بعد ما يقرب من عامين من الحرب فى السودان بين الجيش السودانى وميليشيا الدعم السريع، نجح الجيش السودانى فى إحراز تقدم كبير فى العاصمة الخرطوم وخارجها فى محاولة لإنقاذ الشعب من جرائم تلك الميليشيا، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية بمختلف أشكالها فى ظل معاناة السكان من نقص حاد فى الإمدادات الغذائية والطبية وارتفاع المعيشة.
وتشير التقديرات إلى أن الجيش السودانى يسيطر على ٥٥٪ من أراضى البلاد، بينما تسيطر ميليشيا الدعم السريع على المساحة الباقية، ووفقًا لوسائل الإعلام المحلية، من بينها راديو دبنقا وصحيفة سودان تربيون، تتركز العمليات العسكرية والقتال العنيف بين الجانبين منذ أسابيع فى أربع جبهات رئيسية.
الجبهة الأولى فى العاصمة الخرطوم؛ حيث تسعى الميليشيا للسيطرة على المراكز القيادية الحيوية والدوائر الحكومية، والتى يسيطر عليها الجيش بشكل كامل، والجبهة الثانية فى ولايتى سنار والجزيرة، اللتين تشكلان نقطة حيوية فى وسط السودان.
بينما تشتعل الجبهة الثالثة فى ولاية شمال دارفور، وبالتحديد فى مدينة الفاشر، التى تشهد صراعًا شديدًا، والرابعة تتمثل فى جبهة ولايتى شمال كردفان والنيل الأبيض.
ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول، استخدمت ميليشيا الدعم السريع المدفعية الثقيلة لقصف محليتى أم درمان وكررى فى ولاية الخرطوم، حسب راديو دبنقا.
وقالت حكومة ولاية الخرطوم إن «الدعم السريع» قصفت حى الروضة ومدينة النيل بمحلية كررى بأم درمان، ما أسفر عن إصابة ١٣ مواطنًا معظمهم أطفال من بينهم رضيعة، وتم نقلهم إلى مستشفى النو لتلقى العلاج.
وقالت صحيفة المشهد السودانى إن مناطق شمال مدينة أم درمان شهدت أمس، قصفًا مدفعيًا متبادلًا بين الجيش السودانى و«الدعم السريع».
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن طيران الجيش شن غارات على تمركزات الدعم السريع بمنطقة الكريبة فى ود مدنى وهى عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، مبينة أنه مع تقدم الجيش نحو ود مدنى بدأت القوات المتحالفة فى تنفيذ عمليات نوعية استهدفت عناصر الدعم السريع فى جبال الكباشى شمال الخرطوم بحرى، لكسر خط الإمداد نحو الجزيرة.
ولا يزال الجيش السودانى قادرًا على صد هجمات «الدعم السريع» التى تحاول الاستيلاء على معسكر الفرقة السادسة، والذى يُعتبر معقلًا رئيسيًا للجيش فى مدينة الفاشر الاستراتيجية، والتى تربط بين ولايات غرب السودان.
وقال راديو دبنقا، إنه على مدار اليومين الماضيين، شنت ميليشيا الدعم السريع هجومًا كبيرًا من اتجاهين رئيسيين، الشمالى والجنوبى، مستعينة بالطائرات المسيرة الحديثة المزودة بصواريخ موجهة على معسكر الفرقة السادسة للجيش فى الفاشر.
وأوضح أنه على الرغم من تمكن الرتل الجنوبى للميليشيا من التقدم نحو وسط المدينة، إلا أنه لم يستطع الوصول إلى معسكر الفرقة السادسة، الذى يُعتبر الهدف الرئيسى للميليشيا فى هذه المرحلة؛ لتعزيز سيطرتها على المدينة.
فى المقابل، شنت قوات الجيش هجومًا انطلق من منطقة تندلتى نحو مدينة أمروابة التى تسيطر عليها الميليشيا منذ الأول من ديسمبر الحالى، وجاءت الهجمات بعد يوم من وقوع مواجهات مسلحة عنيفة فى منطقة أم جرارى، شمال شرق أمروابة بولاية شمال كردفان، أسفرت عن مقتل ١٤ شخصًا وإصابة ١٥ آخرين.
وبينما زعمت «الدعم السريع» أنها هاجمت مجموعة من المتعاونين مع القوات المسلحة، أكد شهود عيان أن الهجوم استهدف المدنيين عمدًا، ولم يكن هناك وجود لقوات الجيش فى تلك المنطقة.
0 تعليق