رأى خبراء سياسيون أتراك وعرب أن قمة الدول الثمانى النامية للتعاون الاقتصادى، التى عقدت فى العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من قادة ورؤساء الدول، بينهم الرئيسان التركى والإيرانى، ورئيس وزراء أذربيجان، جاءت فى توقيت حساس للغاية، وستكون لنتائجها تأثيرات كبيرة على كل المنطقة.
وقال جواد جوك، المحلل السياسى التركى، إن القمة كانت قوية وناجحة جدًا ومؤثرة بشكل كبير، لذا اهتم جميع وسائل الإعلام التركية والعالمية بالحدث ونتائجه الكبيرة، متوقعًا أن يكون للقمة تأثير كبير فى المدى القريب والمتوسط والبعيد، واصفًا هذا التأثير بالعميق جدًا.
وأشار «جوك» إلى الاجتماع الذى تناول وقف الحرب على غزة، والعقوبات ضد إسرائيل، والمقترحات بشأن توحيد العملة بين الدول الثمانى النامية، مضيفًا: «جميع ملفات القمة كانت إيجابية، لتتميز عن غيرها من القمم، بما فى ذلك القمة العربية».
وواصل: «قمة الدول الثمانى النامية تسعى لاتخاذ خطوات عملية وتحقيق نتائج ملموسة، والاجتماع بين مصر وإيران وتركيا خلال فعالياتها كان رائعًا، كما أن الاجتماعات الثنائية كانت مثمرة ومشجعة، وانعكاس كل هذه اللقاءات يظهر على التأثير الاقتصادى للدول الثمانى بشكل عام»، مشيدًا فى الوقت ذاته بانضمام أذربيجان، باعتبار ذلك خطوة مهمة جدًا تترك بصمة واضحة. واختتم بالحديث عن مكان عقد القمة فى العاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدًا أن الفن المعمارى المصرى الذى تجلى فى قاعة الاجتماعات لفت أنظار العالم، لتبهر العظمة المصرية فى المعمار جميع الحاضرين.
ومن لبنان، قال المحلل السياسى عبدالله نعمة إن قمة الدول الثمانى النامية، التى انعقدت فى القاهرة، تعد دليلًا واضحًا على مكانة مصر كلاعب رئيسى، وعاصمة لصناعة السياسات فى العالم العربى والشرق الأوسط.
وأضاف «نعمة»: «مصر تدرك أهميتها وتأثيرها فى المنطقة، خاصة فى ظل التحديات الراهنة»، مشيرًا إلى أن «توقف الحرب على لبنان يثير مخاوف بشأن التزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق والقرار ١٧٠١، ومماطلة إسرائيل، إلى جانب ما حدث فى سوريا من احتلال جبل الشيخ وهضبة الجولان، ووصول قوات الاحتلال إلى الطريق الدولى بين بيروت ودمشق يزيد من تعقيد الوضع، وكلها ملفات ناقشتها القمة».
ورأى أن توقيت انعقاد هذه القمة يحمل رسالة واضحة بأن مصر تؤكد وجودها بقوة، وأنه لا يمكن لأحد تجاوز دورها، مضيفًا: «القمة تمثل رسالة مباشرة من مصر إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مفادها أن القاهرة لن تسمح بالتوسع التركى على حساب الدور العربى فى المنطقة، وأن مصر تدرك جيدًا أن المرحلة المقبلة من الصراع فى المنطقة قد تبدأ من ليبيا، ما يجعل هذه القضية ذات أهمية خاصة بالنسبة للحدود المصرية».
وواصل: «القمة تؤكد أهمية استمرار التعاون بيننا جميعًا؛ للحفاظ على مصالحنا المشتركة، فالتعاون الاقتصادى يعد ضرورة قصوى، لأن الحرب الاقتصادية أشد خطرًا من الحروب التقليدية»، مجددًا الإشارة إلى أن «هذه القمة تحمل رسالة واضحة إلى تركيا بشأن ما تفعله فى سوريا، وتؤكد أن مصر تسعى دائمًا للحفاظ على الأمن القومى العربى، باعتبارها الميزان الحقيقى لمنطقة الشرق الأوسط».
واختتم بقوله: «رغم الأعباء الثقيلة التى تواجهها الآن وفى المستقبل، ورغم التحديات التى تجعلها هدفًا للطامعين والحاقدين، مصر ستبقى صامدة، فهى مصر العظيمة، مصر جمال عبدالناصر والسادات والسيسى».
0 تعليق