الجمعة 20/ديسمبر/2024 - 01:21 م 12/20/2024 1:21:41 PM
اسألني عن افلام الرعب الحديثة التي تعد خبرات لا تنسي، بالتأكيد ستجدني اصارع للتعبير عن الرعب الذي يمثله فيلم كريستيان تافدروب "لا تتحدث عن الشر" / Speak no evil
الفيلم الذي يبدأ بعطلة صيفية وينتهي بمأساة ذات ابعاد اسطورية بعض الشى.
يجعلني هذا الفيلم اشعر بضرورة ترديد جملة "انه مجرد فيلم" لنفسي طوال مدة العرض لكسر الايهام والخروج من تأثيره النفسي.
الشخصيات الرئيسية هم عائلة امريكية انتقلت الي لندن لاسباب مهنية حيث يواجهون اوقات عصيبة، الزوج بن دالتون/ سكوت ماكنيري والزوجة لويز دالتون/ ماكنزي ديفيس والابنة اغنس في سن المدرسة المتوسطة والذين يتعرضون لصدمة كبيرة بسبب خيانة اسرية سيتم الكشف عن تفاصيلها في النهاية والان نجد صول مريب وغير متوقع لعائلة اخري تتكون من اب طبيب اربعيني يدعي باتي/ جيمس ماكفوي وزوجته الشابة الشرق اوروبية سييرا/ ايسلنج فرانسيس وابنهما ايبل او هابيل، الذي يقارب اجنس في العمر لكنه لا يستطيع التحدث بوضوح بسبب تشوه خلقي في اللسان، تلتقي العائلتان في عطلة في ايطاليا ويقيمان علاقة صداقة كافية ليدعو دالتون الي منزله القدبم الفسيح المتداعي الي حد ما في الريف علي بعد ساعات قليلة خارج لندن ومن المفترض قضاء وقتا ممتعا ويتناولون وجبات منزلية طيبة ويسبحون في البركة المحلية ويتنزهون في الغابة ويفعلون الكثير من الاشياء الاخري التي تبدو ممتعة حتي يدركون ان مضيفهم مجانين بشكل مخيف وهو مايظهر بسرعة مخيفة في نطاق الاحداث.
كما ذكرنا ان الفيلم مأخوذ من اخر دانماركي صدر عام 2022 للمخرجين كريستيان ومادس تافدروب الذي لم يشاهدة الكثير من الجمهور ولكن اذا شاهدته فقد تشعر بالانزعاج مما حدث به حيث انهي صناع الافلام بطريقة مثالية ولكنها مروعة لكن جمهور العرض التجريبي تمرد وطالب بمعاقبة الاشرار وعندما حدث ذلك حقق الفيلم الكثير من الاموال، قد يشعر عشاق الرعب النفسي المستورد الي الفيلم الاصلي واعادة انتاجه يتذكرون موقفا مشابها منذ اكثر من ثلاثين عاما عندما تم اعادة انتاج الفيلم الهولندي الكئيب the vanishing عام 1988والمعروف ايضا باسم spoorloos، لمخرجه الامريكي الذي منح الفيلم نهاية اكثر سعادة
عادة تنتهي اغلب افلام الاثارة من هذا النوع بعدد صغير من الاشخاص يتصارعون من اجل البقاء علي قيد الحياة في منزل مظلم فكل الشخصيات رائعة ويساعد في ذلك ان ثلاثة من الاربع شخصيات الرئيسية (ماكفوي وماكنيري وديفيس) لعبوا في السابق شخصيات تشبه هذا الي حد ما ولو من حيث وظائف حبكتهم، ماكفوي علي وجه الخصوص يترك انطباعا قويا فقد تحول ببطء لكن بثبات الي نوع من نجوم السينما علي مر العقود وهو يجلب كاريزمته الشريرة والدقيقة حيث لا يتأكد المشاهد اذا كان ماكفوي رجلا سليما وقويا ام وحشا مريض يفتعل التعبير عن الحب لزوجته وابنه ومقابلة زوجته له بنفس الحماسة المفتعلة تدفع عائلة ديلتون الي لشعور بعدم الارتياح حيث منح الفيلم فرص للرحيل وينتهي بهم الامر بطريقة العودة الي ذلك المنزل المتهالك معتقدين انهم يفعلون الشىء الصحيح، مثلما يحدث في العلاقات المسيئة فان دورة الفيلم نفسها تحاكي تلك العلاقات، لا اعرف اذا كان هذا كافيا لثني الناس عن الشكوى من ان هؤلاء الاشخاص حصلوا علي عشرات الفرص للخروج من هناك وبشكل دائم ولكن لم يستغلوها.
0 تعليق