أصدر الرئيس السوري السابق بشار الأسد اليوم الاثنين، بيانا قدم فيه تفاصيل دقيقة حول مغادرته للعاصمة دمشق بعد سقوطها بيد المعارضة المسلحة، نافياً بشدة الروايات التي تداولتها وسائل الإعلام حول ظروف رحيله.
الأسد شدد في بيانه على أنه لم يغادر سوريا بشكل مفاجئ أو مخطط مسبقاً، بل ظل في دمشق حتى الساعات الأولى من صباح الأحد 8 ديسمبر 2024، متابعاً مسؤولياته رغم تصاعد حدة المعارك.
الأسد أوضح أن تمدد الجماعات المسلحة داخل دمشق دفعه للتنسيق مع القوات الروسية للانتقال إلى مدينة اللاذقية لمتابعة العمليات القتالية من هناك، لكنه أكد أن وصوله إلى قاعدة حميميم كشف عن انهيار شامل في الخطوط الأمامية للجيش السوري، وسقوط آخر المواقع العسكرية، بالإضافة إلى تعرض القاعدة الروسية لهجمات مكثفة بالطائرات المسيرة.
هذه التطورات الخطيرة دفعت القيادة الروسية للتوصية بإخلائه إلى موسكو في مساء نفس اليوم.
نفي الشائعات عن اللجوء والتنحي
وفي تصريحه، نفى الأسد بشكل قاطع أن يكون موضوع اللجوء أو التنحي قد طُرح على الإطلاق، مؤكداً أن الخيار الوحيد الذي كان على الطاولة هو الاستمرار في القتال ضد ما وصفه بـ”الهجوم الإرهابي”.
واعتبر الأسد أن موقفه كان انعكاساً لمبادئه الثابتة، حيث قال: “من رفض منذ اليوم الأول للحرب أن يقايض خلاص وطنه بخلاص شخصي، لا يمكن أن يغدر بشعبه أو جيشه.”
أربع عشرة عاماً من الصمود
الأسد استعرض سنوات الحرب التي وصفها بأنها الأكثر صعوبة في تاريخ سوريا، مشيراً إلى أنه واجه مع عائلته وشعبه مخاطر القصف المتواصل واقتحام الإرهابيين للعاصمة عدة مرات.
وأضاف: “أنا من بقي في دمشق في أصعب سنوات الحرب، ومن لم يساوم على المقاومة الفلسطينية واللبنانية، ولم يخذل حلفاءه الذين دعموا سوريا في أشد أوقاتها حرجاً.”
موقف من المناصب والمسؤولية
وفي رسالة موجهة للمنتقدين، أكد الأسد أنه لم يكن يوماً من الساعين إلى المناصب، بل كان يعتبر نفسه صاحب مشروع وطني يستمد قوته من الشعب، لكنه أوضح أن سقوط الدولة في يد الإرهاب وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يجعل المنصب بلا قيمة أو معنى.
ورغم ذلك، شدد على تمسكه بالانتماء الوطني لسوريا وشعبها، قائلاً: “المنصب زائل، ولكن الانتماء للوطن راسخ.”
رسالة أمل للشعب السوري
اختتم الأسد بيانه برسالة حملت طابعاً عاطفياً، معرباً عن ثقته بقدرة الشعب السوري على استعادة حريته واستقلاله.
وقال: “انتمائي لسوريا ليس منصباً، بل هو انتماء ملؤه الأمل في أن تعود سوريا حرة، مستقلة، وقوية كما كانت دائماً.”
0 تعليق