الناتو يتولى ملف دعم أوكرانيا.. محاولة لاحتواء تداعيات سياسات ترامب

جريدة الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

في تطور مفاجئ ومؤشر على تغيير ديناميكيات الدعم الغربي لأوكرانيا، تسلم حلف شمال الأطلسي (الناتو) ملف تنسيق المساعدات العسكرية المقدمة لكييف. هذه الخطوة، التي تأتي قبل أسابيع قليلة من تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، تهدف إلى ضمان استمرارية الدعم الغربي لأوكرانيا، لكنها تعكس في الوقت ذاته قلقًا متزايدًا بشأن توجهات الإدارة الأمريكية القادمة.

دور الناتو يتوسع وسط التراجع الأمريكي

وفقًا لمصدر مطلع، تولى الناتو مهمة تنسيق الدعم العسكري الغربي بدلًا من الولايات المتحدة، التي كانت حتى الآن الطرف الرئيسي في هذه العملية، هذا التغيير يأتي وسط مخاوف من إمكانية تخفيض إدارة ترامب للمساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا، في ظل انتقاداته المتكررة لحجم الدعم الأمريكي لكييف، ورؤيته الرافضة لالتزامات الولايات المتحدة تجاه الحلف.

وتُمنح هذه الخطوة الناتو دورًا أكثر مباشرة في دعم أوكرانيا ضد العملية العسكرية الروسية، دون أن تصل إلى حد التدخل المباشر أو نشر قوات خاصة على الأرض.

ومع ذلك، يقر دبلوماسيون بأن تأثير هذه الخطوة قد يظل محدودًا، بالنظر إلى الهيمنة الأمريكية داخل الحلف، وقدرة واشنطن على فرض تغييرات جذرية في مسار الدعم المقدم لكييف.

ترامب يأمر إنهاء الحرب بأسرع وقت

مع اقتراب موعد تسلمه السلطة، كرر ترامب رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا سريعًا، دون تقديم تفاصيل حول استراتيجيته لتحقيق ذلك.

إلا أن تصريحاته السابقة التي تتسم بالانتقاد الشديد لحجم المساعدات الأمريكية تعزز المخاوف من أن توجهات إدارته قد تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الدعم الغربي لكييف.

قاعدة فيسبادن الألمانية مركز التنسيق الجديد

تم نقل مقر المهمة الجديدة للناتو إلى قاعدة أمريكية في مدينة فيسبادن بألمانيا، ومن المتوقع أن تلعب القاعدة دورًا محوريًا في تنسيق عمليات الإمداد والدعم العسكري لأوكرانيا، رغم التحديات التي تفرضها مواقف إدارة ترامب المستقبلية.

أبعاد الخطوة وانعكاساتها

هذا التحول يعكس عمق القلق الأوروبي من تأثير السياسة الأمريكية المقبلة على الحرب الأوكرانية، ورغم الجهود المبذولة لضمان استمرارية الدعم، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى قدرة الناتو على ملء الفراغ الذي قد تتركه واشنطن، في حال قررت تقليص دعمها لأوكرانيا.

الناتو في مفترق طرق

تظل الخطوة علامة فارقة في تاريخ الحلف، حيث يواجه اختبارًا غير مسبوق لقدراته على التحرك المستقل بعيدًا عن مظلة الهيمنة الأمريكية، ومع اقتراب مرحلة جديدة في القيادة الأمريكية، يترقب العالم كيف ستؤثر هذه التغيرات على مجريات الحرب في أوكرانيا ومستقبل الدعم الغربي لكييف.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق