يصدر قريبًا للروائية والقاصة نهلة عبد السلام مجموعتها القصصية "كل الأكاذيب" عن بيت الحكمة للثقافة، في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56 تتضمن المجموع عددًا من القصص منها: ملعقة لتقليب المواجع، الحالة صامت، حادثة دقدق، وبيجاما شورت.
وقالت القاصة نهلة عبد السلام "لدىّ مخاوف من كتابة القصة القصيرة، وذلك يرجع لأسباب عديدة أهمها فكر التكثيف، وأنا أميل أكثر إلى كتابة الرواية، وذلك يرجع الى طبيعتي في ممارسة الحكي، والذي يناسب مقومات الرواية التي أراها دومًا أقرب إلى شخصيتي وتكويني، غالبًا أهرب من كتابة القصة القصيرة، وبالرغم من هذا بدات أكتب منذ فترة قصيرة عدد من القصص القصيرة كل منها تناقش قضية مختلفة عن الاخرى.
وذهبت عبد السلام للتأكيد على أن أغلب شخصيات المجموعة القصصية وأبطالها جاءت بصوت الرجل، وذلك خشية اتهامي بالنسوية وبالرغم أننا نحتاج إلى أن نطرح قضايانا التى تخصنا، لكن قناعاتي تجعلني ضد التصنيف بشكل عام، لذا جاءت أغلب قصصي بصوت الرجل.
حادثة دقدق
اشارت نهلة عبد السلام إلى ان لدى واحدة من القصص المرتبطة بها ذهنيا وهي: "حادثة دقدق " تعد أحب القصص لي، لم تأخذ وقت في كتابتها فقد جاءت دفقة واحدة، ولم اغير فيها حرف، تناقش قضايا العدالة في حياتنا اليومية، وكيف تلعب الحياة دورها كقاضي لتحقيق مفهوم العدالة.
"بيجاما شورت "
أما عن قصة "بيجامة شورت " فهي تسرد تفاصيل انزعاج شاب نتيجة زواج والدته المنفصلةعن والده ليتكشف مع الوقت ان حالة الزواج التى حدثت كانت من والده، وهذا ما جعله منزعجا نتيجة انطباعات ومواقف والدته السلبية عن والدته والذي ورثها.
وجاء في بيان مؤسسة بيت الحكمة "في الشُّرفة كان صخب السيارات وضجيج المارة يصعد من شارع لا يكف عن ابتلاع اللحظات، وبلا مضْغ، ودون هضم يتخلص منها، وبذاكرة سمكة لن يسعه رثاءها بعد، وامرأة تستند إلى حافة جدار واطئ، طفَت شروخ دقيقة إلى سطحه، ومنه تسربت إلى روحها، فلمَّا توغَّلت؛ تفرَّعت، صارت إلى شجرة، وبلا مبالاة اجتثها الحطاب، ولأنها ليِّنة طيِّعة؛ خضعت لِمَا أراده لها من هيئة، فباتت مقاعد تشغل شرفات، نبت لها عيون وآذان، فأدركت كيف تصير مثيلاتها إلى أشجار".
الحكي وسيلة المأزوم للخروج من مأزقه، وهنا في "كل الأكاذيب" نجد الكاتبة تمنح بطلاتها فرصة للتعبير، وللبوح بقصص لا يكاد يمر يومٌ إلا وتحدث. إننا أمام حياة بلا أي رتوش تجميلية، ندرك من خلالها، أن طريق الكذب يقود -في نهاية الأمر- إلى الحقيقة التي لا مفر منها.
0 تعليق