نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، شهدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، مؤتمرًا بعنوان “الجهود الوطنية لتضمين قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة”، احتفالًا باليوم العالمي لذوي الهمم، وذلك ضمن فعاليات مؤتمر المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث حضره عدد من الوزراء والشخصيات العامة.
واحتفاءً بتلك المناسبة، نسلط الضوء في السطور التالية على عدد من النماذج المصرية الملهمة لأفراد تحدوا إعاقتهم، ليسجلوا أسماءهم في صفحات الإنجاز، فقد أبدع هؤلاء الأبطال في مجالات مختلفة، من الرياضة والفن إلى التعليم والسياسة.
أيقونات التحدي في الرياضة
إبراهيم حمدتو.. حّول إعاقته إلى مصدر قوة
قصتنا الأولى هي البطل إبراهيم حمدتو، لاعب تنس الطاولة المصري، الذي فقد ذراعيه في حادث قطار وهو في العاشرة من عمره، لكنه حوّل إعاقته إلى مصدر قوة، فأصبح أول لاعب بارالمبي يمارس تنس الطاولة باستخدام فمه، وشارك في دورتي ريو 2016 وطوكيو 2021، ونال تكريمات عديدة؛ منها: جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للتفوق الرياضي، وكرمه الرئيس عبد الفتاح السيسي في منتدى شباب العالم عام 2017.
فاطمة عمر.. أسطورة رفع الأثقال
وعلى صعيد آخر، هناك البطلة فاطمة عمر، بطلة العالم في رفع الأثقال، والتي حملت 4 ميداليات ذهبية بارالمبية في سيدني 2000، أثينا 2004، بكين 2008، ولندن 2012، بالإضافة إلى ميداليتين فضيتين في ريو 2016 وطوكيو 2020، وكسرت الرقم العالمي في وزن 56 كجم، لتصبح واحدة من أعظم لاعبات رفع الأثقال عالميًا.
هشام صلاح.. قائد منتخب الطائرة جلوس
ننتقل بعد ذلك إلى قصة هشام صلاح، قائد منتخب مصر لكرة الطائرة جلوس، حيث شارك في 7 دورات بارالمبية، وحصد ثلاث ميداليات برونزية في أثينا 2004، ريو 2016، وباريس 2024. هشام هو رمز للقيادة الرياضية والإصرار على النجاح.
عمر حجازي.. السباح الذي تحدى المستحيل
قصتنا الأخيرة في المجال الرياضي هو السباح البطل عمر حجازي، فبعد أن فقد ساقه في حادث، قرر كتابة فصل جديد في حياته عبر تحقيق أرقام قياسية في موسوعة غينيس، فنجح في عبور خليج العقبة سباحة وقطع مسافات طويلة بالدراجة، ليصبح رمزًا عالميًا للإرادة.
نجوم في التعليم والفن والإعلام
الدكتورة هبة هجرس.. صوت حقوق ذوي الإعاقة
ومن الرياضيين إلى الدكتورة هبة هجرس، خبيرة السياسات الاجتماعية، التي لم تكتفِ بالتغلب على مرض "الروماتويد" الذي أضر بحركتها، بل أصبحت صوتًا قويًا يدافع عن حقوق ذوي الإعاقة بدراساتها وأبحاثها، فقد ساهمت في صياغة استراتيجيات لدعم حقوق ذوي الهمم على المستويين المحلي والدولي، كما حصلت على الدكتوراه من جامعة ليدز وأصبحت من أبرز المدافعين عن حقوق المرأة ذات الإعاقة، ممهدة الطريق لسياسات أكثر شمولًا في مصر.
عمار الشريعي.. موسيقار التحدي
وفي الفن، لا يمكننا أن ننسى الفنان عمار الشريعي، الموسيقار المصري الكفيف الذي أبدع في تلحين أكثر من 150 عملًا موسيقيًا للأفلام والمسلسلات، وقدم برنامج "غواص في بحر النغم" لتحليل الموسيقى العربية، كما نال جوائز دولية؛ منها جائزة مهرجان فالنسيا، وحصل على وسام التكريم من سلطان عمان، وتوفي تاركًا إرثًا موسيقيًا خالدًا رغم إعاقته.
شيماء فوزي.. أول إعلامية على كرسي متحرك
وفي الإعلام، أصبحت شيماء فوزي، أول مراسلة تليفزيونية على كرسي متحرك في مصر، حيث صنعت فارقًا عبر تقاريرها التي سلطت الضوء على قضايا ذوي الهمم، وبفضل إصرارها، استطاعت تغيير واقع العديد من الأماكن لتصبح مؤهلة لهم.
رضا عبد السلام.. صوت إذاعة القرآن الكريم
ومن التلفزيون إلى الراديو، كان رض عبدالسلام أول مذيع بإذاعة القرآن الكريم من ذوي الإعاقة (ضمور ذراعيه)، الذي تحدى القوالب النمطية ليصبح رمزًا للإنجاز، فقدم برامج تاريخية ودينية ألهمت الملايين، منها "مساجد لها تاريخ" و"قطوف من السيرة"، كما وصل إلى منصب رئيس إذاعة القرآن الكريم التي عمل بها على مدار 30 عامًا.
نماذج تلهم الأجيال
رانيا صالح: طفلة داون ومبرمجة موهوبة
قصتنا الأخيرة، هي الطفلة رانيا صالح، التي رغم إعاقتها الذهنية (من أطفال داون)، لقبت بـ"الطفلة المعجزة" نتيجة نبوغها وموهبتها فى البرمجة والكمبيوتر، فقد حصلت على الرخصة الدولية للحاسب الآلي وأسست مركزًا لتعليم الكمبيوتر، كما شاركت في مسابقات محلية ودولية، ما جعلها مثالًا يحتذى به للأطفال ذوي الهمم.
والطفلة المعجزة هي أول طفلة دوان تجيد تصميم برامج الحاسب الآلى في العالم، وأول مدرسة كمبيوتر سنها 10 سنوات في مديرية التربية والتعليم، وأول طفلة تحصل على رخصة قيادة الحاسب الآلي.
وختامًا، تثبت هذه النماذج المصرية أن الإعاقة ليست سوى تحدٍ يمكن تجاوزه بالإرادة والعمل، وقصصهم هي رسائل أمل وتحفيز لكل من يسعى لتجاوز الصعاب وتحقيق طموحاته.
0 تعليق