قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

الفيروز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ظل دمار شامل وواقع إنساني مأساوي، يعاني قطاع غزة من أسوأ أزمة إنسانية في تاريخه الحديث.

الحرب الإسرائيلية المستمرة لأكثر من عام أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 149 ألف فلسطيني، إضافة إلى نزوح ملايين السكان إلى الخيام، ما أدى إلى تحول غزة من مدينة نابضة بالحياة إلى أطلال ومدن خيام تفتقر لأبسط مقومات الحياة.

وسط هذه الأزمة الخانقة، أستضافت العاصمة المصرية القاهرة مؤتمرًا دوليًا، أمس الاثنين، تحت عنوان “عام على الكارثة الإنسانية في غزة: احتياجات عاجلة وحلول مستدامة”.

ويهدف المؤتمر، الذي يعقد برعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إلى حشد الدعم الدولي وتقديم حلول عملية وسريعة للتخفيف من معاناة سكان غزة وإعادة إعمار القطاع.

قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

دمار شامل في القطاع الصحي
قبل الحرب، كان قطاع غزة يمتلك 36 مستشفى، ولكن مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، أصبحت 19 منها خارج الخدمة بالكامل، بينما تعمل 17 مستشفى بشكل جزئي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وحتى هذه المستشفيات المتبقية تعاني نقصًا حادًا في الأدوية والإمدادات الطبية، ما أدى إلى انهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل.

أكبر مستشفيات القطاع، مستشفى الشفاء، الذي كان يستقبل آلاف المرضى شهريًا، أصبح الآن أنقاضًا. وتواجه الطواقم الطبية ظروفًا صعبة، حيث تعرضت للهجوم أو الاحتجاز، ما اضطرها إلى إخلاء العديد من المرافق، تاركة مئات الجرحى دون علاج.

مآسي مستشفيات غزة

مآسي مستشفيات غزة

انهيار التعليم: المدارس ملاجئ بدلًا من الفصول الدراسية
لم تسلم المؤسسات التعليمية من آلة الحرب الإسرائيلية، حيث دمرت أكثر من 125 مدرسة وجامعة بالكامل، وألحقت أضرارًا جزئية بأكثر من 337 مؤسسة تعليمية. تحول العديد من المدارس إلى ملاجئ للنازحين، ما حال دون استئناف العملية التعليمية.

القطاع التعليمي فقد أيضًا العديد من كوادره، حيث استشهد أكثر من 11 ألف طالب و750 معلمًا وعاملًا، إضافة إلى إعدام 115 عالمًا وأستاذًا جامعيًا، ما أدى إلى تدهور إضافي في نظام التعليم الذي كان يعاني أصلًا من تحديات كبيرة قبل الحرب.

قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

تدمير التراث الثقافي والتاريخي
لم تقتصر الخسائر على الأرواح والبنية التحتية، بل امتدت لتشمل التراث الثقافي والتاريخي للقطاع. وفقًا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة، دمرت إسرائيل 206 مواقع أثرية وتراثية من أصل 325 موقعًا مسجلًا.

وشملت الأضرار معالم تاريخية تعود إلى آلاف السنين، بما في ذلك البلدة القديمة في غزة، التي شهدت تدميرًا كبيرًا في أسوارها وبواباتها ومبانيها الأثرية.

مدن الخيام: نزوح جماعي ومعاناة بلا حدود
نزح نحو 1.9 مليون شخص داخل قطاع غزة، وهو ما يمثل 90% من السكان. هؤلاء يعيشون الآن في ظروف صعبة داخل مخيمات مكتظة، أبرزها منطقة المواصي، التي تحولت من أراضٍ زراعية إلى بحر من الخيام البيضاء.

هذا النزوح الضخم خلق ضغطًا هائلًا على البنية التحتية والخدمات المحدودة أصلًا، حيث تحولت مدن مثل رفح وخان يونس إلى مناطق ذات كثافة سكانية غير مسبوقة، بينما أصبح شمال القطاع شبه مهجور.

قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

أزمة المياه والصرف الصحي
الوضع الصحي تفاقم بشكل كبير بسبب انهيار أنظمة المياه والصرف الصحي. قبل الحرب، كانت 97% من المياه الجوفية غير صالحة للشرب، ومع تدمير محطات معالجة المياه، أصبحت الكارثة البيئية والصحية تهدد حياة السكان بشكل مباشر. مياه الصرف الصحي غير المعالجة تُضخ الآن في البحر المتوسط، ما يزيد من مخاطر التلوث والأمراض.

قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

الجهود الدولية: مؤتمر القاهرة بارقة أمل
وسط هذه الكارثة، يأتي مؤتمر القاهرة كمحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. بمشاركة دولية وإقليمية واسعة تشمل وزراء وممثلي دول ومنظمات إنسانية، يهدف المؤتمر إلى تقديم الدعم الإنساني العاجل ووضع حلول مستدامة للتعافي وإعادة الإعمار.

يتناول المؤتمر أبعاد الأزمة السياسية والإنسانية، كما يسعى للضغط على إسرائيل لرفع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية. وكانت ألمانيا قد دعت إسرائيل مؤخرًا إلى السماح بوصول المساعدات، مؤكدة أن تأخيرها يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان.

قطاع غزة بعد عام من الحرب.. مؤتمر القاهرة يبحث سبل انقاذ 1.9 مليون نازح يعيشون في خيام

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني
يتزامن هذا المؤتمر مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، الذي يُحتفل به في 29 نوفمبر من كل عام. يأتي هذا العام في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية للشهر الرابع عشر على التوالي، والتي خلفت دمارًا واسعًا وأزمة إنسانية غير مسبوقة.

ختام: مسؤولية دولية مشتركة
كارثة غزة ليست مجرد أزمة محلية، بل هي قضية إنسانية عالمية تستدعي تدخلًا دوليًا عاجلًا. مؤتمر القاهرة يحمل آمال الملايين في التخفيف من معاناتهم، لكن نجاحه يعتمد على إرادة المجتمع الدولي في تقديم الدعم اللازم وإيجاد حلول سياسية تضع حدًا لهذه المأساة المستمرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق