في ظل تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران، كشفت أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي عن أخطر اختراق أمني تواجهه منذ عقود. فقد أعلن جهاز الشاباك عن تفكيك شبكة تجسس إيرانية متكاملة، تضم عشرات المواطنين الإسرائيليين الذين جُنّدوا لخدمة أجندة طهران، مما يهدد أمن الكيان الإسرائيلي واستقراره.
شبكة تجسس غير مسبوقة
وفقًا لتقارير أمنية إسرائيلية، تمكنت إيران من اختراق المجتمع الإسرائيلي عبر شبكة واسعة من الخلايا النائمة.
وهذه الشبكة لم تقتصر على فئة اجتماعية بعينها، بل شملت شخصيات متنوعة من الحريديم والمهاجرين الجدد وأعضاء الأقليات وحتى أفراد من الطبقة الوسطى.
وهذا التنوع يشير إلى عمق الاختراق الإيراني، الذي تجاوز الحواجز الثقافية والاجتماعية بفضل استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي.
أسلوب تجنيد مبتكر عبر السوشيال ميديا
اعتمد الإيرانيون على استراتيجيات متطورة لاستقطاب عملائهم، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للتواصل وبناء الثقة مع المستهدفين.
وبأسلوب وصفته الأجهزة الأمنية بـ”نصب صنارة الصيد”، استغلت إيران نقاط ضعف الأفراد لتحويلهم إلى جواسيس، مستغلين العوامل الاقتصادية أو الأيديولوجية.
مهام تجسسية وتخريبية
لم تقتصر أنشطة الشبكة على جمع المعلومات الاستخباراتية التقليدية، بل امتدت إلى تنفيذ أعمال تخريبية تستهدف زعزعة استقرار الكيان الإسرائيلي. شملت المهام:
توزيع منشورات تحريضية حول قضايا مثيرة للجدل.
إلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة.
التخطيط لاعتداءات على شخصيات سياسية وأمنية، بما في ذلك رؤساء السلطات المحلية.
تصوير مواقع حساسة وتمرير معلومات للمخابرات الإيرانية.
أضرار مباشرة وقلق متزايد
وفق تقديرات أمنية، تسببت بعض خلايا التجسس المكتشفة في إلحاق أضرار بالغة بأمن إسرائيل، حيث يُعتقد أن معلومات مُسرّبة استخدمت لتحديد مواقع حساسة استهدفتها الصواريخ الإيرانية في هجمات العام الماضي.
ردود فعل إسرائيلية غاضبة
أعربت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عن قلقها البالغ من هذا الاختراق، وصرح مسؤول أمني بأن “إيران تمكنت من تجنيد إسرائيليين بمستويات لم نشهدها من قبل”. وأضاف أن الشبكة تضم مجموعة متنوعة من الأفراد الذين قرروا خيانة دولتهم والانضمام إلى العدو، وهو أمر غير مسبوق حتى في أوج الحرب الباردة.
مرحلة جديدة من المواجهة
يُعد هذا الكشف مؤشرًا على انتقال المواجهة بين إسرائيل وإيران إلى مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة، حيث لم تعد المعارك محصورة في ساحات القتال التقليدية، بل أصبحت تدور في أروقة التجسس والخيانة.
وبينما تواصل إسرائيل جهودها لتفكيك الشبكة ومنع تكرار هذا النوع من الاختراقات، يبقى الصراع مستمرًا، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه التطورات على استقرار الكيان الإسرائيلي.
0 تعليق