في إطار فعاليات «معرض جدة للكتاب 2024»، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، احتضن المعرض اليوم ورشة أدبية مميزة بعنوان «المكان في الرواية»، قدمها الروائي عبدالوهاب الحمادي، مؤسس وشريك في «باب للرحلات»، وصاحب عدد من الإصدارات الأدبية، أبرزها روايتا «ولا غالب» و«لا تقصص رؤياك».
تناولت الورشة الدور المحوري الذي يلعبه المكان في تشكيل عوالم الرواية، إذ أوضح الحمادي أن المكان ليس مجرد عنصر تكميلي، بل يُعد ركيزة أساسية مرتبطة بالزمن، تسهم في خلق الجو العام للأحداث وصياغة شخصيات الرواية. وأشار إلى أن الروائي يحتاج إلى استثمار حواسه عند الكتابة عن المكان، ما يعزز القدرة على بناء عوالم غنية بالتفاصيل، سواء كانت مادية كمدينة أو منزل، أو رمزية تعكس حالات نفسية واجتماعية.
ناقش الحمادي أيضاً أهمية المكان في إبراز السياق الثقافي والاجتماعي للرواية، إذ يعكس المكان تقاليد المجتمع وعاداته، كما يخلق أجواءً خاصة قد تكون مليئة بالعاطفة أو الغموض، ما يترك أثراً عميقاً في نفس القارئ. وأضاف أن المكان يلعب دوراً بارزاً في تشكيل الشخصيات وسلوكها، أو تحريك الأحداث بوصفه محفزاً أو عائقاً.
ومن منظور أعمق، لفت الحمادي إلى أن المكان في الرواية قد يكون دقيقاً ومفصلاً، أو رمزياً وخيالياً، وحتى داخلياً يمسّ أبعاد النفس البشرية. واختتم الورشة بتأكيده أن المكان يُمثِّل «سيد المعاني» في السرد، إذ يُضفي على النص بُعداً وجودياً يتطلب من الكاتب تنمية حواسه وتوظيف المكان بخبرة ووعي.
وأكَّد الحمادي أن الأخطاء في وصف المكان واردة، لكنها تتطلب من الكاتب الحرص على البحث والتحقق لضمان الدقة.
0 تعليق