أفادت وكالة "سبوتنيك"، اليوم الاثنين، بأن انفجارات عنيفة هزت محافظتي حماة وحمص وسط سوريا، ناجمة عن غارات جوية نفذها الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع عسكرية في المنطقة.
ووفقًا لمصادر محلية، استهدفت الغارات عدة مواقع عسكرية يُعتقد أنها تضم مخازن أسلحة ومراكز لوجستية، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المواقع المستهدفة، بينما سُمعت أصوات الانفجارات على نطاق واسع في المناطق المجاورة، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المدنيين.
من جهته، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجانب الإسرائيلي حول الغارات، وهو ما يتماشى مع سياستها المعتادة بعدم تأكيد أو نفي الضربات التي تنفذها داخل الأراضي السورية.
وتأتي هذه الغارات في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات أمنية متسارعة، خاصة بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد وسيطرة المعارضة السورية المسلحة على العديد من المناطق، بما في ذلك العاصمة دمشق، ويُعتقد أن إسرائيل تسعى عبر هذه الضربات إلى منع نقل أسلحة متطورة أو تعزيز نفوذ القوى المدعومة من إيران في سوريا، لا سيما بعد التغيرات الأخيرة على الأرض.
في السياق نفسه، أشارت تقارير إعلامية إلى أن الغارات تركزت على مواقع يُعتقد أنها تابعة لفصائل موالية لإيران، التي تُعتبر أحد أبرز حلفاء النظام السوري السابق، ورغم الغموض الذي يكتنف طبيعة الأهداف، فإن المراقبين يرون أن الضربات تأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية لمنع أي تموضع عسكري جديد قد يشكل تهديدًا لأمنها.
ويُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها محافظتا حماة وحمص لغارات جوية إسرائيلية، حيث سبق أن استهدفت إسرائيل مرارًا مواقع تعتبرها تهديدًا لأمنها القومي، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتأثير التحولات السياسية والعسكرية في سوريا على ميزان القوى في المنطقة.
إدارة الشؤون السياسية في دمشق: العقوبات تؤثر على الشعب السوري وندعو لرفعها فورًا
أفادت وسائل إعلام عربية أن المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية في دمشق، عبيدة أرناؤوط، دعا إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن المتضرر الأكبر منها هو الشعب السوري، وأضاف أرناؤوط: "على المنظمات الإنسانية أن تتحمل مسؤولياتها في التخفيف من معاناة الشعب السوري"، مؤكدًا أن الحكومة السورية منفتحة على التعاون مع العالم بما يحقق النفع للسوريين ويعيد لسوريا موقعها الطبيعي على الصعيدين العربي والدولي.
وفي تصريحاته، أشار أرناؤوط إلى أن هناك تحركات لإعادة صياغة مستقبل البلاد، حيث سيتم تشكيل لجنة لإعادة النظر في الدستور الحالي، وصرح قائلاً: "نعمل على صياغة دستور جديد يتوافق مع طبيعة المجتمع السوري وتطلعات أبنائه، ويساهم في تحقيق شكل حكم يعكس إرادة الشعب بشكل عادل وفعّال".
كما وجّه المتحدث دعوة إلى السوريين المغتربين حول العالم للمساهمة في إعادة إعمار وطنهم، مشددًا على أهمية دورهم في المرحلة المقبلة، وأضاف: "نحن بحاجة إلى تضافر جهود جميع السوريين، سواء في الداخل أو الخارج، لإعادة بناء سوريا على أسس جديدة تضمن حياة كريمة ومستقبل أفضل".
تأتي هذه التصريحات في ظل محاولات الحكومة السورية لفتح صفحة جديدة مع المجتمع الدولي بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها البلاد مؤخرًا، وسط دعوات لإعادة النظر في السياسات والعلاقات الخارجية بما يتناسب مع متطلبات المرحلة المقبلة.
0 تعليق