تشير التقارير الأخيرة إلى أن حركة حماس ربما تعاني من أزمة داخلية في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تراجع الدعم الذي تحظى به الحركة داخل قطاع غزة، وإذا كانت التقارير تستند جزئيًا إلى الواقع، فإن الوجود الفعلي لحركة حماس قد يكون معرضًا للانهيار في أي لحظة.. وهو ما يطرح تساؤلًا هامًا: ما مستقبل الحركة في قطاع غزة وما العوامل التي تجعل إسقاط حكمها واردًا؟
أزمة في الحركة
تداولت بعض التقارير أن هناك أزمة داخل القيادة في حركة حماس، ويمكن عمليًا تأريخ تلك الأزمة منذ اغتيال زعيم حركة حماس يحيي السنوار قبل شهرين، ووفقًا لتقرير نشره موقع إيلاف السعودي قال مسؤول حماس في تركيا: "إن حماس تعاني من أزمة قيادية حقيقية. لقد ارتد علينا هجوم طوفان الأقصى، وأغرقنا في بحر من الدماء والأزمات. وكانت الضربة الأخيرة سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الذي كانت حماس تحاول إعادة بناء العلاقات معه".
تشير دراسة أخرى تم تداولها عبر الإنترنت إلى أن سبعة في المائة فقط من المشاركين يعتقدون أن حماس يجب أن تحكم غزة عندما تنتهي الحرب مع إسرائيل. وقد تم إعداد هذا الاستطلاع لصالح معهد توني بلير، واستطلع آراء 1400 فلسطيني بالغ في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية في شهري يوليو، وأغسطس. وكان أحد الأسئلة المطروحة هو: "أي كيان تفضل أن يحكم غزة بعد الحرب مباشرة؟". وفي غزة، يبدو أن سبعة في المائة فقط أرادوا أن تظل حماس في السلطة. وفي الضفة الغربية، كانت النسبة أعلى.
اتفاق وقف إطلاق النار
والسؤال التالي الذي يمكن أن يفسر مكانة الحركة داخل القطاع ومستقبلها، هو إلى أي مدى سيؤثر اتفاق وقف إطلاق النار على مكانة الحركة؟ فهل سيعزز الاتفاق مع حماس في غزة من قوتها، أما يطيح بها في انتفاضة شعبية، على غرار ما حدث حين أطيح بنظام الأسد؟
من بين الأمور التي تجعل الإطاحة بحماس أكثر صعوبة هو القرار الذي اتُخِذ منذ بدء الحرب بنقل المدنيين في غزة إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس. فهناك نحو مليوني شخص في غزة. وعندما يتم إجلاؤهم، ينتقلون إلى المناطق التي تديرها حماس. على سبيل المثال، في أكتوبر الماضي شن الجيش الإسرائيلي عملية في جباليا، وطُلِب من 70 ألف شخص الانتقال من هناك إلى المناطق التي تسيطر عليها حماس.
من سيحكم القطاع؟
طوال اكثر من عام منذ بدء الحرب في القطاع، كان هناك اقتراحات متعددة حول من سيتولى الحكم في القطاع في اليوم التالي للحرب، ولكن أي من هذه المقترحات لم يتم تقديمه بجدية أو تهيئة الأرض لتحقيقه، وهي ربما واحدة من الأسباب التي جعلت نتنياهو يؤجل وقف الحرب، بيد أن البديل السلطوي ليس جاهزًا.
لم تبذل أي محاولة في غزة لإنشاء سلطة بديلة على الرغم من الفرص المتاحة للقيام بذلك، على سبيل المثال، عندما عزلت القوات الإسرائيلية أجزاء من شمال غزة عن مدينة غزة في أكتوبر أثناء استعدادها لدخول جباليا، كانت هناك فرصة لوضع سلطة حاكمة جديدة مسؤولة عن بيت لاهيا وبيت حانون ومناطق صغيرة أخرى. وكان من الممكن أن يشكل هذا اختبارًا للسلطة الجديدة. ولكن ليس من الواضح ما هي السلطة التي ستكون عليها هذه السلطة. ويبدو أن إسرائيل مترددة في الاعتماد على السلطة الفلسطينية بسبب مخاوف من أنها قد توحد الفلسطينيين أو تؤدي إلى مكاسب لحماس في الضفة الغربية.
عمليات في الضفة
خلال الأسبوع الماضي بدأت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية عمليات جديدة في الضفة الغربية ضد التنظيمات في مخيمات اللاجئين في جميع أنحاء الضفة الغربية، يوم السبت، اندلعت تبادل لإطلاق النار في طولكرم بين الجماعات المسلحة والقوات الفلسطينية. في غضون ذلك، شهدت كل من طولكرم وجنين احتجاجات مؤيدة للمنظمات مصحوبة بحرق الإطارات والمظاهرات ضد إجراءات الأمن التي تقوم بها السلطة الفلسطينية، بحسب يديعوت أحرونوت.
وهناك توقعات إنه حال استمرار السلطة الفلسطينية في عملياتها ضد التنظيمات في الضفة، فقد يؤدي ذلك إلى رد فعل عنيف، ىوفي الوقت نفسه، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل تسهيل نقل المعدات العسكرية إلى السلطة الفلسطينية وسط محاولتها قمع التنظيمات في جنين، وقد يكون نجاح السلطة الفلسطينية في جنين نموذجًا يحتذى به لحكم غزة. ولكن إسرائيل لا تريد ذلك على الأرجح.
0 تعليق