سفير إيران في دمشق: سورية لن تكون كليبيا.. والكيان لا يريد حكومة قوية بها

الكويت 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد السفير الإيراني في سورية حسين أكبري، أن سورية لن تصبح كما هو الحال في ليبيا لأن الظروف الجغرافية والاختلافات المناطقية لليبيا تختلف عن سورية.

وقال أكبري في حديث نقلته وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» اليوم الإثنين: تعود الاختلافات المناطقية في ليبيا إلى وجود مناطق لديها اختلافات واضحة مثل الشرق والجنوب والشمال، وبالتالى فإن غالبية المشاكل تعود إلى هذه الاختلافات، لكن في سورية لا توجد مثل هذه الاختلافات الواسعة على هذا النحو، رغم أنه ستكون هناك مشاكل مماثلة في سورية، لأن كل فئة أو منطقة تبحث عن حقوقها في الحكومة المقبلة.

وأكد أكبري: أن إحدى المشاكل التي يمكن أن تجعل سورية أقرب إلى ظروف مشابهة لليبيا هي العلاقات الخارجية لكل مجموعة، بمعنى أن كل مجموعة من هذه المجموعات تحظى بدعم جهات خارجية.

وأوضح أن «المتغير الأهم المؤثر في هذا المشهد هو دور الكيان الصهيوني الذي لا يريد تشكيل حكومة قوية في سورية تكون تهديداً له، كما يتم تعديل سياسات الولايات المتحدة على أساس مصالح الكيان الصهيوني. هذه العوامل تشكل تحديات جادة تواجه سورية في الوقت الراهن».

وقال أكبري إن «السفارة الإيرانية في دمشق ستعود للعمل قريباً»، بعد أن أغلقت نتيجة الأحداث الأخيرة في هناك.

وأضاف «لم يتوقع أحد أن تحدث هذه التطورات في سورية بهذه السرعة، وفي مثل هذه الفترة الزمنية القصيرة، وقال إن هذه الأحداث كان لها وقع المفاجأة على المسؤولين في الحكومة السورية، وأولئك الذين كانوا وراء كواليس هذه الأحداث وكانوا مسؤولين عن إدارتها أيضا».

وقال أكبري «حتى الذين بدأوا العملية لم تكن أهدافهم وشعاراتهم الأولية سوى الرد على تصرفات ما يسمى عدوهم (ردع العدوان)، حيث قصفت الطائرات السورية والروسية مقرهم قبل أيام قليلة من بدء العملية، وهم بدأوا عملياتهم بهدف الانتقام من هذا القصف».

وأضاف «الملفت أن هذه العملية انطلقت من نقطة بعيدة تماماً عن حلب وإلى شمال هذه المدينة، حيث كان هدفهم الوحيد ضرب الجيش السوري وإعلان النجاح في عملية محدودة. لكن عندما بدأت العملية ولم يقاومهم الجيش السوري، تشجع هؤلاء على توسيع العملية من محاور مختلفة».

وتابع «أخيراً، سقطت مدينة حلب التي قاومت السقوط لأكثر من أربع أو خمس سنوات، خلال فترة قصيرة جداً، خلال يوم أو يومين. لقد كان هذا الحدث غير متوقع إلى درجة أنه غير كل المعادلات وأثر بشكل جذري على الوضع».

وتابع «لقد توقعنا هذا الوضع بالضبط. بل إنني ذكرت في مقابلة علنية أن هؤلاء (المعارضة المسلحة) لو عبروا من مدينة حمص، فإنهم بالتأكيد لن يهاجموا السفارات حين الوصول إلى دمشق، لأنهم يعتزمون تشكيل حكومة، ولن يتعرضوا للأقليات، كما لن يستهدفوا الأضرحة والإيرانيين. لقد أعلنت هذا الموضوع رسمياً، بل وتنبأت بذلك في تصريح للميادين».

وقال أكبري: «لكن قبل وصول هؤلاء إلى العاصمة، كان واضحاً أن بعض الأشخاص المشبوهين والمجهولين خاصة في جنوب دمشق سيقومون بعمليات نهب، ونظرا للوضع الحالي، توقعت أن المكان الأول الذي سيتم الهجوم عليه سيكون سفارتنا ومستشاريتنا الثقافية وقنصليتنا وسفارة العراق. حدث هذا الامر بالذات. أماكن أخرى لم تتعرض للهجوم. ولحسن الحظ، كنا نتوقع ذلك مسبقا، ولذلك كنا مستعدين له».

وأضاف «أنا شخصياً كنت حاضراً في السفارة مع العديد من زملائي حتى مساء السبت، اليوم التالي لسقوط دمشق. حتى أننا كانت لنا لقاءات وراقبنا الوضع عن كثب. اكتشفنا أنه تم التوصل إلى تسوية بين الطرفين وانتهى كل شيء. ولهذا أعلنت لزملائي تلك الليلة أنه لم يعد من المفيد البقاء في السفارة، لأن الجماعات المشبوهة قد تتدخل في هذه القضايا وتسعى للحصول على وثائق أو معدات أو امكانيات خاصة».

وأوضح أكبري «بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين كانوا يتصرفون بغرض السرقة يمكن أن يسببوا مشاكل أيضاً، ولهذا السبب قررنا إجلاء جميع الأشخاص المرتبطين بالسفارة ونقلهم إلى بيروت. ولحسن الحظ، لم يصب أحد بأذى ولم نتكبد أي خسائر. أعلن هؤلاء (المعارضة المسلحة) أنه ليست لديهم مشكلة معنا. وفي اليوم التالي، عندما وصلوا إلى دمشق، قاموا بتوفير الأمن لسفارتنا، وأقاموا حواجز ووضعوا حراساً ولم يسمحوا لأي شخص حتى بالتقاط صور للسفارة».

وقال أكبري: «هدفنا هو استئناف أنشطة القنصلية في أسرع وقت ممكن. كما أعلن هؤلاء عن استعدادهم وقالوا إنهم سيقدمون الضمانات اللازمة لأمن السفارة والأنشطة الأخرى. كما قمنا بنقل الافراد (اعضاء السفارة) إلى بيروت لمدة يومين أو ثلاثة أيام لضمان الأمن ومنع أي ضرر محتمل. وسوف تستأنف السفارة نشاطها قريبا».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق