عربي ودولي
0
فرص متنوعة للتعاون في عدد من المجالات..وزير الخارجية السويدي يتحدث لـ الشرق -تصوير: أحمد بركات
❖ عواطف بن علي
■ حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم ومستدام
■ نثمن دور قطر البناء في الوساطة لحل النزاعات
■ وفد قطري يبحث فرص الاستثمار في السوق السويدية
■ نعمل على بحث إمكانيات توسيع آفاق التعاون الاقتصادي
■ مشاورات سياسية لبحث الجهود في عدد من القضايا المشتركة
■ الدوحة أصبحت منصة لمناقشة الحلول الأكثر إبداعًا
أكد سعادة السيد داغ هارتيليوس وزير الدولة للشؤون الخارجية في مملكة السويد أن العلاقات بين قطر والسويد تشهد تطورا ملحوظا في ظل وجود فرص عديدة للتعاون في عدد من المجالات كالتجارة والدفاع وتكنولوجيا المعلومات والاقتصاد الأخضر. وشدد سعادته في حوار مع "الشرق" أن الزيارة الناجحة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة السويد تعد خطوة مهمة لتطوير التعاون وتعزيز العمل المشترك في عدد من المجالات خاصة في مجال الوساطة والعمل الدولي. وثمن وزير الدولة للشؤون الخارجية في مملكة السويد الدور القطري في حل الأزمات بطرق سلميّة مشددا أن الوساطة القطرية بناءة ومفيدة في مناطق الصراع في الشرق الأوسط وخارجه. واستعرض سعادة السيد داغ هارتيليوس وزير الدولة للشؤون الخارجية في مملكة السويد فرص التعاون والاستثمار بين البلدين موضحا أن الزيارات المتبادلة توفر فرصا لتبادل الخبرات وبحث إمكانيات توسيع آفاق التعاون. وفيما يلي تفاصيل الحوار كاملا:
- كيف ترى التطور في العلاقات بين قطر والسويد خاصة بعد زيارة حضرة صاحب السمو الى بلادكم؟
شهدت العلاقات بين قطر والسويد تطورا مهما خاصة بعد الزيارة الناجحة للغاية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى مملكة السويد في سبتمبر الماضي. كانت الزيارة مناسبة للاتفاق بين سمو الأمير ورئيس وزراء السويد على تطوير التعاون ومثلت خطوة مهمة لتعزيز العمل المشترك في عدد من المجالات على غرار الدفاع والأمن، والتكنولوجيا المتقدمة، والعلوم الحياتية، والنقل، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في السياسة الدولية والقانون الدولي.
كما أن وجودنا هنا مع وفد رسمي سويدي للمشاركة في منتدى الدوحة وعقد مجموعة من اللقاءات مع المسؤولين القطريين يأتي في اطار العمل على دفع العلاقات الثنائية الى أفق أوسع. الى جانب تبادل الزيارات هناك مشاورات سياسية بين وزارتي خارجية البلدين لبحث الجهود المشتركة في عدد من القضايا والملفات.
- فرصة جديدة للتعاون
كما ذكرت هناك مشاورات سياسة على مستوى وزارتي الخارجية القطرية والسويدية ما هي أهم النتائج التي تم تحقيقها. وهل يمكن أن نرى لجنة عليا مشتركة بين البلدين؟
انعقاد واستمرار المشاورات السياسية على مستوى وزارتي خارجية البلدين أمر مهم جدا لفتح باب التواصل والحوار بشكل جيد للغاية. بعد ثلاث سنوات من انعقاد المشاورات الثنائية اعتقد انها أداة فعالة جدًا لمناقشة ما يحدث في العالم وأيضًا كيف يمكن للسويد وقطر تحقيق تعاون أفضل لتعميق علاقاتنا الثنائية. ومناسبة مهمة لبحث ومناقشة كامل نطاق القضايا التي تهم كلا من قطر والسويد. واظن ان التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين من شأنه أن يطرح أشكالا جديدة للتعاون والتواصل على جميع المستويات والمجالات.
لعبت قطر دورا مهما في قضايا الوساطة مثل حرب غزة، أفغانستان وأوكرانيا وغيرها. كيف تنظرون إلى هذا الدور وما هي فرص التعاون مع السويد في مجال الوساطة واحلال السلام؟
حسنًا، أولاً وقبل كل شيء، اسمحوا لي أن أعرب عن إعجابي بالدور القطري في حل الأزمات بطرق سلميّة. ان دور قطر في فض النزاعات بناءً ومفيد ونشط للغاية فالدبلوماسية القطرية تمثل منصة ووسيطا وميسرا في مناطق الصراع هنا في الشرق الأوسط أو بين روسيا وأوكرانيا، بالنسبة لنا كدولة أوروبية من المهم للغاية دعم كل ما يقربنا من السلام وفض النزاعات عن طريق الوساطة.
كان هناك اتفاق خلال زيارة صاحب السمو الى السويد على ضرورة تعميق تعاوننا عندما يتعلق الأمر بتجارب الوساطة والمعرفة في النزاعات الدولية. لذا لدينا هنا اليوم وفد من أحد المعاهد السويدية يتبادل التجارب والخبرات في هذا المجال. ويبدو أن هناك درجة عالية من التوافق بين التجربة القطرية والسويدية. يتمتع القطريون بخبرة طويلة وكبيرة في الوساطة ولدى السويد تجاربها الفريدة والخاصة جدًا حيث يمكننا إثراء بعضنا البعض في هذا المجال.
- الوساطة وإحلال السلام
ما هو موقفكم من حرب غزة والصراع في لبنان أيضا؟كيف تعاملت السويد مع هذا التحدي في الشرق الأوسط؟
نحن قلقون مما يحدث في غزة، إنها مأساة كبيرة، وبالطبع هناك معاناة إنسانية والتطورات التي تحدث في لبنان كذلك مقلقة. نحن بحاجة إلى السلام، ونحتاج إلى عودة الرهائن، ونجد انه من الضروري وقف إطلاق النار، ونحتاج إلى وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة لأن الناس في وضع رهيب. نحن بحاجة إلى طريقة للمضي قدمًا نحو حل الدولتين. وبالطبع نحن نشيطون سواء على الصعيد الثنائي أو من خلال الاتحاد الأوروبي في تقديم المساعدات والدعم. لكن الاكيد أن حل الدولتين هو السبيل الوحيد القابل للتطبيق للمضي قدماً نحو سلام دائم ومستدام.
في ظل تواصل الحرب في أوكرانيا ما هو موقفكم من هذا الصراع وما هي التحديات المفروضة عليكم في أوروبا؟
أوكرانيا ضحية لغزو واسع النطاق من قبل روسيا، مما أدى إلى انتهاك سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية. وبالطبع، باعتبارها جارة، فهي قريبة جدًا منا و نحن نتأثر بالوضع. نحن بحاجة إلى إيجاد حل وبالطبع فإن الحل الأفضل هو أن تسحب روسيا قواتها لأنها موجودة بشكل غير قانوني هناك. ندعم أوكرانيا، ونحن نشطون للغاية في تقديم الدعم المالي والعملي، بما في ذلك الدعم العسكري حتى تتمكن من الوقوف ضد روسيا. لأن هذه الحرب تؤثر على أمننا إلى حد كبير للقرب الجغرافي.
- فرص استثمارية
على المستوى الاقتصادي ما هو حجم التجارة الحالي بين قطر والسويد؟كم عدد الشركات السويدية العاملة في قطر وما هو القطاع الأكثر نشاطًا اقتصاديًا بين البلدين؟
حجم التجارة ليس كبيرًا جدًا في الوقت الحالي يبلغ 1.55 مليار ريال قطري أعتقد أن لدينا الآن فرصة لرؤية هذه الأرقام تنمو حقًا نتيجة لزيارة صاحب السمو وإبرام الاتفاقيات. هناك فرص متنوعة في عدد من المجالات كالتجارة والدفاع وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والبنية التحتية والنقل والاقتصاد الأخضر ولدينا ما يقارب 50 شركة سويدية عاملة في قطر.وسيكون هناك وفد قطري من وكالة الاستثمار القطرية سيزور السويد لبحث إمكانيات التعاون المشترك. لذلك أعتقد أننا سنرى المزيد من التعاون الاقتصادي في المستقبل.يمكننا أيضًا أن نرى أن عددًا متزايدًا من السياح السويديين يأتون إلى قطر.هناك مجموعة من المشاريع والمقترحات الاقتصادية التي تتم مناقشتها الآن، ولم يتم الانتهاء منها، ولكن هناك امكانات كبيرة لتوقيع الاتفاقيات وإطلاق المشاريع.
ما هي الفرصة الاستثمارية التي تقدمها السويد لقطر في القطاعين العام والخاص؟
تقدم السويد سوقًا استثماريًا مثيرًا للاهتمام في مجالات مثل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاقتصاد الاخضر والرعاية الصحية. على سبيل المثال، في المدن الخضراء لدينا مفاهيم مشتركة ويمكننا إقامة مشاريع مهمة. هناك وفد قادم من قطر الى السويد ونأمل أن تكون هناك مشاركة قطرية في أيام الاستثمار السويدية في المستقبل القريب أيضاً.
هل هناك مشاريع ثقافية او تعليمية لتحقيق التبادل بين الشعبين ؟
لا توجد مشاريع ملموسة في الوقت الحالي.لكننا نرى تطوراً واهتماماً متزايداً من كلا الجانبين. وبالطبع المشاريع الاقتصادية سينتج عنها تبادل ثقافي و حضاري. الى جانب تزايد عدد السياح بين البلدين و كذلك نرحب بالطلبة والباحثين القطريين في الجامعات السويدية. كما أعتقد أن حضور المؤتمرات و الفعاليات أمر مهم و يوطد العلاقات، حرصنا على حضور منتدى الدوحة الذي أصبح حدثا دوليا مهما للغاية ومنصة تستقطب كبار الشخصيات وهذه علامة على أهمية هذا الحدث. وبطبيعة الحال، في ظل الوضع العالمي اليوم الذي يشهد مشاكل أمنية خطيرة في أجزاء مختلفة من العالم، هنا في الشرق الأوسط، ولكن أيضًا في أوروبا، مع الغزو الروسي لأوكرانيا وفي أجزاء أخرى من العالم، نحتاج إلى منصات للاجتماع والحوار ومحاولة إيجاد الحلول.وقطر اليوم اصبحت توفر المنصة التي يمكنك من خلالها إجراء مناقشات للمضي قدمًا نحو حلول أكثر إبداعًا.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق