محليات
26
وزارة الأوقاف
الدوحة - قنا
اختتمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية مشاركتها في فعاليات درب الساعي 2024، التي أقيمت ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني.
وأقامت الوزارة في ختام مشاركتها، ندوة ثقافية تربوية على المسرح الرئيسي بعنوان "التكافل المجتمعي"، استضافت فيها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالمعين القحطان، وذلك بالتعاون مع اللجنة المنظمة لفعاليات اليوم الوطني ووزارة الثقافة.
وفي افتتاح الندوة التي أشرف على تنظيمها قسم الإرشاد الديني بإدارة الدعوة والإرشاد الديني في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أوضح الدكتور يحيى النعيمي داعية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن مشاركة الوزارة بندوة تثقيفية تعزز التضامن المجتمعي، جاءت ضمن احتفالات الدولة باليوم الوطني، مستعرضا أبرز المعاني الجميلة التي تأسست عليها هذه البلاد واستمر عليها الأبناء والأحفاد، مشيرا إلى التكاتف والتعاون والتلاحم القائم بين أطياف الشعب القطري، حيث إن هذه القيمة الأصيلة في المجتمع المسلم كما بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه، وقوله "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ولفت الدكتور النعيمي إلى أن التكافل المجتمعي يعد ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك وآمن، حيث يعمل كل فرد في المجتمع على تقديم العون والمساندة للآخرين بما يملك من مال أو جهد أو دعم معنوي، فهو مفهوم شامل يعكس تلاحم أفراد المجتمع وتعاونهم من أجل دعم بعضهم البعض، سواء في الظروف والملمات الصعبة أو في الحياة اليومية، مبينا أن هذا التكافل يتجسد في مساعدة الفقراء والمساكين ورعاية الضعفاء والمحتاجين، ولا شك أنه يساهم بشكل كبير في تعزيز الروابط الإنسانية بين أفراد المجتمع ومن ثم يسوده الأمن والأمان.
وخلال الندوة، أكد الدكتور عبدالمعين القحطاني أن التكاتف المجتمعي يعد من القيم النبيلة التي حث عليها الدين الإسلامي ورغب فيه من خلال الزكاة والصدقة والإحسان والتعاون، وهو أداة فعالة لتحقيق التوازن الاجتماعي، من خلال تبادل العطاء والمساعدة بين الأفراد والجماعات، ويمثل ركيزة أساسية في بناء المجتمعات القوية والمترابطة ويسهم في تقليل الفوارق الاجتماعية والاقتصادية، ويعزز من الشعور بالمسؤولية الجماعية.
كما ذكر أنه عندما يتحقق التكافل في المجتمع، ينعكس ذلك إيجابا على استقراره وتماسك أفراده، ويخلق بيئة من الحب والتضامن والتعاون بين الجميع، والتي تجعل المجتمع يعيش سعيدا في ظل الأمن والتعاضد والحب فيما بين أفراده، موضحا أن السنة النبوية حثت على صدقة التطوع بما يتيسر من المال أو الطعام، إذ أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن صدقة المسلم تكون وسيلة لتقوية الروابط المجتمعية، كما حث على الإحسان إلى الآخرين سواء في المعاملة أو في تقديم الدعم.
وتطرق خلال الندوة إلى مثال واقعي عن التكافل المجتمعي المادي والمعنوي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه نموذج فريد في التراحم والتعاون بين أفراد المجتمع، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أول من أسس هذا المفهوم العظيم من خلال دعوته إلى تعزيز الروابط الاجتماعية بين المسلمين في صدر الإسلام في مجتمع المدينة المنورة ومثالا حقيقيا للتكافل، حيث كان المسلمون يتعاونون في جميع المجالات.
وفي المحور الأخير للندوة، نوه الدكتور عبدالمعين القحطاني إلى أن التكافل المجتمعي يظل قيمة أساسية يجب أن نعمل جميعا على تعزيزها وتطبيقها في حياتنا اليومية، مضيفا أنه السبيل لتحقيق مجتمع متماسك ومتكافل يسوده التعاون والتراحم والأمن والأمان.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق