوضع الأمني في العراق.

وتابع: الأزمات الاقتصادية التي عصفت بكل من العراق وسوريا بسبب الحرب انعكست بشكل كبير على الوضع الاقتصادي في العراق، فقد تسبب تدمير البنية التحتية وتوقف التجارة عبر الحدود في تأثير بالغ على الاقتصاد العراقي، خاصة في المناطق التي تعتمد على التبادل التجاري مع سوريا.

كما تعطلت العديد من الممرات التجارية الحيوية التي كانت تمر عبر الأراضي السورية، مما زاد من صعوبة الوضع الاقتصادي في العراق.

وأخيرًا، كانت الأوضاع الأمنية على الحدود بين العراق وسوريا أكثر تعقيدًا، حيث تزايدت تهديدات التسلل والعمليات اللوجستية بين الجماعات المسلحة عبر الحدود، ما أسهم في تصاعد التوترات في المناطق الحدودية.

واختتم مشيرًا إلى أن التداعيات التي خلفتها الأزمة السورية على العراق ما زالت مستمرة حتى اليوم، سواء على الصعيدين الأمني أو الاجتماعي أو الاقتصادي. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق