سفير الجزائر لدى الدولة: اليوم الوطني مناسبة لتجسيد الاعتزاز بالهوية الوطنية والوفاء لمسيرة الأجداد

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

محليات

12

17 ديسمبر 2024 , 06:16م
alsharq

قطر والجزائر

الدوحة - قنا

أكد سعادة السيد صالح عطية سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الدولة، أن اليوم الوطني لدولة قطر هو مناسبة وطنية خالدة، تجسد قيم الوحدة والاعتزاز بالهوية الوطنية والوفاء لمسيرة الأجداد، سائلا الله عز وجل أن يعيدها ودولة قطر تنعم بالمزيد من الأمن والعز والازدهار.

وتقدم سعادته، في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بهذه المناسبة، بخالص عبارات التهاني والتبريكات، إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ولكافة أفراد الشعب القطري الشقيق، بأطيب التمنيات الأخوية وبمزيد التقدم والرفاه.

وأشاد سعادة السفير عطية بنجاح الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية والمشاركة الشعبية الواسعة فيه، حيث قال في هذا السياق "أغتنم هذه الفرصة السانحة لأتوجه بالتهنئة للقيادة القطرية بنجاح الاستفتاء على مشروع التعديلات الدستورية على الدستور الدائم لدولة قطر، وأشيد بالمشاركة الشعبية الواسعة فيه، وهو تعبير واضح عن عمق ثقافة التواصل والتشاور القائمة بين القيادة والشعب في هذا البلد الشقيق"، مشددا على أن دولة قطر اكتسبت مكانة رائدة ومميزة على المستويين الإقليمي والدولي بفضل دبلوماسيتها النشطة وجهودها الدؤوبة والمتواصلة في حل النزاعات والأزمات بالطرق السلمية عبر اعتماد نموذج التلاقي والحوار.

ونوه سعادته إلى أن قطر أصبحت، بفضل نهج الوساطة والمساعي الحميدة التي تمارسها في مقاربة الخلافات الأكثر صعوبة وتعقيدا، مركزا وقبلة للعديد من القوى الدولية والأطراف المتنازعة باعتبارها وسيطا نزيها وموثوقا، لافتا إلى تجلي ذلك في محطات عديدة، أبرزها الأدوار المشرفة التي لعبتها الدولة منذ بدء العدوان الهمجي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، والجهود التي بذلتها في سبيل التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، ووضع حد للمعاناة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشونها.

ولفت سعادة السفير إلى أنه في هذا الإطار، تشترك دولة قطر مع الجزائر في دعمهما الراسخ للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ونضاله من أجل نيل حقوقه المشروعة، وفي التنسيق الوثيق بين البعثتين الدائمتين لكل منهما في الأمم المتحدة، خصوصا في ظل عضوية الجزائر غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، والدور الفعال الذي تلعبه في الدفاع عن قيم العمل الدبلوماسي متعدد الأطراف واحترام القانون الدولي، ودعم تسوية النزاعات بالطرق السلمية، وتحقيق التنمية المستدامة والسلم والاستقرار الدوليين.

وأضاف أن نجاحات الدبلوماسية القطرية تجلت أيضا في إتمام عمليتي تبادل للمحتجزين بين روسيا و أوكرانيا، ووساطتها بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فنزويلا البوليفارية لتبادل عدد من السجناء، وكذا اتفاق تبادل محتجزين بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في شهر أغسطس من سنة 2023 ، ورفع الحظر عن أموال إيرانية في بنوك كورية، مثمنا النجاحات الكبيرة التي حققتها دولة قطر في إطار مسيرة التطوير والتحديث التي تنتهجها باستمرار.

وأضاف سعادة السيد صالح عطية قائلا في هذا السياق "لا يمكن لأي زائر لدولة قطر أو المقيم فيها إلا أن يعبّر عن إعجابه الشديد بالنجاحات الكبيرة التي تم تحقيقها في إطار مسيرة العصرنة والتحديث التي انتهجتها الدولة منذ سنوات، وفقا لرؤية قطر الوطنية 2030، وتجسيدا لأهدافها على جميع الأصعدة وفي مختلف المجالات، سواء تعلق الأمر بالمشاريع القاعدية الضخمة التي تم إنجازها، والتي أسهمت في تحديث البنية التحتية للدولة وتحسين مناخ الاستثمارات، والتنويع الاقتصادي، أو ما تعلق بسياسات الترويج التي جعلت منها وجهة سياحية وترفيهية جذابة، وعزّزت من مكانتها كمنارة للعديد من الفعاليات العلمية والثقافية والرياضية والفنية، ولا تزال جهود الإصلاح والتطوير على الصعيد القانوني والمؤسساتي تدفع بهذه المسيرة نحو مزيد من الإنجازات والنجاحات، ومجابهة مختلف التحديات التي يفرضها عالم اليوم، بحكمة وصبر وطموح لا حدّ له".

وفي سياق إشادته بالإنجازات التي حققتها دولة قطر، أبرز سعادة سفير الجزائر لدى الدولة، أن النموذج الفريد الذي جعل من الإنسان مرتكز النهضة وهدفها، ومزج بتوازن أخاذ بين قيم الأصالة والمعاصرة، كان ولا يزال الإنجاز الكبير الذي تم تحقيقه خلال مسيرة التحديث التي عرفتها دولة قطر، حيث لم تهدم معالم المدنيّة جسور التواصل بين أبناء الشعب القطري الشقيق، ولم يغيّر نمط الحياة في ظلها من عاداتهم أو تقاليدهم، ولم يؤثر على ترابط نسيجهم الاجتماعي، وظلّت قيمهم مصدر اعتزاز وفخر توارثوها جيلا بعد جيل.

ووصف سعادة السفير العلاقات بين بلاده ودولة قطر بالتاريخية والراسخة والمتميزة، يطبعها الود والاحترام، ويسودها التعاون والتشاور الدائم، وتشهد تطورا مستمرا على جميع الأصعدة والمستويات، وهو تأكيد واضح لإرادة وعزم قائدي البلدين فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، على الدفع بهذه العلاقات المميزة بالأساس إلى أرفع مستويات التعاون الاستراتيجي.

وأشار سعادته إلى ما شهده عام 2024 من زخم كبير في شتى مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين، حيث أسهمت الزيارات الرسمية المتعددة التي أجراها المسؤولون الجزائريون إلى دولة قطر الشقيقة ومشاركتهم في مختلف التظاهرات الدولية التي احتضنتها الدوحة في مختلف الميادين، وكذا الزيارات المكثفة لأبرز رجال الأعمال القطريين والمسؤولين التنفيذيين لمختلف الشركات الرائدة في العديد من القطاعات، في إطلاق العديد من المشاريع الاستثمارية الضخمة في الجزائر، وفي مقدمتها الشروع في تنفيذ المرحلة الأولى لتجسيد أكبر مشروع زراعي وصناعي متكامل في العالم لإنتاج الحليب المجفف بولاية /أدرار/ بداية من شهر سبتمبر المنصرم، بالشراكة بين شركة /بلدنا/ للصناعات الغذائية والصندوق الوطني الجزائري للاستثمار، مبينا أن المشروع سيلبي 50 بالمئة من الاحتياجات الوطنية من هذه المادة الأساسية، فضلا عن اتفاق الطرفين أيضا على إنجاز مصنع متكامل لإنتاج حليب الأطفال.

وذكر سعادته بما شهدته نهاية شهر أغسطس الماضي من انطلاق أشغال إنجاز المستشفى الجزائري القطري الألماني، مبينا أنه من المنتظر أن يعزّز هذا الصرح الطبي المنظومة الصحية بالجزائر، ليشكل كذلك إضافة نوعية للمنجزات التي تم تجسيدها سابقا في هذا المجال.

كما لفت سعادة السفير إلى الاهتمام البالغ الذي يبديه المستثمرون القطريون لتجسيد مشاريع استثمارية واعدة في قطاعات الضيافة والفندقة والخدمات بالجزائر، لافتا إلى أنه بالنظر لما تمتلكه من مؤهلات وفرص كبيرة في هذا القطاع الهام، وبالتوازي مع كل ذلك، أعلن سعادة السيد الطيب زيتوني وزير التجارة وترقية الصادرات بالجزائر، عن دخول مستثمرين قطريين بالشراكة مع كبريات الشركات الأجنبية المتخصصة في مجال المساحات التجارية الكبرى ومراكز الشراء والتوزيع إلى السوق الجزائرية، مؤكدا على مساهمة هذه المشاريع الاستراتيجية الضخمة في إعطاء دفعة قوية للتعاون الثنائي بين الجزائر ودولة قطر في المجال الاقتصادي عبر تعزيز مسار الشراكة القائم بينهما، بما سيشكل هذا امتدادا للنجاحات التي تم تحقيقها في السابق، على غرار مشروع إنتاج الحديد والصلب بمركب /بلارة/.

وفي سياق متصل، أفاد سعادة السيد صالح عطية بأنه تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس عبدالمجيد تبون الرامية إلى تعزيز سياسة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها الحكومة الجزائرية عبر تشجيع الصادرات خارج قطاع المحروقات، وبهدف الترويج للمنتوجات الجزائرية في مختلف الأسواق العالمية، تم تنظيم النسخة الأولى من "المعرض الخاص للمنتوجات الجزائرية" في الدوحة بمركز الدوحة للمعارض خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 26 أكتوبر 2024، والتي لاقت إقبالا كبيرا وتجاوبا مميزا من رجال الأعمال ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والتجاريين في دولة قطر الشقيقة، وذلك بالنظر إلى حجم المشاركة الكبيرة والمتنوعة لأكثر من 150 مؤسسة وطنية عمومية وخاصة، تنشط في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية في الجزائر، وكذا المؤسسات الناشئة والحرفيين.

ولفت سعادته إلى أنه تم، خلال هذا المعرض أيضا، تنظيم منتدى اقتصادي جزائري قطري شارك فيه ما يزيد على 200 متعامل اقتصادي، ينشطون في مختلف المجالات التجارية والاقتصادية في البلدين، حيث تم استعراض مناخ الأعمال في الجزائر والفرص الكبيرة التي يوفرها في مجال الاستثمار، إضافة إلى عقد العديد من اللقاءات الثنائية بين المتعاملين الاقتصاديين ورجال الأعمال لمناقشة آفاق تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بين البلدين، ما شكل فرصة للتوقيع على مجموعة من عقود الشراكة ومذكرات التفاهم للتعاون في عدد من القطاعات.

وتوقع سعادة السيد صالح عطية سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لدى الدولة، في ختام تصريحه لـ/قنا/، انعقاد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة الجزائرية القطرية بالجزائر العاصمة في نهاية العام الجاري، لتشكل مناسبة هامة لتعزيز التعاون الثنائي، ويتوقع أن تكلل بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق