عربي ودولي
0
نتنياهو في المحكمة
الدوحة - موقع الشرق
وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأربعاء، إلى المحكمة المركزية في تل أبيب لحضور جلسة محاكمته الرابعة ضمن قضايا الفساد الموجهة ضده.
وتُركز جلسة اليوم على القضية المعروفة بـ"الملف 4000"، التي يُتهم فيها نتنياهو بالحصول على تغطية إعلامية مواتية من موقع "واللا" مقابل ضمان امتيازات لشركة الاتصالات "بيزك" التي يملكها شاؤول ألوفيتش، بحسب موقع الجزيرة نت.
ويواجه نتنياهو 3 تهم رئيسية:
الملف 1000: يتعلق بحصول نتنياهو وعائلته على هدايا ثمينة مثل السيجار الفاخر والمجوهرات من رجال أعمال أثرياء مقابل تسهيلات ومساعدات في قضايا شخصية وتجارية.
الملف 2000: التفاوض مع ناشر صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أرنون موزيس، للحصول على تغطية إيجابية مقابل التضييق على صحيفة "إسرائيل اليوم" المنافسة.
الملف 4000: يتعلق الاتهام بعلاقة نتنياهو وشاؤول ألوفيتش، مالك شركة "بيزك" وموقع "والا". وتعتبر القضية الأهم نظرا لأنها تتضمن اتهامات مباشرة بالرشوة واستغلال النفوذ.
وتستمر جلسة اليوم نحو 4 ساعات، حيث تركز هيئة الدفاع عن نتنياهو على تفنيد الادعاءات. وتدّعي الهيئة أن موقع "والا" لم يقدم تغطية إعلامية إيجابية لنتنياهو، بل نشر تقارير تنتقد رئيس الوزراء وسياساته.
وكان من المقرر أن يمثل نتنياهو أمام المحكمة أمس الثلاثاء، إلا أن الجلسة ألغيت بعد إعلان مكتبه انشغاله بأمور أمنية طارئة، التي تبين لاحقاً أنها زيارة لجبل الشيخ في مرتفعات الجولان السورية المحتلة.
بدأت المحاكمة في عام 2020، بعد تقديم المستشار القضائي السابق للحكومة، أفيخاي مندلبليت، لوائح الاتهام نهاية عام 2019. وأثارت المحاكمة جدلاً واسعاً في إسرائيل، حيث يصف نتنياهو -الذي ينكر جميع التهم الموجهة إليه- المحاكمة بأنها "مؤامرة سياسية" تهدف إلى الإطاحة به. لكن جهات الادعاء أكدت أن الأدلة المتوفرة، بما في ذلك رسائل إلكترونية واتصالات بين نتنياهو وألوفيتش، تدعم التهم الموجهة.
ومن المتوقع أن تستغرق المحاكمة وقتاً طويلاً قبل صدور حكم نهائي. وفي حال إدانته، قد يواجه نتنياهو عقوبات تصل إلى السجن، ما قد يضع نهاية لمسيرته السياسية التي استمرت عقوداً.
يعتبر نتنياهو من أغنى السياسيين في إسرائيل، وصنفته مجلة فوربس كرابع أغنى سياسي في إسرائيل عام 2019 وفق ما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، بحسب تقرير بموقع الجزيرة نت أكتوبر الماضي.
وتقدر بعض المصادر غير المؤكدة بأن ثروة نتنياهو تصل إلى 80 مليون دولار، بينما ترى مصادر أخرى أنها تصل إلى 50 مليون شيكل (14 مليون دولار) وفقاً لصحيفتي "تايمز أوف إسرائيل" و"هآرتس".
ويشير تقرير "الجزيرة نت" إلى أن نتنياهو يملك عقارات في القدس وقيسارية ويُقال إنه يملك عقارات أخرى في كاليفورنيا ونيويورك. وكانت ممتلكات نتنياهو العقارية موضع جدل كبير، واتهمه العديد من المنتقدين باستغلال منصبه لإثراء نفسه وأسرته، وهو ما قد يؤدي به للسجن في نهاية المطاف، ولعل هذا هو أعمق مخاوفه، والكابوس الذي يؤرقه.
والمشكلة الأساسية التي يواجهها نتنياهو، بحسب "الجزيرة نت"، أنه عندما يترك منصبه، فمن المرجح أن يذهب إلى السجن. فهو متهم بالفساد وخيانة الثقة وتلقي الرشاوي، ولا أحد يعتقد حقًا أنه بريء. والسبب الوحيد لعدم سجنه هو أنه يشغل حالياً منصب رئيس الوزراء والبلاد في حالة حرب، وفق ما ذكر غوتام موكوندا الكاتب والباحث في مركز القيادة العامة بكلية هارفارد كينيدي في مقالة مطولة له بمجلة فوربس.
ويعد نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي لا يزال في منصبه يخضع لمحاكمة جنائية بتهمة الفساد والاحتيال وسوء الأمانة، بحسب موقع "فرانس 24" الذي قال إن منتقدي نتنياهو يرون في هذه المحاكمة فرصة لتحقيق العدالة في وجه رجل سياسي مستعد لكل شيء من أجل البقاء في السلطة. ويؤكد هؤلاء أيضاً أن رئيس الوزراء استخدم الحرب الدائرة منذ 14 شهراً على غزة ذريعة للإفلات من حكم القضاء الذي يرجح أن يدينه.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق